Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2018

هل يمكن تشكيل قوى اقليمية رابعة - د. حازم قشوع

 الراي - لازالت حالة المخاض السياسي تسيطر على غالبية الحراك الدبلوماسي ولازالت اجواء التغيير السياسي المصاحبة لذلك تعصف بتوقعات بعض السياسيين حيث يبدو ان القرارات قد اتخذت والحديث بات منصبا في هذه الاوقات على اليات التنفيذ وكما ان تقسيماتها قد رسمت ولا مجال لاجراء اي اعادة للترسيم وبانت ملامح انظمتها السياسية.

ووسط هذه الاجواء المحمومة يعاد رسم درجة التمدد والنفوذ لبعض الدول الكبرى كالصين والاتحاد الاوروبي وحتى روسيا كما يعاد تشكيل دول الحمايات الاقليمية على قواعد متحركة قد تستجيب للتغيير في أي لحظة ما يضع دول ومجتمعات المنطقة في حركة دوران مستمرة للبحث عن تحالفات اقليمية تحميها او مكانة سياسية تبغيها اومنفعة اقتصادية تجنيها.
يأتي هذا وسط اجواء ضبابية يصعب قراءة مخرجاتها في ظل اشتداد اجواء التدخلات الدولية والتي وصلت الى الدرجة الضدية احيانا وعند مستويات مرتفعة في اخرى قادت أجواؤها حالة تأجيج المشهد السياسي وتأزيم مواقف القوى الاقليمية والتي بدورها اخذت تتصارع على الوجود والنفوذ،وبدأت القوى الاقليمية بحركة دائرية متسارع لبسط تمددها ضمن خطوط عرضية ،وتأكيد نفوذها عن المستويات الرأسية فسعت على استقطاب هذا النظام واختراق ذلك المجتمع بواسطة دعم هذا التيار او التأثير على تلك القوة الحزبية او باستمالة توجهاتقوى اثنية ماأوجد اختلالات مجتمعية اثرت على السلم الاجتماعي لاغلب دول المنطقة نتيجة التجاذبات الاقليمية الطاردة والجاذبة التي عصفت بمستقراتها.
ولما كانت نتائج المحصلة السياسية لا تحمل عناوين واضحة كان الراهن على نتائجها ليس يسيرا وغدت التقديرات النسبية بحاجة لبراهين تقود صناع القرار لنتائج يمكن الاخذ بها او استخلاصات يمكن التعاطي معها على الارضية التقديرية المبنية على المعلومة وليس بواقع محصلة استنتاج لمعادلة سياسية اقليمية مازالت قراءتها غير ثابتة لابالموقف ولا حتى بالتقدير حيث مازال ميزانها العام يشير إلى ما يلي :
اولا- ان الوقائع الثابتة لم تتضح بمجملها بعد وهنا نتحدث عن ماهية الدول الاقليمية التي يعول عليها البقاء ومقدار دورها ومدى تأثير نفوذها على الانظمة.
ثانيا-عدم ثبات بعض هذه القوى في صناعة القرار الدولي ،لذا فان الرهان على أي من القوى الاقليمية الدوارة بحاجة لحسابات سياسية
3 -ان مناطق النفوذ الجغرافي للقوى الاقليمية لم تحسم بالدرجة القطعية نتيجة حالة المد والجرز التي مازالت سائدة.
وللتاريخ نقول: لو ان الاردن كان قد نجح في ايجاد نظام اقليمي يمثل النظام العربي معترف فيه دوليا لتغيرت كتير من الامور ولتبدلت اجواء المناخ السائدة ولكانت محصلة النتائج مغايرة لكن يبدو ان النظام الدولي لم يستجب لذلك وانحاز لصالح خيارات البيت الابيض ولم يأخذ بالمسببات الضمنية المشروعة لتشكيل العنوان الجديد للمشروع الرابع الاقليمي العربي.
ويبقى الامل يحدونا ان ينتصر المجتمع الدولي على ذاته لصالح تعزيز مناخات السلم الدولي التي تبدأ من الشرق الاوسط وتنتهي به لكن ذلك يتطلب جهودا موصولة توسع من درجة البيكار السياسي المستخدم ليكون اشمل دوليا على ان يرافق ذلك حراك عربي _عربي يضع الاطار العام للمبادرة ويعزز الاسس الجامعة حتى يتم تشكيلالعامل الذاتي  المتمم للظرف الموضوعي في المعادلة السياسية.
