Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2018

(المحافظون ) يعودون الى سدة القرار الأميركي - فيصل ملكاوي

 الراي - جون بولتون مستشار الامن القومي في ادارة الرئيس ترمب صاحب مقولة الحرب اولا ثم الدبلوماسية، ان بقي لها مكان على انقاض الكوارث والدمار، والوحيد الذي بقي على وجه الارض مؤيد لغزو العراق بعد ان اعتذر عنها كل من شارك بها او وافق عليها، لانها جرت وفق مزاعم كاذبة بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل، وثبت ان كل ذلك مجرد افتراءات واكاذيب محضة كان لبولتون دورا هائلا فيها، وهو صاحب مقولة لو تم شطب عشرة طوابق من مبنى الامم المتحدة في نيويوك لكان امرا محبذا، اليس هناك ازدراء للامم المتحدة اكثر من ذلك من مسؤول كان وقتها مندوبا لبلاده في المنظمة الاممية، وهو صاحب قول موت حل الدولتين، بما يتطابق تماما مع رؤية اليمين الاسرائيلي والرئيس ترمب الذي ألغى ارث سبعة عقود من السياسة الاميركية في هذا الصدد، كما انه اخرا وليس اخيرا من لام وزير الحرب الاسرائيلي شاؤل موفاز قبل سنوات على تراخي اسرائيل وانها لم تقم بقصف ايران وان مكان الاتفاق النووي الايراني المناسب هو سلة المهملات.

مايك بومبيو وزير الخارجية القادم للتو من وكالة المخابرات الاميركية سي اي ايه، له نظرية خاصة بادارة السياسة الخارجية، بتقديم الحروب والقوة والاعمال العسكرية كخيار اول، على الجهود الدبلوماسية فيما يضع الحلول الدبلوماسية التي يفترض ان تاتي في اخر المطاف على راس الاجندة، فالدبلوماسية تتبع الصواريخ العابرة وحاملات الطائرات، ليس في تتبع مسيرها في السماء والبحار، انما بعد ان تسقط قنابلها على الارض لتمحو اي اعتبار للقيم العالمية والانسانية، ولتضع العالم على شفا الحروب والصراعات، وتخلف الدمار لسنوات طويلة مع كل الافات التي ترافقها من الجوع والياس والامراض والاحباط واعادة تفشي الارهاب والتطرف التي كافح العالم كله في حرب عالمية متعددة الاوجه على مدى السنوات الماضية لتخليص البشرية من القتلة والبربرية التي لم يشهد لها العصر مثيلا، فماذا ابقى بومبيو لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون لتقوم به)؟!.
جيمس ماتيس وزير الدفاع الاميركي الذي وصفه الرئيس ترمب ويعرف في الاوساط الاميركية وفي العالم ايضا بـ (الكلب المسعور ) نظرا لايمانه المطلق باستخدام القوة باقصى احوالها عند اول حاجة لذلك، وهو صاحب مقولة لا مجال لخروج احياء في المعارك مع الاعداء، فالنهج المحافظ في سياسته وقراراته اولا واخيرا، رغم انه يكاد يكون الصقر الحمائمي في ادارة ترمب في هذه المرحلة اذا ما قورن بجوقة الصقور التي ضمها ترمب الى فريقه اخيرا والتي ستحلق قريبا في سماء العالم، فاي حالة دولية نرتقب واي حروب ننتظر، فالعالم يحبس انفاسه الا طرفا واحدا هو اسرائيل التي تتقدم مصالها والانحياز لها على الجميع واحيانا على المصالح الاميركية اذا ما كان الوضع في اي لحظة هو وضع الاختيار.
مديرة وكالة المخابرات الاميركية جينا هاسبيل، اول امراة اميركية تصل الى هذا المنصب على سدة قرار السي اي ايه، انضمت الى المخابرات الاميركية في العام 1985، وتتمسك بخط متشدد شديد المحافظة، ويعرف عنها انها المؤيدة بشدة للمعتقلات السرية في الداخل والخارج الاميركي، فيما يعرف في مجتمع المخابرات واوساط السياسية الدولية وفي الاوساط الاميركية بـ (البقع الداكنة).
وفي عهدها يترقب العالم ماذا في جعبة المخابرات الاميركية المرعبة للعالم وصاحبة الانتشار والنفوذ على وجه الارض، والتي طالما كان لها اليد الطولى في صنع السياسة الاميركية وتحريك العلاقات الدولية واخذ القرار الحاسم في الحروب، سواء كانت صائبة ام خاطئة.
وفي العام 2003 قبيل غزو العراق جلس مدير السي اي ايه انذاك جورج تينت خلف ادارة الرئيس جورج دبليو بوش في التهيئة لغزو العراق وعرض الادلة التي ثبت انها غير صحيحة بالنسبة لامتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل التي اتخذ وفقها قرار الحرب.
ساتوقف في هذه العجالة، عند نيكي هايلي، مندوبة الولايات المتحدة الاميركية في الامم المتحدة، التي تصر وفق سياستها ان تتعامل مع المنظمة الاممية كوكيل فقط للولايات المتحدة الاميركية، وتؤكد ان الوقت الذي كانت فيه هذه المنظمة وتفرعاتها، مكانا لادانة اسرائيل انه عهد ولى الى غير رجعة، كما انها تقف على يمين الرئيس ترمب في سياسته (اميركا اولا)، بمعنى اتخاذ اي نهج يحقق هذه الغاية ولو كان ذلك على حساب العلاقات الدولية ونبذ النظام العالمي القائم منذ العام 1945 ،وعدم اخذ اي اعتبار لقواعده السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية، في نهج ربما في كثير من مفاصله يتجاوز مظاهر الحرب الباردة الاولى الى مظاهر اشد والتاسيس لاطلاق الحرب الباردة الثانية التي على الارجح تكون انطلقت بالفعل اخيرا.
هذه التركيبة لو كانت في اي دولة ثانية غير الولايات المتحدة لكان يمكن التعامل معها، لكن الولايات المتحدة الاميركية التي ما زالت القوة العظمى الاولى على الساحة الدولية، حتى ان كانت روسيا وقوى دولية اخرى في حالة صعود، الا ان الواقع يقول اليوم ان الولايات المتحدة، تضع العالم في حالة كبرى من عدم اليقين والتشكك في اي اتجاهات ستذهب السياسة الدولية وباي طريقة قررت ادارة الرئيس الاميركي ترمب ترجمة شعاره (عودة اميركا عظيمة)؟!