Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2017

القدس مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة

الراي -  بكلمات واضحة وصريحة لا تقبل التأويل أو الاجتهاد أعاد جلالة الملك عبداالله الثاني خلال التصريحات الصحفية المشتركة التي أدلى بها جلالته والرئيس التركي رجب طيب اردوغان عقب المباحثات الموسعة التي أجراها الزعيمان الكبيران والوفدان المرافقان، الرؤية الأردنية الواضحة غير القابلة للمساومة بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في المنطقة وأنه لا يوجد بديل عن حل الدولتين، تماماً مثلما أن القدس هي مفتاح أي اتفاق للسلام وهي مفتاح الاستقرار للمنطقة بأسرها..

من هنا تكتسب القمة الأردنية التركية والمباحثات الموسعة التي أجراها جلالته والرئيس أردوغان أهمية اضافية ليس فقط في كونها أسست لعلاقات أردنية تركية متطورة ذات آفاق مفتوحة للإرتقاء بها في مختلف المجالات والتي كانت زيارة الرئيس أردوغان الناجحة لعمان في آب الماضي إشارة واضحة على حرص الزعيمين والبلدين على المضي قدماً في تعميق هذه العلاقات التاريخية المتجذرة والتي توشك على إتمام العقد السابع على قيامها وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات والأصعدة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وإنما أيضاً في أنها أكدت على المواقف المشتركة للبلدين إزاء قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يوليها الأردن وجلالة الملك شخصياً أهمية استثنائية ويمنحها أولوية على مختلف المجالات والملفات والتي كان على أعلى درجات وضوحها خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع جلالته الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم أول من أمس مؤكداً جلالته للرئيس الأميركي قلق الأردن البالغ إزاء نقل السفارة الأميركية للقدس وبالتالي بات ضرورياً العمل سريعاً للوصول إلى حل نهائي واتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي يجب أن يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية.
وإذ حرص جلالته التأكيد على أن عدم إنصاف الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين في القدس، لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من التطرف كما سيقوض الحرب على الإرهاب، فإنما للفت أنظار الجميع إلى أن الأردن وبصفة جلالته صاحب الولاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، سيواصل تحمل مسؤولياته الدينية والتاريخية تجاه المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف وسيؤدي دوره في حماية الآماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس..
القمة الأردنية التركية التي عقدت في ظروف دقيقة ومرحلة حرجة استقطبت إهتماماً دبلوماسياً وسياسياً وإعلامياً اقليمياً ولافتاً إن لجهة التوقيت الذي أنعقدت فيه على أبواب قرار أميركي خطير لن يسهم إلاّ في زيادة منسوب التطرف والعنف فضلاً عن كونه يتعارض والقانون الدولي والشرعية الدولية وحقوق الإنسان.. أم لجهة الجهد الأردني التركي المشترك لدفع علاقات الأخوة التاريخية بين البلدين إلى الأمام على مختلف المجالات وكذلك بحث قضايا المنطقة وملفاتها وأزماتها وبخاصة الأزمة السورية التي لفت جلالته إلى ضرورة توجيه الجهود في هذه المرحلة للبناء على محادثات استانا لتحقيق حل سياسي ضمن مسار جنيف، يضمن وحدتها واستقرارها وأمن شعبها إضافة إلى تطابق الموقفين الأردني والتركي إزاء الحاجة لعقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي حول القدس الأسبوع المقبل تجمع العرب والمسلمين والتي ستعقد في اسطنبول كون تركيا هي الرئيسة الحالية للمنظمة.
القمة الأردنية التركية سجلت نجاحاً ملحوظاً لخّصه جلالة الملك بالقول للرئيس التركي خلال التصريحات الصحفية المشتركة التي أدلى بها الزعيمان بعد إنتهاء المباحثات الموسعة بينهما أن هذه الزيارة الملكية الرسمية لتركيا من أهم الزيارات المتبادلة بينهما، حيث نقف جنباً إلى جنب لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا.
 
رأينا