Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2017

الجامعات والمهن الجديدة آفاق للتعليم التقني - د.محمد الرصاعي

الراي - توفير فرص التعليم الجامعي لم يعد يشكل أمام الحكومات تحدياً كبيراً، غير أن فرص التعلم المتاحة بشكل كبير أنتجت تحدي توفير الوظائف، كما أنَّ الكفايات والمهارات التي يمتلكها خريجو الجامعات لا تساعدهم في الغالب على الوصول إلى الوظائف والمهن المتاحة حالياً، وهذا يستدعي إعادة التفكير في البرامج والمسارات الأكاديمية في الجامعات، إضافة إلى استهداف الكفايات التعليمية والمهنية المطلوبة. محلياً لا زالت الجامعات تراوح مكانها في قضية كفايات الخريجين ومهاراتهم لأن الهدف المسيطر على أذهان الإدارات الجامعية هو عدد الطلبة وليس قدراتهم وتحقيق كفاءة الخريجين، وفي هذا السياق حدثني أحد الأصدقاء أنَّ إحدى الشركات الكبرى والتي على كادرها عدد كبير من المهندسين استعانت باحد الفنيين في ورشة صناعية في السوق المحلي لإصلاح عطل فني في اليات الشركة.

حركة التطور والنمو في جميع المجالات تتطلب صناعة الأفكار من خلال البحث العلمي إلى جانب القدرة على تطبيق وتوظيف الأفكار الجديدة من خلال المهنيين المهرة والتقنيات الحديثة، وهذا ما يفترض أن يوجه الجامعات لتبني مسارين في عملية القبول، يتجه المسار الأول نحو دراسة العلوم النظرية والبحث العلمي ( المسار الأكاديمي ) بهدف تأهيل خريجين متميزين في البحث العلمي وصناعة الأفكار والإبداع، ويواصلون بعد ذلك طريقهم في برامج الدراسات العليا، في حين يكون المسار الآخر ذا توجه مهني تطبيقي يمتلك من يسير في هذا المسار من الطلبة مستجدات التقنيات الحديثة المرتبطة بالمهن المختلفة.
عالمياً تقوم الجامعات بالتوسع الكبير في الصفوف ذات التوجه المهني، كالمقررات المهنية في الأعمال والصحة العامة والصحافة، فبرنامج « الشحذ المهني» في جامعة نيويورك مثلاً يقدم برنامجا دراسياً مشتركا بين عدد من الكليات التي تهيء طلاب الفنون الحرة لسوق العمل، وعليه فقد يدرس طالب التاريخ كيفية تقويم الفنون، كما قد يدرس طالب اللغات كيف يغدو مترجماً.
تتأثر المهن اليوم بشكل كبير بالتقنيات الجديدة، مما يخضع التعليم المهني للاستجابة لهذا التحول، فأصبح يتوجب على الطلبة المنخرطين في هذا المسار امتلاك المعرفة بالتقنيات الناشئة كالروبوت والذكاء الاصطناعي وصناعة الرقائق الدقيقة وتطبيقات النانوتكنولوجي وغيرها من التقنيات الحديثة، وتلجا الشركات والمصانع والمؤسسات الكبرى لتجاوز قصور الجامعات في هذا المجال وبهدف مسايرة المستجدات التقنية واستثمار منافعها إلى اتاحة فرص التدريب في أثناء العمل، فتوفر للعاملين برامج تدريبية تمكنهم من امتلاك القدرة على توظيف التقنيات لتحسين جودة المنتج.
رغم أن الهدف الذي انشئت من أجله الجامعات لا زال قائماً، وهو التعليم، لكن التغيرات في سوق العمل وتحول متطلبات المهن يفرض أنَّ يتحول التعليم الجامعي إلى الاستجابة لهذه التغيرات، بدل أنَّ تكون الجامعات عائقاً أمام الخريجين في الاستفادة من الوظائف الجديدة.
Rsaaie.mohmed@gmail.com