Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jul-2020

نجمة هندية لديها 10 ملايين متابع تواجه مستقبلا غامضا بعد حظر التطبيق في بلادها

 

بي بي سي - أغرقت رسائل المتابعين الغاضبين من جميع أنحاء الهند صندوق البريد الخاص بإحدى أشهر نجمات تطبيق تيك توك واسع الانتشار في البلاد.
 
وقالت النجمة جيت، التي تستخدم اسمها الأول فقط على تطبيق تيك توك، إنها اندهشت من قرار حكومة بلادها في الهند حظر هذا التطبيق وعشرات التطبيقات المطورة في الصين، بزعم أنها تشكل خطرا على أمن البلاد.
 
وتُعد جيت، المحامية السابقة، من أكبر نجوم تيك توك في الهند، إذ تقدم دروسا في اللغة الإنجليزية الأمريكية، واستشارات في العلاقات الشخصية، وتجري محادثات مع عشرة ملايين متابع لها على قنواتها الثلاث عبر التطبيق الشهير.
 
وعلى مدار العام الماضي، كانت نجمة التواصل الاجتماعي الهندية تنشر على تيك توك 15 مقطع فيديو يوميا، مدة الواحد منها 20 ثانية.
 
وكانت تستخدم في التصوير هاتفها الذكي وكاميرا احترافية. كما كانت تسجل حوالي 120 مقطع فيديو يوميا لضمان ألا تخلو قنواتها من المحتوى الجديد. أما باقي اليوم، فكانت تقضيه في كتابة النصوص وتنقيح الفيديوهات التي تنتجها.
 
قالت جيت: “كانت هذه الأخبار صدمة كبيرة لي. وأعني أن هذه أصبحت حياتي الآن، ووظيفة الدوام الكامل التي أعمل بها”.
 
وأحدثت تلك الأخبار اضطرابا بين متابعي جيت الذين قال أحدهم: “كيف أتعلم الإنجليزية الآن؟” بينما تسائل آخر: “من الذي سيحفزني الآن؟”
 
ونجح تطبيق تيك توك، من خلال توفير خدمة منخفضة التكلفة على الإنترنت، والاستفادة من ارتفاع نسبة الشباب بين سكان الهند، في جذب حوالي 200 مليون مستخدم من هذه الدولة الآسيوية.
 
ويقدم هذا التطبيق فيديوهات سريعة وقابلة لإعادة النشر، والتي غالبا ما تجتذب المراهقين وغيرهم من المتابعين الشباب.
 
وباستخدام أدوات تنقيح الصورة، والأصوات، والموسيقى، والوسوم، ينشر الشباب في الهند أغنيات، ورقصات، ومواقف مضحكة، ومقاطع كوميدية، ونصائح مهنية، وتحديات، ودروس تعليم لغات، ودروس في اليوغا.
 
وتوجد هذه المقاطع المصورة جنبا إلى جنب مع فيديوهات تنشر خطاب الكراهية، وكراهية النساء، والعنف.
 
وفي بعض الأحيان، قد تحدث وفاة أو إصابة بسبب محاولات بعض مستخدمي تيك توك تسجيل أرقام قياسية صادمة في بعض المجالات.
 
كما تتمكن الشرطة من رصد مجموعات من المخالفين للقانون والقبض عليهم من خلال المواد التي يعرضونها عبر التطبيق، والتي تعكس أسلوب حياتهم.
 
ويتيح مقطع الفيديو، الذي غالبا ما لا تزيد مدته على 15 ثانية، والذي يسمح التطبيق بوصوله إلى دقيقة كاملة، فرصة للتعرف على حياة الشباب في الهند والأنشطة التي يقضون فيها وقتهم في فيديوهات حافلة بالطموحات والإحباطات.
 
تيك توك
يوفر تيك توك فرصة للتعرف على طموحات وإحباطات الشباب
يقول أميت فارما، كاتب وصانع محتوى فيديو له برامج تعليمية على تيك توك: “إنه رائع حقا. فقد ساعد الكثيرين ممن يعانون من ضعف التمثيل على العثور على منصة لتمثيل أنفسهم هنا.
 
وهناك الكثيرون ممن يمارسون أنشطة جنسية بديلة يعبرون عن أنفسهم بحرية أيضا. كما تتمكن النساء من إثبات أنفسهن. وهناك الكثير من المبدعين أيضا على هذه المنصة”.
 
ولدينا جيت، على سبيل المثال، لم تكن تحلم يوما بحياة تيك توك. فقد ولدت في الهند ونشأت في سياتل ودرست الهندسة ثم عملت في مكتب قانوني لتعود إلى دلهي في الهند في نهاية المطاف مع أسرتها وتبدأ العمل الاجتماعي.
 
