Saturday 18th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-May-2024

قلق في اليمين من استسلام مهين لـ"حماس"

 الغد-هآرتس

بقلم: تسفي برئيل
 
يمكن التقدير بأن قلب يحيى السنوار انخفض نبضه عندما سمع الأنباء عن حادثة الطرق التي أصيب فيها ايتمار بن غفير. لو كان باستطاعته لكان أرسل إليه باقة ورود وعرض على زوجته بأن ينقلها بسيارة تندر تويوتا بيضاء الى المستشفى بدلا من تكليف ضابط في الشرطة بذلك، لأنه ليس المخطوفون أو قطر أو مصر هم السور الواقي لحماس. بتسلئيل سموتريتش، الذي يسمى وزير المالية، والمجرم المدان بن غفير، هما بوليصة التأمين لحماس ورئيسها، الذي يجب عليه الصلاة من أجل سلامتهما.
 
 
بفضل هذين العنصريين، نجح يحيى السنوار في أن يفعل بالحكومة ما فعله بنيامين نتنياهو للسلطة الفلسطينية وحماس، التفريق والتقسيم، "فرق تسد"، الذي في حالة الفلسطينيين منع أي احتمالية للتوصل الى اتفاق سياسي داخلي، وفي حالة إسرائيل يتوقع تفجير صفقة المخطوفين. السنوار حتى لا يحتاج الى تمويل سموتريتش أو بن غفير، كما مول نتنياهو حماس، من أجل أن يقف ضد رئيس الحكومة. هما يفعلان ذلك بتطوع واستمتاع. "إذا وافق نتنياهو على الصفقة المصرية"، هدد سموتريتش، "هذا سيكون استسلاما مهينا وحكما بالإعدام على المخطوفين غير المشمولين في الصفقة، وسيشكل خطرا على دولة إسرائيل". هذا الشخص العاجز الذي صرح في شهر شباط (فبراير) عندما قال "إن عودة المخطوفين ليست الأمر الأكثر أهمية"، فجأة أصبح يقلق من أن المخطوفين غير المشمولين في الصفقة لن يعودوا، وأن من يمكن أن يتحرروا يهمونه وبحق مثل قشرة الثوم.
مع هذه التهديدات يمكن للسنوار الهدوء. هو يمكنه الموافقة على أي صفقة مع المعرفة المؤكدة بأن سموتريتش سيقف الى جانبه وسيفشلها. بفضله حماس تستطيع غسل اليدين، ودم المخطوفين سيكون على يد نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، حراس العتبة الذين يقلقون فقط من "الاستسلام المهين" الذي يتوقع للدولة إذا تم التوقيع على الصفقة.
هكذا، بحركة كماشة خانقة، حبس السنوار نتنياهو. فمن جهة، سموتريتش وبن غفير، ومن جهة أخرى بني غانتس مع صيغة تهديده الخاصة، "إذا تم تحقيق خطة مسؤولة لإعادة المخطوفين بدعم من كل جهاز الأمن، لا تشمل إنهاء الحرب، ومنع الوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 أكتوبر ذاك، فإنه لن يكون للحكومة الحق في مواصلة الوجود وقيادة الحملة"، قال.
يبدو أنه يوجد حلف جهنمي أمام نتنياهو. قوتان متعارضتان تهددان بإسقاط حكومته. وللوهلة الأولى، يبدو أن الفضل الوحيد الذي يعطونه له هو اختيار من الذي سيسقطها. بالطبع الحديث يدور عن خدعة تكمن في منظومة الشروط التي أرفقها غانتس بتهديده. ما معنى "خطة مسؤولة"؟ وما معنى أن "كل جهاز الأمن يجب أن يدعم الخطة؟ هل يشمل ذلك أيضا وزارة الأمن الوطني؟ ما صيغة "عدم إنهاء الحرب"، هل القصد هو أيضا احتلال رفح؟ وبالأساس ما الهدف من استمرار الحرب، التي فقط وقفها بالكامل من شأنه ربما أن يحقق هدفا واحدا، الأهم من بين كل الأهداف، وهو تحرير المخطوفين.
غانتس هو شاعر الشروط، تهديده فارغ، أمامه تهديد سموتريتش وبن غفير هو ملموس وعنيف بما فيه الكفاية من أجل أن يوجه نتنياهو الى الحضن الصحيح. مقابل غانتس فإن هذين الوزيرين التافهين أظهرا قوتهما. هما أنبوب التغذية الرئيسي للتوتر الشديد بين واشنطن والقدس. وعلى اسمهما سجلت العقوبات الأولى غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل. 
هما الكابحان اللذان يمنعان السلطة الفلسطينية من لعب دورها، دون أن التخلي بالطبع عن إسهامهما الجوهري في لائحة الاتهام التي وضعت في محكمة العدل الدولية التي ناقشت الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا.
كل ذلك كان يجب أن يكفي غانتس كي يحزم حقائبه ويذهب الى البيت. ولكن هذا هو غانتس. هكذا، في حين أنه يوجد لحماس زعيم واحد، فإنه في إسرائيل، يقوم الحراس السياسيون الذين يعملون مثل ميليشيات بإملاء جدول الأعمال. والسنوار ليس بحاجة الى أكثر من ذلك.