كمتابع للشؤون الفلسطينية ولسنوات طوال في "الرأي" أتذكر أن أكثرية المفاوضين الفلسطينيين كانوا مقبلين وفرحين وهم ينتظرون بدء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية على أحر من الجمر ويعتبرونها فرصة ثمينة للفلسطينيين ربما لا تتكرر..

 

ففي احد الايام الصباحية الربيعية من العام 1992كما أتذكر... سألت الدكتورة حنان عشراوي العضو البارز في الوفد الفلسطيني و القادمة من القدس الى عمان وهي في فندق الماريوت عن سر بسمتها العريضة وهي تستعد للقاء جيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي مؤكدة لي انه واحد من القادة الاميركيين الكبار الذين يمتنعون عن لُبس القلنسوة اليهودية ويعني هذا انه خارج القادة الاميركيين المتصهينين الذين يضعون مصلحة اميركا اولا وابراز دورها في العالم بعكس العديد من المسؤولين الاميركيين المتصهينين الذين يضعون مصلحة اسرائيل فوق المصالح الاميركية العليا ومنهم الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترمب.

 

وكشفت الدكتورة عشراوي ان جيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي رفع اكثر من مرة صوته عاليا على رئيس الوفد الاسرائيلي واكيم روبنشتاين الذي طالما ماطل اثناء بحث قضية المستوطنات في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة..بينما كان يتكلم باحترام وتقدير مع رئيس الوفد الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي ورئيس لجنة توجيه المفاوضات فيصل الحسيني.. سبحان مغير الأحوال..

 

فبعد نحو 30 عاما من المفاوضات العبثية وبرعاية اميركية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ها هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس يُبلغ البعيد قبل القريب..والوسطاء ايضا ليقول:( في ظل الوضع الحالي لن نقبل إطلاقا التواصل مع الادارة الاميركية الحالية..خطتنا لم ولن تتغير في هذه المرحلة..وطاقم ترمب لن يُكسبنا اي شيء داعيا الاشقاء العرب تعزيز موقفه في هذا الاتجاه..(.! وكمن يدب الصوت يؤكد الرئيس عباس: (الطاقم الذي يدير البيت الابيض في هذه الايام لن يقودنا الى شيء ..ولن نحصل على شيء والامتناع عن الاتصال بالاميركيين مفيد ..( مضيفا: أرجوكم لا تضغطوا علينا...!