وتقول نجمة تيك توك الهندية إنها عملت مع أطفال الأحياء الفقيرة والشباب الأكثر عرضة للخطر حتى أنشأت حسابها على تيك توك في فبراير/ شباط الماضي.
 
وأضافت: “تيك توك كان امتدادا لما اعتدت أن أفعله. فالآن أستطيع من خلال رسالة فيديو واحدة الوصول إلى الكثيرين لمساعدتهم”.
 
وأشارت إلى أن أغلب متابعيها من الشباب الملهمين، أكثرهم يريد تعليم “الإنجليزية الأمريكية”، وهو ما تقدمه لهم عبر إحدى قنواتها التي تتمتع بانتشار واسع ويتابعها أكثر من ستة ملايين متابع من خلال استخدام توجيهات تعليمية باللغة الهندية لتعلم اللغة الإنجليزية.
 
وهناك فيديو منتشر بين رواد تيك توك على قناة جيت لتعليم الإنجليزية الأمريكية تشرح فيه للمتابعين الفرق بين عدة أزواج من الأحذية في منزلها باللغة الإنجليزية؛ مثل الحذاء ذو النعل المسطح، والحذاء ذو الكعب العالي.
 
وفي فيديو آخر، تصحح جيت لوالدتها نطق بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، مثل الإفطار، والطعام، والخضروات، والكمثرى، وهي تتحدث الإنجليزية باللكنة الأمريكية. كما نشرت فيديو ثالث بعنوان “سبع طرق لتقول عيد ميلاد سعيد”.
 
وتقول جيت عن المقاطع التي تنشرها إنها ينبغي أن تكون “سريعة، ومسلية، وتعليمية”.
 
هواتف ذكية
هناك حوالي 200 مليون مستخدم لتيك توك في الهند
تقدم جيت أيضا عبر إحدى قنواتها استشارات في العلاقات الشخصية، وتجري محادثات مع الشباب لتقدم لهم محتوى تحفيزيا، والذي غالبا ما يقوم على أساس أسئلة يطرحها المتابعون لها عبر صندوق الرسائل الخاص بها.
 
وتقول نجمة التواصل الاجتماعي الهندية إن أكثر الأسئلة التي تتلقاها شيوعا هو “كيف يمكن التكيف مع الانفصال عن شخص ما، ويليه سؤال عما ينبغي القيام به عندما لا يمنح الشريك شريكه وقتا كافيا. أما المتزوجون فغالبا ما يطرحون أسئلة عن المشكلات بين الزوجين والعنف الأسري”.
 
وأكدت أنها غيرت حياة الكثير ممن تعرفهم. وبينما يسعى المعلنون وراء المستخدمين الذين تتابعهم أعداد كبيرة، تقول جيبت: “الكثير من أصدقائي يعتمدون على التطبيق كمصدر أساسي للدخل، لكن بالنسبة لي، يسعدني أن يتعرف الناس على عملي”.
 
وذات مرة، طلب منها سائق في خدمة أوبر أن تذيع فيديو سجله لنصيحة ابنه “الذي لا يذاكر دروسه بجد”. كما استوقفها أحد الموظفين في مركز للتسوق، سائلا: “ألست أنت الفتاة التي تعلم اللغة الإنجليزية عبر تيك توك؟”.
 
وقالت جيت إن هذا التطبيق غير حياتها. ففي العاشرة من عمرها، عانت من إصابة في العمود الفقري واضطرت لاستخدام كرسي متحرك.
 
وتقول نجمة تيك توك: “إنها منصة تحقق المساواة إلى حدٍ كبير. يمكنك مشاهدة الكثير من الناس الذين يحظون بالقبول على التطبيق، سواء كانوا يعانون من إعاقة أو لا”.
 
وكان الإغلاق العام الذي فُرض للحد من انتشار فيروس كورونا يمثل فترة حافلة بالضغوط بالنسبة لجيت ومتابعيها.
 
فقبل الإغلاق، الذي بدأ في أواخر مارس/ آذار الماضي، سافرت جيت إلى سياتل للإقامة مع شقيقها ووالديها واستمرت في نشر مقاطع الفيديو.
 
وحتى تحافظ على اهتمام المتابعين، غالبا ما تلجأ إلى البث المباشر ونشر فيديوهات تحتوي على ألعاب وألغاز. ووصفت نجمة تيك توك الهندية هذه الفترة بأنها “وقت عصيب”.
 
وكان الوقت أكثر صعوبة على جيت مساء الاثنين الماضي عندما ظهرت في مقطع فيديو عبر البث المباشر لتهدئة متابعيها الغاضبين.
 
وقالت جيت في هذا الفيديو: “لا تقلقوا، وتحلوا بالشجاعة. ولا تفقدوا الأمل ولا تقدموا على أي فعل عنيف”.