Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Feb-2019

الأردن .. الأخطار والتحديات!!*صالح القلاب

 الراي

ليس لدي خبرة في الحكومات وكيفية تشكيلها وعلى أي أساس وهذا مع أنني قد شاركت في حكومتين عابراً وإلحاقاً وقد خرجت أو أُخرجت منهما دون أن أعرف على وجه اليقين لماذا أصبحت وزيراً ولماذا أخرجت مبكراً من الوزارة وقبل أن يصيح الديك وكان إحساسي السابق واللاحق أن كل ما في الأمر أن المسألة مزاجية وأن كل الحكومات التي عايشتها بعد عودتي من رحلة الغربة الطويلة قد جرى تشكيلها على هذا الأساس .
 
لقد عشت في لبنان لأكثر من إثني عشر عاماً وعايشت تشكيل حكومات لبنانية كثيرة بإعتباري صحافياً في إحدى الصحف اللبنانية الأساسية والرئيسية وليس بإعتباري «أبو الجماجم» وتعلمت أن هناك محاصصة طائفية معروفة بالعدد وبالأسماء وإنه لم يتم تجاوز زعماء ورؤساء الطوائف إلا في مرات محدودة من قبل تدخلات خارجية مؤثرة على غرار ما جرى خلال فترة «قوات الردع السورية» وما جرى وإن بحدود أقل كثيراً خلال مرحلة المقاومة الفلسطينية..وأيضاً ربما خلال المرحلة الناصرية عندما كانت الغالبية الإسلامية مع الرئيس جمال عبدالناصر وتوجهاته حتى بما في ذلك صائب سلام وحسين العويني ورشيد كرامي..وأيضاً كمال جنبلاط.
 
وهكذا فإن تشكيل هذه الحكومة اللبنانية الجديدة التي وُضع على رأسها سعد الحريري قد جاء كتحصيل حاصل بالنسبة للمعادلة الإقليمية التي تتزعمها وتقودها إيران والتي يمثلها في لبنان حزب الله بقيادة حسن نصر الله ومعه حركة «أمل» بقيادة نبيه بري وأيضاً وبدوافع حسابات الرئيس ميشيل عون وصهره جبران باسيل وفوق كل هذه المنظومة الوجود الأمني السوري الذي إزداد نفوذاً وسطوة بعد إخراج القوات السورية من هذا البلد في عام 2005 .
 
وعليه وبالعودة إلى «مربط الفرس» إلى بلدنا الأردن الذي شهد حكومات في خمسينات القرن الماضي وبعد ذلك في ستيناته.. وربما بدايات في سبعيناته لم يجد الزمان بمثلها في الكفاءة وفي نظافة اليد وطهارة القلب وتحمل المسؤولية لا في العديد من الدول العربية وأيضاً ولا في بعض الدول الأوروبية المتقدمة.. وأغلب الظن أن كل معني يعرف الأسماء ويعرف أن بعض هؤلاء قد قدموا حتى أعمارهم من أجل هذا الوطن الذي يستحق أن يقدم كل أردني عمره من أجله.
 
إن ما أريد قوله،وكلامي هذا ليس منزلاً، أنه لا يجوز وقد قطعنا من مائة القرن الحادي والعشرين عشرين عاماً أن يحصل عندنا كل هذا الذي يحصل وأن تشكل حكوماتنا بالأمزجة الشخصية وبالترضيات وعلى أساس صلات القربى وحيث لا نكتشف كم أن هذا قد شكل عبئاً ثقيلاً على بلدنا وعلى مسيرته وعلى أجيالنا وعلى الكفاءات من أبنائنا إلاّ بعدما ندفع الثمن غالياً وهنا أقسم بالله العظيم أنني لا أعني الأشخاص الذين لهم كلهم التقدير والإحترام وإنما أعني الإداء والكفاءات..ووضع الإنسان المناسب في المكان الملائم.
 
إنه لا يجوز إطلاقاً أن يتم الإختيار في هذا المجال عشوائياً فهذا يشكل عبئاً ثقيلاً على أوضاعنا كلها فالأمور هنا لا تقاس حسابياً حيث ستة ناقص واحد يساوي خمسة.. إن الناقص واحد في تشكيل الحكومات ومؤسسات الدولة كلها يساوي ناقص ألف وهذا يجب أن نتداركه بالسرعة القصوى فالأمور غير مريحة ومنطقتنا شديدة الغليان وقد نتفاجأ بتغيرات مرعبة كثيرة والمعروف أن العدوى من بلد إلى بلد آخر غدت تنتقل بأسرع من ومضة البرق.. واللهم أحم الأردن.