Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Aug-2017

اليوم قرارك.. فلا تتردد

الراي -  كتب - محرر الشؤون المحلية

 
بفتح صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب مجالس المحافظات والبلديات يمكن القول باطمئنان ان الهيئة المستقلة للانتخاب المنوط بها كامل العملية الانتخابية قد اصابت نجاحا كبيرا ومؤكدا في التحدي الذي واجهته لتطبيق قانون اللامركزية لاول مرة منذ ان تم اقرار هذا القانون ولم توفر الهيئة جهدا او وسيلة لتحقيق هذا الانجاز وشرح القانون لكل من اراد المعرفة او استفسر او تساءل وكانت رئيساً ومجلس مفوضين وكوادر على استعداد دائم وفي حركة لا تتوقف كي نصل الى هذا اليوم الذي سيُقرّر الاردنيون فيه وحدهم وليس احدا غيرهم، مَن الذين يمنحنونه الثقة من المرشحين الذين هم وبحق كانوا وانصارهم ومؤازريهم عند مستوى المسؤولية حيث لم تشهد «المنافسة» وعلى مستوى المملكة اي نوع من العنف او المشكلات او الخلافات بل تعاطى الجميع مع هذا الاستحقاق بروح المسؤولية الوطنية العالية التي انعكست في الرعاية واللقاءات وقبول الجميع بان القرار في النهاية هو للناخب.
 
هذا الناخب الذي اظهر نضوجا كبيرا عندما رفض التعاطي مع اي محاولات لشراء صوته وهي بالمناسبة محاولات قليلة نسبيا بعد ان تأكد الجميع ان عملية شراء الاصوات هي جريمة يعاقب عليها القانون، ما اسهم في تراجع المرشح او الناخب الذي سوّلت له نفسه اللجوء لمثل هذا السلوك المرفوض.
 
من هنا يمكن الرهان اليوم على وعي الناخب والناخبة الاردنيين لاثبات مسؤوليته الوطنية وانسجامه التام مع مطالبه وشعوره والآمال التي يعلقها على المرشح/المرشحة الذي سيمنحه صوته والذي بمقدوره ان يحاسبه عن وعوده التي بذلها ويسائله عن برنامجه الذي طرحه والذي لم يطبقه الى مواقع المسؤولية وهو ما يدفع الناخب والناخبة الى التريث والتأمل والتدقيق عندما يكتب اسم المرشح على ورقة الاقتراع، ولا يخضع لأي ضغوط جهوية او فئوية او شخصية عابرة ما يجعل لصوته قيمة واهمية تفوق الرقم العددي الذي يسعى بعض المرشحين لاضافته الى رصيده كي يضمن الانتخاب.
 
وما يكسب انتخابات هذا اليوم الخامس عشر من آب اهمية اضافية هو ان الاردنيين كافة مدعوون لانتخاب مجالس المحافظات لأول مرة كمدماك مهم وحيوي في مسيرة الاصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث المنوط بهذه المجالس هو تحديد الاولويات التنموية لكل محافظة وعدم الابقاء عليها رهينة بيروقراطية المركز او اسيرة اجندته الزمنية التي قد لا تلتقي مع اولويات محافظة ما، ما يعني أيضاً اننا أمام حوار مباشر ودائم بين مواطني كل محافظة ومجلس المحافظة المنتخب حول الاولويات وما تم انجازه واي تقصير او خلل رافق العملية التنموية وآليات تصويبه والتسريع بانجازه وغيرها من الوسائل والآليات التي يتفق الجميع على انها تصب في النهاية لصالح الوطن والمواطن وتسهم في ازدهاره وتعميق المشاركة الشعبية في القرار الوطني على نحو لا يترك فرصة لاصحاب الشعارات والتنظير ومن اتقنوا الجلوس على الحائط والحديث بلغة الإحباط والسلبية والخراب.
 
نعم.. ليكن الاردنيون على قناعة بأن ما ستفرزه الصناديق هو فقط ما تكتبه ايديهم على اوراق الاقتراع ولهذا فمسؤوليتهم كبيرة وهي امانة عليهم اداؤها بوعي وادراك، ان من سيصلون الى رئاسة وعضوية مجالس البلديات والمحافظات لن يهبطوا بالباراشوت او يؤتى بهم بقرار رسمي بل هم نتاج اصواتهم التي ستقرر في النهاية المشهد التالي، يوم تعرف اسماء الفائزين.
 
اليوم هو قرارك أيها المواطن ايتها المواطنة فلا تتردد ولا تترددي فالوطن يناديكم والمسؤولية مسؤوليتكم اولاً واخيراً.