Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Mar-2021

عندما يكون هذا مجرد يوم آخر

 الغد-يديعوت احرونوت

حن آرتسي سرور 8/3/2021
 
بعد بضع سنين، ربما عقد وربما أكثر، سيكون يوم المرأة يوما عديم المعنى، اشارة ميتة في رزنامة السنة. ولن تفهم واحدة لماذا تحتاج النساء يوما خاصا لهن إذا لم يكن أي فرق بينهن وبين الرجال.
ان الغاء “يوم المرأة” سيكون النصر الأحلى للثورة النسوية، ثورة نجحت بانتظام بمثابرة وتصميم على تغيير أنظمة العالم دون أن تسفك دما أو تحدث حربا. في كل سنة من جديد يطرح السؤال هل سرنا أبعد مما ينبغي، وكم عملا لا بد من عمله مقارنة بما سبق أن حققناه. عندما سيكون يوم المرأة يوما آخر، سنعلم أن المهمة اكتملت.
والحقيقة هي أن الوضع أفضل بكثير مما كان يمكن لجداتنا وامهاتنا أن يتصورنه، فالنساء ينتخبن ويُنتخبن، يكتسبن التعليم العالي، يعملن في كل مجالات الحياة بحيوية وبتميز. يمكن للنساء أن يقلن أنهن لسنَ نسويات في الوقت الذي كل انماط حياتهم هي نتاج الكفاح النسوي وهذه الشفافية تشهد على أن الراديكالي اصبح عاديا وواضحا من تلقاء ذاته. وما يزال، في نفس الوقت، في كل يوم تقريبا نكتشف كم ما يزال هناك ما ينبغي اصلاحه وتغييره. فقد كشف وباء الكورونا بالشكل الأكثر ايلاما الفوارق المموهة جيدا. فالنساء هن اللواتي اقلن وخرجن الى الإجازة غير مدفوعة الأجر بنسب مخيفة؛ النساء هن من تبقين في الغالب في البيوت مع أطفال لا أطر لهم في محاولة يائسة لامساك كل الكرات في الهواء؛ نسان، فتيات وطفلات هن من عديمات الأمن الشخصي في بيوتهن وتعرضن لاذى من هم الأقرب اليهن. ان مواجهة الظلم لا يمكن أن يكون كفاحا نسائيا، يجب ان يكون كفاحا مشتركا في صالح واقع أفضل لنا جميعا. وان التجند للرجال، حرج وهام.
يوم المرأة هو فرصة للاعتراف بالجميل، لتوجيه الأضواء إلى اللحظات الباعثة على الالهام، مهمات عاجلة على جدول الأعمال العام أو خلق نماذج لبناتنا. لاسفي الشديد، في أماكن عديدة جعلوا “يوم المرأة” للاحتفال باستهلاك فارغ من المضمون، يعدوننا فيه بتمكين نسوية (ومزيد من الكلمات الفارغة) بشراء فستان، بعلاج تجميلي أو بمقلى. الاحساس هو أن النسوية لم تصبح قيمة بل مكملا، شيئا ما يتباهى به المرء من أجل أن يكون على الموضة، من اجل ان يتزلف أو من أجل أن يرضي ضميره.
هذه السنة لا حاجة الى باقة ورد من الزوج أو ورشة اناقة من مكان العمل. كل ما نحتاجه هو اتخاذ القرارات التي تجعل يوم المرأة التالي يوما زائدا. في اليوم الذي نجد فيه نساء عاديات في مناصب يحتلها رجال عاديون، في اليوم الذي يكون فيه الخجل من نصيب المعتدين وليس الضحايا، ولا يعد فيه صوت أي طفلة “عورة” سنعلم ان هكذا يبدو الخلاص.