Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2019

رمزية زيارة الملك والعمق الاستراتيجي مع العراق - إبراهيم السواعير

الراي - الرئة الأردنيّة النقية الصافية ما تزال تتجدد على اتساعها ليتنفّس منها العراق، هذا البلد الجار، القريب، والشريك في الهم المحلي ووحدة الصف العربي، ومثل ذلك تبقى العراق رئة الأردن، في تعبير رائع، يحمل كل مشاعر الود والمحبة بين بلدين، قُدّر لهما أن يعانيا كثيراً جرّاء ظروف المنطقة وتبعات الحروب التي لم تزد الشعبين الأردني والعراقي والقيادتين الحكيمتين إلا إصراراً على أن يجري النَّفَسُ الأصيل الواحد والقويّ في كلّ الأوردة والعروق ليمنح كلّ أجزاء الجسد الواحد رونقاً وحياةً تأسست على ماض طويل وشراكة عريقة، نلمسها اليوم في تفاصيل الفرحة الرسمية والشعبية والقطاعات الإنتاجية الاقتصادية التي تتوق وبشدة متحفزة لمواصلة التعاون الأخوي التلقائي الذي ظللته أمس الزيارة التاريخيّة لجلالة الملك عبداالله الثاني إلى العراق الشقيق.

«أنتَ منّا، وفي بيتك»!.. خطابٌ بليغ يؤكد حضور الملك الهاشمي في العراق، ويضيء على مسألة مهمة في علاقة أصيلة ووشائج قديمة تستند إلى إرث بعيد من التاريخ والمودة، مثلما تحمل ما يعوّله العراق على جلالته من ثقة كبيرة «ضيفاً كبيراً على العراق»، وهو يحمل كلّ الآمال الكبيرة والطموحات المعقودة على جلالته، في استراتيجية شمولية تكون فاتحة لطريق يعطي ميزة اقتصادية وأمنية وسياسية في المنطقة؛ خصوصاً والبلدان الشقيقان هما في خضمّ منطقة ملتهبة، ما تزال تكتوي بأزمات إنسانية وأوتار دينية مشدودة، يحلو لقوى إرهابية خطيرة أن تعزف عليها بكل ما توفر لها من مهارة واحتراف.
وإذ يؤكد جلالة الملك وقوف الأردن إلى جانب العراق، واعتزازه بالعلاقات والأواصر الوطيدة معه، فإنّ شعور جلالته النبيل، وحسّه الإنساني العالي، بأهمية وموضوعية تطلعات الشعب العراقي الشقيق إلى تحقيق أكبر قدر من التقدم والازدهار، ليفتح المجال واسعاً لتكامل يؤتي أُكله لكل القطاعات الرسمية والشعبية، وفي مقدمتها هذه الدفعة القوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية، وتيسير أيّة ملفات عالقة، دون أن ننسى الفائدة الكبيرة في وجود مدينة صناعية حرة، فضلاً عن مشروع مد أنبوب النفط الحيوي والمهم بين البصرة والعقبة، وكذلك الإعفاءات الجمركيّة ومعاملة المقاول الأردني في العراق معاملة نظيره العراقي، ومواضيع الربط الكهربائي، وكل هذه المصاحبات الحيوية تظللها الرغبة الملكية الأكيدة التي جاءت في وقتها لتعزيز التكامل الاقتصادي، وفتح المجال للمستثمر الأردني في العراق في مجالات المباني السكنيّة، هذا القطاع المهم جداً هناك. فكل ذلك وأكثر جزء من رؤية الملك المهمة ومساعيه الموفقة للارتقاء بالعلاقات كافة مع العراق الشقيق إلى أعلى المستويات.
ولا نبالغ إذا ما قلنا بأنّ حديث الاقتصاديين اليوم وكل القطاعات الاستثمارية والمسؤولين وممثلي القطاع الخاص بين البلدين يأخذ حيزاً كبيراً جداً في آفاقهم وخططهم المستقبلية، سواء كان ذلك في إزالة معيقات حركة البضائع الأردنية ودخولها إلى الأسواق العراقية، أو الاستفادة من الفرص الاستثمارية والاتفاقيات المبرمة في هذا السياق وفي الطاقة والنقل والإنشاءات، كفرص حيوية خلقتها هذه الزيارة المشهود لها، نحو إجراءات عملية وضرورية تخدم المصلحة المشتركة، لما يشكّله الأردن والعراق من عمق استراتيجي وأمني مشترك، لا تستغني عنه المنطقة وكل جهود التكامل الإنساني بحال من الأحوال.