Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2021

الشاعر أحمد الريماوي: القصيدة لا تستأذن الشاعر بل تغزو أعماقه وتفرض نفسها عليه

 الدستور-حاوره: الناقد فوزي الخطبا

 
يذهب الشاعر الدكتور أحمد الريماوي إلى أن القصيدة «لا تستأذن الشاعر، فهي تغزو أعماقه وتفرض نفسها عليه، ولا يملك الشاعر سوى أن يسقطها على الورق».
 
نفسه، وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، واتحاد المؤرخين العرب، واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، حاصل على دكتوراه في فلسفة التاريخ، الأطروحة بعنوان: «بيت المقدس في المشروع الصهيوني خلال القرن العشرين»، وماجستير فلسفة التاريخ، الرسالة بعنوان: «المسار التاريخي للنضال الوطني الفلسطيني خلال القرن العشرين».
 
من دواوينه الشعرية: هَلَّتْ من صبرا عشتار، دار الكرمل للنشر والتوزيع بدمشق، 1984. صباح العشق يا جفرا، دار الكرمل للنشر والتوزيع بعمان، 1999. اشتعالات جلجامش في بيت العزاء الفتحاوي، المؤسسة العربية الدولية للنشر والتوزيع بعمّان، 2011. وَرْد الغضب، دار همسة للنشر، توزيع دار الحرية جريدة الجمهورية بالقاهرة، 2016.
 
ولإلقاء المزيد من الضوء حول تجربة الريماوي الإبداعية كان لنا معه الحوار الآتي:
 
* حدثنا عن بداياتك الأولى في عوالم الكتابة الشعرية؟ وعلى يد مَن مِن أفراد أسرتك تفتّحت مشاعرك الإبداعية؟
 
- تفتّحَت مشاعري الإبداعية على يد والدَيّ، لِما كان لهما من اهتمامٍ شديد بشرح وحفظ وإنشاد الشعر الصوفي القديم، أمثال عمر بن الفارض الذي استغرقـْت معهم بالكلية وأنا أسمعهم ذات مرة وهم يشرحون بعض أبيات من قصيدته التي مطلعها:
 
شربنا على ذِكر الحبيب مدامةً
 
سكرنا بها من قبل أن يُخلق الكرْمُ
 
فالشعر والإنشاد يعتبران من طقوسهما اليومية، ولقد كانت تتملكني الدهشة اللذيذة لوميض المعاني وأنا استمع لهما في الإنشاد وإلقاء بعض القصائد، التي لا زلت إلى يومنا هذا أدندن الكثير منها كلما خلوت إلى نفسي.
 
وكم كانت فرحتهما عندما ألقيت على مسامعهما أول قصيدة كتبتها باللهجة المحكية بمناسبة الاتحاد الهاشمي بين الأردن والعراق، وكنت لا أتجاوز الحادية عشر من العمر، ومطلعها:
 
(عمّان اتْهنّي بغدادْ/ هذا عرس الاتحادْ).
 
* الأرض لها حضور في شعرك، هل لك أن تحدثنا عن هذا الحضور!
 
- الأرض عندي ليست ترابًا، ومناخًا، وأشجارًا. الأرض ليست تاريخًا فقط. الأرض عندي ذات مفهوم رمزي، ذات مفهوم حركي، ذات مفهوم اقتصادي، وكذلك سياسي ينطوي على كل الدلالات. وأكثر ما يجسد حضور الأرض عندي قصيدتي: «هي الأرض أُمي»، والتي مطلعها:
 
«هي الأرض أمّي
 
تكَحِّلُ فَجْرًا بمِرْوَدِ آهاتها أَعْيُنَ الوالِهاتْ
 
تَرُشُّ ضِياء الثَّباتِ على أَوْجُهِ الآسِراتْ»
 
* ما هي طقوس الكتابة الشعرية عندك؟
 
القصيدة لا تستأذن الشاعر، فهي تغزو أعماقه وتفرض نفسها عليه، ولا يملك الشاعر سوى أن يسقطها على الورق. أما إن سألت عن أفضل الأوقات عندي للكتابة، فأقول: بعد صلاة الفجر.
 
* في بداياتك الشعرية كنت تكتب القصيدة العمودية، ثم انتقلت إلى كتابة قصيدة التفعيلة. ما سبب ذلك؟
 
- انتقلت إلى كتابة قصيدة التفعيلة، لأن لشعر التفعيلة مميزات تتجاوز حدود الشعر العمودي، منها تدفق عناقيد الصور وانسيابها بما يتناغم مع تدفق المشاعر في أعماق الشاعر، مما يجعل القصيدة مهما طالت أو قصرت وكأنها بيت شعر واحد، فلا وجود لبيت القصيد المستقل كما في القصيدة العمودية.
 
* لم أحببت الكتابة؟ وبأي نوع أدبي تجد نفسك ( شعر، نثر، رواية، قصة، دراسة نقدية، أبحاث اجتماعية، تاريخية، دينية، سياسية، اقتصادية.....إلخ)؟
 
- أحببت الكتابة لما لها من خصوصية في جلاء الروح والنفس من أدران العناء والألم والمعاناة اليومية، فالكاتب عندما يُسقط ما في نفسه على الورق يشعر براحة نفسية لا يحس بها إلاّ من مارسها، كما أحببت الكتابة لما لها من أثر على القارئ في تبليغ رسالة إنسانية أو اجتماعية أو أدبية أو غيرها تتجاوز الزمان والمكان، ولما لها من وقْعٍ جمالي على النفس. هذا وأجد نفسي في الشعر وبالشعر ومع الشعر، ثم في الأبحاث الدينية والتاريخية والسياسية.
 
* لك أعمال وبحوث متعددة في مجال التاريخ والعلوم السياسية، حدثنا عن ذلك؟
 
- صدر لي (40) بحثًا، منها تسعة بحوث عن القدس، أهمها بحث: «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، الذي فاز بالمرتبة الثالثة بجائزة القدس 2018 باتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين. أما رسالة الماجستير (584 صفحة)، فهي بعنوان: «المسار التاريخي للنضال الوطني الفلسطيني خلال القرن العشرين»، فقد أجمعت لجنة المناقشة والعديد من النقاد بأنها تمثل ثلاثة رسائل في رسالة واحدة، وأَنها تلامس العمل الموسوعي، كما وأتشرف بأنني أول من كتب عن المسار التاريخي للنضال الوطني الفلسطيني خلال قرن، والوحيد حتى يومنا هذا. فكل من كتب قبلي كتب عن مرحلة من مراحل النضال، فرسالة الماجستير لصالح بو يصير مثلاً، «جهاد شعب فلسطين» وثقت لمرحلة النضال حتى النكبة في مايو/أيار 1948، فمنهم من كتب عن نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، ومنهم من كتب عن النكسة في يونيو/حزيران 1967 وهكذا.
 
كما أن أطروحة الدكتوراه: «بيت المقدس في المشروع الصهيوني خلال القرن العشرين» (582 صفحة)، فقد أجمعت لجنة المناقشة والعديد من النقاد أيضًا بأنها تمثل ثلاث أطروحات في أطروحة واحدة، كما وأتشرف بأنني أول من كتب عن بيت المقدس في المشروع الصهيوني خلال قرن، والوحيد حتى يومنا هذا.