Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2017

ُدحِرَ داعش.. ماذا يفعل المُحْتَلّ الأميركي؟ - محمد خروب

 الراي - بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحب قسم كبير من القوات الروسية التي انخرطت في الحرب على الارهاب وإحباط مخطط اسقاط الدولة السورية منذ الثلاثين من ايلول 2015 وتأكيده ان العسكريين الروس «انجزوا مهماتهم في محاربة الارهاب، ما اتاح الحفاظ على سوريا كدولة مستقلة ذات سيادة، تمهيدا للتسوية السياسية تحت رعاية الامم المتحدة».. لم تعد ثمة مبررات لبقاء قوات الاحتلال الاميركي على الاراضي السورية, وبخاصة ان حربها المزيّفة ضد داعش قد انكشفت, وباتت اتفاقاتها مع هذا التنظيم الارهابي معروفة على نطاق واسع وبخاصة في ما وُصِفَ كذبا معركة تحرير الرقة, تلك المعركة المزعومة التي لم تكن سوى صفقة مع داعش تم فيها تسليم المدينة لمرتزقة سوريا الديمقراطية, بعد ان اخذ الاميركيون على عاتقهم مهمة تدمير هذه الحاضرة السورية العريقة ووجدت قوافل داعش وقادتها طريقها الى الداخل السوري, الذي تسيطر عليه

«قسد» وما زالوا حتى الان داخل تلك الاراضي. على ما قالت امس الاثنين, كاشفة النقاب عن «آلاف من عناصر داعش صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر يوم اول من يتجولون بِحُرية في مناطق قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة اميركياً, التي سمحت لهم قسد البقاء في مناطقها اثر انسحابهم من مدينة «منبج», التي سيطرت عليها قسد بدون قتال كما هو معروف، بل ان الصحيفة كشفت انه «تم منح هؤلاء القادة «وثائق تجول» تبدأ اثمانها من 20 دولاراً وتصل الى آلاف الدولارات في بعض الحالات».
 
التشكيك الاميركي بصدقية الانسحاب الروسي, لا يعدو كونه مجرد ذريعة لتخريب الحل السياسي للازمة السورية, والإبقاء على دور لعملائهم في قوات سوريا الديمقراطية, الذين باتوا يشكلون جيبا انفصاليا ولا يتورعون عن اتخاذ اجراءات عنصرية ضد الرافضين لهيمنتهم, سواء من زعماء العشائر والقبائل العربية في تلك المنطقة ام القوى الشبابية والنسائية الذين تعرضوا لقمع هذه القوات بعد ان نظّموا مظاهرة لـ»دعم القدس» سارعت قوات القمع خاصتهم الى تفريقها بعنف, بذريعة انها لم تحصل على ترخيص(...).
 
ما يزيد من السخرية ان الاميركيين يحاولون تزييف الحقائق حول وجودهم غير الشرعي على الاراضي السورية بالقول تارة انهم «باقون في سوريا تفاديا لترك (فراغ) ولدعم مرتزقتهم في قسد, حتى انجاز مفاوضات الحل السياسي في جنيف» على ما قال الجنرال جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية الوسطى (سنتكوم).. وطورا في استفزاز موسكو والتشكيك بصحة قرار الانسحاب وفق المتحدث باسم البنتاغون ادريان غالواي، قال: «..ان تصريحات روسيا حول سحب قواتها لا يعني عادة تقليصاً فعليا لعسكرييها، ولا يؤثِّر على اولويات الولايات المتحدة في سوريا». فيما ذهب مسؤول اميركي آخر طلب عدم كشف هويته الى القول: «..ان واشنطن تعتقد ان روسيا ستجري انسحابا (مَح�'ض رمزي).. من سوريا يشمل بعض الطائرات. مضيفا: انها «قد تطلب بعد حين ان تنسحب القوات الاميركية بالكامل من سوريا».
 
اصرار اميركي على البقاء غير الشرعي في سوريا رغم انتفاء الذريعة التي جاؤوا بها الى هناك, وتغطية لدعمهم الارهابيين لا محاربتهم, ومن اجل الحؤول دون انتصار الجيش السوري وحلفاؤه وعلى رأسهم القوات الروسية التي جاءت بطلب من الدولة الشرعية ووفق قواعد القانون الدولي، فضلا عن ان الاميركيين طالما وجّهوا ضربات للجيش السوري لمنع هزيمة داعش كما حدث في دير الزور والبادية السورية, القريبة من معبر التنف الذي سيطر عليه الاميركيون. وايضا في التحرش بالطائرات الروسية العسكرية وتزويد داعش بإحداثيات المواقع السورية والقوات الرديفة.
 
اكثر ما يثير الغضب هو الإدّعاء الاميركي المزيّف, بانهم هم ومرتزقتهم في قوات سوريا الديمقراطية من هزَموا داعش, كما زعم المتحدث باسم سنتكوم الجنرال جون توماس قائلاً: «رغم مساهمة روسيا ونظام بشار الاسد في محاربة داعش، فإن التقدُّم الذي تم احرازه, يعود بشكل (كبير) الى قوات سوريا الديمقراطية على الارض, والتحالف الدولي.. جواً».
 
صفاقة وغطرسة اميركية معروفة، لكن ثمنها هذه المرة سيكون باهظا بعد ان قالت الميادين العسكرية كلمتها, وبعد ان اخذ مسار استانا طريقه الى الامام بثبات مناطق خفض التصعيد, وبعد ان لم يعد ثمة مخاطر كبيرة يمثلها داعش وداعموه ومشغّلِوه, الذين غسلوا ايديهم (غَص�'بَاً بالطبع) من هؤلاء, ولم يعودوا يراهنون عليهم, حتى لو بقي الاميركيون «يدّخِرونَهم» لأيام مقبلات.. بل ثمة تخوفات اميركية (لها ما يبررها بالطبع) من ان قواتهم المحتلة في سوريا, ستكون عرضة لعمليات وهجمات استنزاف على نحو يعيد اليهم ذكريات المقاومة العراقية الباسلة, التي اجبرتهم على الرحيل والانسحاب دون اي مكاسب او قواعد او صفقات كما كان جورج بوش ورهط المحافظين الجدد يُمنّون انفسهم او يتوعدون.
 
بقاء الاحتلال الاميركي بعد دحر داعش لن يكون مريحا, ومحاولات تضخيم دور ومستقبل المرتزقة في قوات سوريا الديمقراطية لن يكتب لها النجاح، وسيكتشف هؤلاء بان مشغليهم الاميركيون سيتخلوا عنهم ويخذِلونهم عند اول منعطف.. فلينتَظِروا.
kharroub@jpf.com.jo