ذلك لان تشكيل قوى اقليمية عربية سيكون له الاثر المحمود على مختلف الصعد لما ستشكله من حماية للشعوب العربية وقضاياها ومن رافعة قوية ستكون قادرة على حماية المصالح العربية وتوحيد اتجاهاتها و الانتصار لقضاياها ،فهل سيلتقط النظام العربي هذه الفرصة التاريخية ام أن درجة الانقسامات باتت عميقة وحالة الاستقطاب الاقليمي جعلت من بعض الانظمة غير قادرة على بناء منزلة جديدة حتى لو كانت عربية.
وإذا ما بقي الحال على ما هو قائم واصبحت مستقرات المنطقة معلومة الاتجاه دون مفاجأت ،فإن حلم النظام العربي يكون قد تبدد والمجتمعات العربية ستغرق في العزف على اوتار ليست عربية لا بالشكل ولا بالمحتوى وهذا مرده لطبيعة التحالفات الجديدة التي تستوجب منها تغيير اتجاهات الحانها وعلى مقاييس خاصة في معايير المحتوى الفكري والثقافي لتنسجم مع بوصلة الاتجاهات الاقليمية الجديدة.
وهنا نكون امام واقع جديد فيه ثلاث تحالفات في ثلاثة مشاريع استراتيجية في المنطقة عثمانية وفارسية وذات العقدة الامنية وهي الخيارات الوحيدة المتاحة امام اي نظام سياسي لاعلان الالتزام المسبق مع أي من هذه التحالفات التي ستكون لكل واحدة منها اشتراطات وعناوين ستراها المجتمعات المنخرطة على الصعيد القريب المنظور.
اذن صراع النفوذ القادم بين محاور اقليمية ليست عربية لكنها تستخدم الموارد البشرية والطبيعية العربية وحتى الاماكن المقدسة فيها خدمة لمشاريعها التوسعية ولرفاهية شعوبها ويعاد استخدام الكل العربي عبر استخدام انظمته باعتبارها اداة تحقيق حالة او باعتبارها بيئة تزخر بموارد طبيعية وبشرية يمكن استغلاها اوالاستثمار فيها.
هذا هو الحال الذي سيكون عليه المشهد السياسي الاقليمي العام بدون الدخول في تفاصيل القطعة الجغرافية او الحالة الديموغرافية وبدون ان يغرقنا البعض في تفاصيل تندرج في اطار الاليات او السياسات والتي تتحدث عن كيفية التطبيق واليات التنفيد وفق قواعد سياسية يجب ان تستجيب حكما لاستراتيجيات العمل الاقليمية.
ادرك جيدا صعوبة تشكيل القوة الاقليمية الرابعة لاسباب ذاتية عميقة واخرى موضوعية لكن ألا يمكننا التلويح حتى بها على الاقل لحفظ ماء الوجه بعد الاخفاق بالضغط لعدم ترسيم القدس اسرائيليا واصرار البيت الابيض على الشروع بتنفيد مضامين المشروع الجديد كما ورد من المصدر.
الاردن كان قد استشرف مآلات المشهد السياسي وحاول وضع الاطار العام للنهوض لتشكيل المحور الاقليمي الرابع ،وترسيخ مفهوم الهويات العربية المقدسية لكن التيار كان اكبر من قدرته فيستحق الاردن بذلك الإشادة والثناء من معظم السياسيين على المحاولة.
يبقى الامل قائم ان يقول النظام العربي كلمته ويدافع عن وجوده المشروع لكي لا تذوب هويتة العربية في اطار المشاريع التوسعية وهذا بحاجة لتضحية كبيرة والا علينا الشروع بتنفيذ الآليات المعدة كما وردت في النص دون حتى تعديل شكلي.
وسيبقى الاردن يقدم المبادرة تلو الاخرى محاولا التمسك بثوابته التي اظهرها من خلال درجة ثباته عليها تجاه رسالة العروبة وعبر مواقفه المبدئية تجاه قضيته المركزية لكن الواقعية الموضوعية لها متطلبات و تقديرات حسابية تستوجب في اولوياتها حفظ المنجزات والمكتسبات التي تحققت على مختلف الصعد الداخلية حيث عوامل التنمية تحتاج العناية والمكانة السياسية التي حققها الاردن بفضل انجازاته الدبلوماسية المحمودة عالميا وهي معادلة حسابية دقيقة بحاجة لاعادة تموضع في بعض جوانب المشهد السياسي العام.
الأمين العام لحزب الرسالة الأردني