الراي - علينا في عز هذا التدمير الذاتي الذي لا يرفع الا شعار البطالة والفساد, أن ننصف شعبنا وبلدنا, بالتنبه الى انجازات عظيمة يجترحها اداريون في جهاز الدولة, أو في مؤسسات المجتمع المدني.. وتمر هكذا دون أن يسمع اهل هذه الانجازات كلمة شكر واحدة.

 

سمعنا قبل ايام عن حسونة محيلان, مدير مؤسسة الصوامع والحبوب الذي انهى عهداً من السرقة والفساد.. في قدس اقداس الخبز. واحال اعداداً من موظفيها الى مكافحة الفساد.. وصارت المؤسسة رابحة, وتستحق ما هو اكثر من التكريم.

 

الاداري محيلان, واغلب الظن أنه ذو صلة قربى بالشيخ الفاضل محمد محيلان, الاداري محيلان لم يكن يستهدف الترويج لذاته وانما لابراز المعدن الذهبي الخالص للمواطن الاردني. فبلدنا فيه آلاف أهل العلم والاختصاص, لكنه يفتقد الاداري الذي يعرف مداخل ومخارج العملية الانتاجية الوطنية.

 

احد قرائنا نبهنا الى اكثر من مواطن يشرّف مهنته الادارية, ويستحق رفع انجازه على رؤوس الاشهاد.. وسنفعل ذلك, فالكلام عن الفساد والبطالة هو كلام في المطلق, والجميع يتهرّب من تسمية الفاسدين, وصراحة الكلام عن نوعية العاطلين عن العمل. وقد تسيّست الشعارات المعادية للبلد, الى حد استهلاك هذا القدر من المخدرات, وهذه الداعشية التي تعيش على التواصل الاجتماعي. وهذا ترابط لا يريد أحد التطرق اليه, لانه يفضح تسييس كل شيء لحساب العاملين في توسيع الدولة الاسلاموية لتتجاوز حدود الدمار الكلي لسوريا وليبيا واليمن.. وتشمل بلدنا العظيم الذي اقامه الشهيد عبدالله بن الحسين على اسس العروبة والكرامة والحرية. واعطاه طلال من ذوب ايمانه بدولة الدستور, ورسّخه الحسين خلال سنوات الجمر والخير والعروبة.. وها نحن نعيش مجد عبدالله الثاني صاحب الشومات, والبطل صانع الامل العربي بوطن واحد, وشعب واحد, ومصير واحد.

 

نرفع كل يوم راية الاردن, بكشف وتعرية العاملين على دماره من الداخل. ولا يحيق المكر الا بأهله.