Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jan-2019

«فتح» و«حماس» وإعلان الحرب!! - صالح القلاب

الراي - لأن عزام الأحمد، العضو في تنفيذية منظمة التحرير وفي مركزية «فتح» قد أعلن عن إجراءات إدارية في قطاع غزة، رداًّ على ما فعلته وتفعله حركة «حماس» من تجاوزات لم يعد بالإمكان تحملها، فإنَّ هذا يعتبر بمثابة: «إعلان حرب» أما عندما تنفذ حركة المقاومة الإسلامية، بقيادة خالد مشعل سابقاً وإسماعيل هنية لاحقاً إنقلاباً عسكرياًّ دموياًّ على السلطة الوطنية ومنظمة التحرير وإلقاء الشباب «الفتحاويين» من فوق الأبراج العالية فإن هذا أمراً عادياً لا يجوز استنكاره واعتباره صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني العظيم كله!!.

لقد لجأت «حماس» خلال هذا الإنقلاب وخلال الثمانية أعوام اللاحقة التي تبعته إلى ما هو غريب على المسيرة الفلسطينية، التي كانت على مدى هذا التاريخ الطويل، منذ أن أطلقت حركة «فتح» في عام 1965 الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة التي إلتحقت بها «حماس» كفرع للإخوان المسلمين بعد اثنين وعشرين عاماً، تمر في بعض الخلافات الناجمة عن بعض التدخلات الخارجية في شؤونها وهذا كان يؤدي إلى بعض الصدامات العسكرية المحدودة ليس بين الفصائل الرئيسية وإنما بين الفصائل الثانوية التي أنشأتها بعض الأنظمة العربية من أجل أن تكون حاضرة ودائماً وأبداً في القرار الوطني الفلسطيني.
إنه كان بالإمكان أن يعتبر هذا الإنقلاب العسكري الدموي، ومعه ما تبعه من إجراءات ضد حركة «فتح» وضد السلطة الوطنية وأيضاً ضد الرئاسة الفلسطينية، بمثابة «شجار» طارئ بين رفاق سلاح وأشقاء وأخوة لو أن «حماس» اعترفت بخطئها، الذي ارتقى إلى مستوى الجريمة بحق الشعب الفلسطيني ومسيرته النضالية الطويلة، بادرت إلى الإعتذار إلى من أساءت إليهم ولو أنها لم تواصل استهداف كل هذه الرموز الفلسطينية التي كانت سبقتها إلى حمل البنادق باثنين وعشرين عاماً ولو أنها لم تحول هذا القطاع المناضل إلى بؤرة تآمرية لدولة الولي الفقيه الإيرانية ولتوابعها من العرب والعجم وبعض الفلسطينيين!!.
لم تعتبر السلطة الوطنية ومعها «فتح» والرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير إنقلاب عام 2007 الدموي والإجرامي بالفعل بمثابة: «إعلان حرب» لا بل أنها بادرت إلى الإنخراط مع أصحاب هذا الإنقلاب في مفاوضات طويلة على مدى سبعة أعوام متواصلة لإصلاح ذات البين والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني والمسيرة الفلسطينية وعلى أن تبقى غزة جزءاً من الضفة الغربية ومن فلسطين كلها وتبقى الضفة وجوهرتها القدس الشريف جزءاً من غزة هاشم ذات التاريخ الجهادي العظيم الذي بقي متواصلاً خلال سنوات طويلة. وهكذا فإنه قد اتضح بعد كل هذه المفاوضات الطويلة، التي رعتها الشقيقة الكبرى مصر، أن قرار «حماس» ليس في يدها وإنما في يد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وللذين أرسلو ويرسلون إليها ملايين الدولارات في حقائب صهيونية وفوق هؤلاء للولي الفقيه في طهران الذي شهد العالم كله كيف أنه كان في ذروة نشوته بينما كان قائد تنظيم يعتبر نفسه فلسطينياً يقبل يده بخشوع وبطريقة طفولية.
وعليه فإن المؤكد، أن ما أعلنه عزام الأحمد ما كان وهو لن يكون بمثابة إعلان حرب لا في غزة ولا في الضفة الغربية وأن هذه القيادة الفلسطينية بكل رموزها وإمتداداتها التنظيمية تعتبر نفسها للفلسطينيين كلهم وأن هذه الإجراءات التي تم الإعلان عن بعضها في لحظة غضب سيتم التراجع عنها لأنها ستصبح عبئاً ثقيلاً على الشعب الفلسطيني الذي اعتادت حركة المقاومة الإسلامية على إتخاذ قراراتها التدميرية ومن بينها قرار إنقلاب عام 2007 العسكري الدموي بدون أخذه لا هو ولا مصالحه بعين الإعتبار!!.