Saturday 18th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-May-2024

بلياردو شرق أوسطي

 الغد-معاريف

بقلم: ران أدليست
 
 
يبدو وكأن ساعة الحقيقة حانت، سواء قرر نتنياهو قبول العرض المصري في صفقة المخطوفين (المعنى هو إلغاء رفح وموجة احتجاجات من معسكر اليمين)، أم ردها (المعنى هو موجة احتجاجات من معسكر الوسط – اليمين واليسار). رد فعله الشرطي هو تأجيل جلسة كابينت الحرب وعلى ما يبدو إلغاء مشاركته في احتفالات يوم الاستقلال. من هنا، لاحقا هذه معركة التأجيل لنتنياهو أمام كل العالم وهكذا تبدو لعبة بلياردو تلعب اليوم في المنطقة.
 
 
الكرة السوداء، الاستراتيجية، هي تفكيك ائتلاف نتنياهو أجل البدء في حوار إقليمي مع حكومة جديدة، في صالح تعزيز المدماك الشرق أوسطي لبايدن. التكتيك هو إدخال باقي الكرات في الجيوب الصحيحة من خلال، رزمة إغراءات لإسرائيل: تمويل بنية تحتية أمنية وأسلحة لجهاز الأمن. تطبيع مع السعودية، مفاوضات مع حماس على تحرير الكل لقاء الكل (مقابل وقف القتال في غزة)، تأييد إلغاء خطة أوامر اعتقال المحكمة الجنائية في لاهاي، التلويح بتهديدات عدة، عقوبات ورفع رضع عادوا من الأسر.
الفكرة التي من خلف بعض من تلك الخطوات، هي دفع بن غفير وسموتريتش للخروج من الحكومة، إحداث انتخابات وإجراء محادثات بناءة أكثر مع الحكومة الجديدة. الوسائل هي، ضمن أمور أخرى، تنسيق كامل بين جهاز الأمن لدينا، والإدارة الأميركية لأجل إجبار نتنياهو على الحسم. مشكلة نتنياهو هي أن ليس له أغلبية في الكابنت الضيق لخطوات حربية، وليس له أغلبية في الكابنت الواسع لخطوات "حل وسط"، وليس واضحا في أي وضع تراكمي هو يوجد في كل لحظة معطاة.
وأنا أقدر أن نتنياهو ليس لديه فكرة واضحة كيف سيتصرف إزاء الضغوط التي تمارس عليه. كما ليس لبن غفير وسموتريتشأ فكرة كيف سيتصرفان على افتراض أنهما يفهمان بأن وقف النار لغرض إعادة المخطوفين، هو انهيار دومينو في صالح مخطط بايدن الذي هو نفسه المهدد الحقيقي على اليمين.
لتذكيرنا بالطريق الذي قطعناه من مخطط ترامب حتى مخطط بايدن: في نهاية كانون الثاني (يناير)2020، عرض الرئيس ترامب خطته لإنهاء النزاع. بروح التاجر الأعظم في كل الأزمنة (هكذا درج ترامب على أن يعرض نفسه)، عرض المخطط احتفاليا كـ "صفقة القرن" لترامب. وفور عرضها بالتفصيل، كان واضحا أن الحديث يدور عن هراء، غير أن الزينة (المكتب البيضوي)، حماس الصحفيين والتصريحات المتبجحة لترامب، وبيبي جعلت احتفالا عليلا "يوما تاريخيا مثلما أعلن نتنياهو". ورد ترامب عليه بـ "هذه خطوة كبيرة نحو السلام"، ونتنياهو رد عليه: "إسرائيل مستعدة إلى أن تتفاوض فورا على السلام". في تلك الأيام، نتنياهو وجارد كوشنير، صهر ترامب، اتفقا على شروط الاحتلال: القانون الإسرائيلي ينطبق في كل مستوطنات الضفة، تقوم دولة فلسطينية مجردة من السلاح، بالسيطرة الأمنية في الضفة تبقى في أيدي إسرائيل، القدس عاصمة إسرائيل بدون تقسيم، اليهود يسمح لهم بالصلاة في الحرم، عاصمة فلسطينية في ابوديس، خارج الجدار في شرقي القدس، أراض في شرقي النقب، تنقل إلى سيطرة فلسطينية. وخصصت للمفاوضات أربع سنوات يجمد فيها البناء في المستوطنات، الفلسطينيون يتخلون عن حق العودة وقطاع غزة يرتبط بالضفة الغربية بنفق. لطيف أن نتذكر صحيح؟.