واليوم في الوقت الذي نحتفي فيه بإعادة فتح البوابة العراقية كنافذة مهمة للاقتصاد الوطني لكن للأسف بقي هذا الطريق على حالة رغم أن مطالبات الأهالي لم تنقطع ولكن دون حلول جذرية حتى اتت بعض الحلول على شكل اصلاحات في مناطق محدودة فقط والتي لم تف بالغرض ولم تحل المشاكل المرورية ولم تخفف من الحوادث المرورية والتي في كل مرة يذهب ضحيتها أطفال ونساء وشباب بعمر الزهور.

 

قبل ايام ارتفعت وتيرة مطالبات اهالي البادية الشمالية الشرقية من خلال اجتماعات شعبية كبيرة قادها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجددين هذه المطالبات القديمة الجديدة بالإسراع بتنفيذ الوعود الحكومية المتكررة بإعادة تأهيل الطريق حيث تتحدث وزارة الأشغال ان عطاءات الطريق مطروحة وضمن ثلاث مراحل لكن هؤلاء المواطنين باتوا في شكوك من مواعيد التنفيذ حيث أنهم منذ سنوات يسمعون نفس الأجوبة والردود من المسؤولين.

 

آخر الحوادث المأساوية على هذا الطريق قبل ايام قليله التي كانت سببا للاجتماع الاخير لناشطين في البادية هو الحادث الذي أودى بحياة عائلة كاملة لشاب وزوجته وطفليه ولا ننسى الحادث الذي أودى بحياة خمسة أطفال في رحلة ذهابهم إلى المدرسة وطبعا هناك الكثير الكثير من القصص لحوادث مأساوية وقعت على هذا الطريق حيث لا تكاد تفتح موضوع طريق بغداد امام أحد من اهالي البادية الشمالية الشرقية الا ويحدثك عن مأساة أودت بحياة قريب او صديق او إصابته بإعاقة دائمة الأمر الذي يجعل كل من يعبر هذا الطريق يوميا وبحالة لا شعورية يرى يده ترتفع ليضعها على قلبه.

 

خلاصة القول طريق بغداد استحقت منذ سنوات عديدة اهتماما اكبر من الحكومات المتعاقبة فهو مشروع وطني استراتيجي يربط الأردن بأهم نافذة وأهم سوق للصادرات الأردنية ولسنوات عديده أيضا واليوم وبعد إعادة فتح معبر طريبيل الحدودي إلى العراق الشقيق وبطبيعة الحال الآمال كبيرة لتعود حال السوق العراقية إلى سابق عهدها، ما اريد قوله ان مساهمة طريق بغداد الكبيرة في الاقتصاد الوطني تجعله صاحب أحقية لان يكون بحال افضل اذا اردنا منه اليوم وفي المستقبل القريب العودة بهذه الإسهامات الكبيرة في ظل فتح المنفذ الحدودي مع العراق هذا من جانب ومن جانب آخر وأهم واولى وهو الجانب المجتمعي بالمواطنين من سكان البادية الشمالية الشرقية الذين يستحقون أن يكون الطريق الدولي الذي يشكل نافذة مهمة للوطن بحالة تضمن سلامتهم وسلامة أطفالهم ونسائهم وشبابهم وشيوخهم الذين يستخدمون هذا الطريق بشكل يومي وان يكون فعلا عاملا مهما من عوامل التنمية لتلك المناطق الأقل حظا لبعدها عن مركز الخدمات من جهة ولكونها من جيوب الفقر من جهة أخرى.

Sad_damesr83@yahoo.com