Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2017

أيُّ «بعث» وأي عروبة؟! - صالح القلاب
 
الراي - في إجتماع لما يسمى القيادة القطرية لحزب البعث، الذي غير معروف لماذا تذكره الآن هذا الذي لا يزال يعتبر نفسه الأمين القومي والقطري، قال بشار الأسد :»إن أحد أهم أهداف الحرب على سوريا التي تنتمي إلى الأمة العربية هو ضرب الفكر القومي وإرغامها على التخلي عن فكرها العربي وحقيقة أن هذا صحيح كل الصحة فأنْ يصبح قاسم سليماني هو الآمر الناهي في «قلب العروبة النابض» وأن تقام كل هذه «المستوطنات» المذهبية للإيرانيين والأفغان في ضواحي دمشق نفسها فإن هذا يعني أن مؤامرة إستهداف عروبة هذا البلد قد حقق النجاح الذي يريده ويسعى إليه المتآمرون.. والمتآمرون هم الذين من أجل الحفاظ على كراسي الحكم لم يترددوا في أن يستنجدوا بـ «الإحتلال» الإيراني و»الإحتلال» الروسي!!.
 
لقد إنتهى حزب البعث كحزب حاكم في سوريا عندما قام «رفاقه» بإنقلابين عليه وعندما صدر حكم بالإعدام على مؤسسه ميشيل عفلق بتهمة الخيانة، والعياذ بالله، وعندما أغتيل المؤسس الثاني صلاح البيطار في باريس لأنه رفض أن يصبح «ديكورا» لإنقلاب حافظ الاسد على رفاقه الذين إنتهت أعمار بعضهم وراء أبواب زنازين سجن المزة وعندما أصبح بشار الأسد أمينه العام القومي .. والقطري ورحم الله الدكتور منيف الرزاز الذي طورد ولوحق في العاصمة البعثية الأولى والذي أُنهي عمره في العاصمة البعثية الثانية .
 
كان على بشار الأسد، قبل أن يقول أن أحد أهم أهداف الحرب على سوريا هو ضرب فكرها القومي والعربي، أن يحدد الذين يقصدهم بهذا الكلام طالما أنه هو من فتح أبواب هذا البلد، الذي من المفترض أنه المؤتمن الأول عليه، للإيرانيين الذين تحول وجودهم في هذا «القطر العربي السوري» إلى إحتلال عسكري وأمني وإستيطاني .. وكل شيء وأيضاً للروس الذين غدت لهم قواعد مقفلة على الأراضي السورية لا يستطيع دخولها والإقتراب منها حتى كبار المسؤولين السوريين بدون الإستئذان المسبق!!.
 
إنَّ مصداقية كل «لغو» الكلام هذا عن العرب والعروبة والأمة العربية وعن القومية والفكر القومي تتوقف على أن يتحلى بشار الأسد بالشجاعة المفترضة وأن يتخذ قراراً ويعلنه، إن هو أراد من الجامعة العربية، بإخراج الإيرانيين والروس من سوريا لأنهم هم من يحاولون إجبارها على التخلي عن فكرها القومي.. وعندها، إن هو أقدم على خطوة كهذه الخطوة، فإنه لن يكون مع العرب أي حجة ولا أي عذر أن لا يبادروا لإسناده والوقوف إلى جنبه.. وعفا الله عمّا مضى!!.
 
إنه لا يمكن أن يُصدِّق بشار الأسد في كل هذا الذي يقوله عن العرب والعروبة والفكر القومي العربي حتى أصحاب أنصاف العقول طالما أن إستسلامه للاحتلال الإيراني والروسي مستمر وطالما أن عمليات الإستيطان المذهبي حتى في دمشق نفسها متواصلة ولم تتوقف .. وأيضا طالما أن عمليات التفريغ السكاني والتغيير «الديموغرافي» تزداد يوماً بعد يوم... وطالما أن هناك مشروع تقسيم عنوانه:»سوريا المفيدة» بات واضحاً ومعروفا ويجري تنفيذه وعلى قدم وساق وبرعاية روسية وحماية إيرانية!!.
 
إنه لا يمكن أن يخدع بشار الأسد أحداً بهذا الكلام الإنشائي الذي قاله في إجتماع «قيادته» القطرية فحتى الأعضاء القياديين الذين أبقاهم والذين «طردهم» لا بد وأن كل واحد منهم قد «تمتم» همساً بينه وبين نفسه بأنَّ الذي ضرب الفكر القومي والذي تخلى عن الفكر العروبي والذي أخرج سوريا من إطارها العربي هو من حول مظاهرات السوريين السلمية إلى حرب أهلية وهو من دمر البلاد وشرد العباد وهو من أدار ظهره للعرب والعروبة وهو من إستعان بالإيرانيين والروس وبأكثر من ثمانين تنظيماً من الشراذم الطائفية ضد شعب من المفترض أنه شعبه.. وهو من وضع حتى القرارات السيادية في يد قاسم سليماني.. وفي أيدي جنرالات قاعدة «حميميم» الروسية !!.