Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2017

مخلوطة مقدسية على نمط ترامب - أورلي أزولاي

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- يحيي دونالد ترامب الشهر المقبل سنة على ولايته، وما يميز هذه الفترة الزمنية أكثر من أي شيء آخر هو النزوة التي جاء بها إلى المنصب، عدم اليقين، انفجارات الغضب والكلمات الفظة. لقد انتخبت أميركا رئيسا غير القاموس السياسي الداخلي والخارجي، وتوج شخصا لا يتصرف فقط كالمتوحش بل القرارات التي يتخذها أيضا على عجالة مزاجية، دون اعداد، دون دراسة وانطلاقا من الجهل التام واطلاق الاكاذيب على التويتر. هكذا أيضا يدير أحد المواضيع الاهم بالنسبة لاستقرار الشرق الاوسط: التسوية الإسرائيلية – الفلسطينية.
عمليا، ليس لترامب عقيدة سياسة خارجية، إلا إذا اعتقد كعقيدة الهوس في عمل كل شيء معاكس لأوباما. في نهاية الاسبوع، ربما غدا، يفترض به أن يعلن بانه يعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل، إلا إذا غير رأيه مرة اخرى. كل القيادة الأمنية والسياسية لديه تعارض الخطوة. فمثل هذا الإعلان، كما يدعون في واشنطن، سيكون محملا بالمصيبة ليس فقط للمسيرة السلمية ولاستقرار المنطقة بل وأيضا لإسرائيل نفسها: فإذا كان بوسع الرئيس أن يكسر سياسة تمتد لعشرات السنين في الإدارة، وبموجبها تتقرر مكانة القدس فقط في المفاوضات بين الطرفين وبالتوافق، فإنه يمكنه بذات الخفة أن يعترف بدولة فلسطينية. فإذا كان يرسم حدود إسرائيل، فما الذي يمنعه من أن يرسم حدود فلسطين؟
الاعتراف بالقدس – موحدة، مقسمة، غربية أو شرقية – كعاصمة إسرائيل هو بداية تسوية مفروضة، إذا كان ممكنا على الاطلاق ان نسمي هذه تسوية. وسيؤدي الإعلان بشكل فوري إلى ابعاد الشريك الفلسطيني عن طاولة المفاوضات، والذي آمن بان ترامب بالذات سيكون قادرا على احلال السلام، لأنه صلب، لأنه لا يرى أحدا من مسافة متر، لانه رجل أعمال وعقارات. لقد انطلق ترامب على الدرب مع تصويت ثقة من جانب القدس ورام الله، وهو يوشك على أن يفجرها بوحشية مع إعلان شعبوي يستهدف خدمة قاعدته السياسية في اليمين الأميركي أكثر من خدمة مصالح الفلسطينيين أو مصالح إسرائيل.
نعم، ترامب يريد أن يحل السلام، ولكن بخلاف الخيالات التي وصفت شهيته للموضوع – فإن هذا لا يشتعل حقا في عظامه. ففي البيت الابيض مسودة خطة نشرت مبادئها لأول مرة في "يديعوت احرونوت" قبل بضعة أشهر: دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، تبادل للاراضي، بدون حق عودة، رعاية سعودية ودول عربية اخرى للخطوة بشكل يجعل التسوية تؤدي إلى رفع مستوى العلاقات بين إسرائيل وبينها. خطوة هي سلام اقليمي اكثر مما هي حل صرف للنزاع. كلمات جميلة، نوايا طيبة – ولكن ترامب لم يخترع الدولاب. صيغة كلينتون وخريطة الطريق حددتا الطريق للحل قبله.
والآن، فإنه يوشك على أن يشوش التفاهمات مع إعلان ليس له أي معنى عملي. فعلى أي حال وجد نوع من الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة إسرائيل. فعندما يصل المسؤولون الأميركيون إلى البلاد، فإنهم يجرون لقاءات العمل لهم في العاصمة. كما أن هذه ليست هدية ود لإسرائيل بمناسبة يوم ميلادها السبعين – هذه برميل بارود يوضع أمام بوابتها. فلمثل هذا الإعلان الآن امكانية كامنة هدامة لدحرجة الشرق الاوسط نحو فتراته الاسوأ. ولكن ماذا يهمه؟ فالثمن نحن من سندفعه.
ليس صدفة أن رؤساء الجمهوريين قبله اتخذوا جانب الحذر كما يحذر المرء من النار من لمس موضوع القدس دون تسوية شاملة وبموافقة الطرفين. غير انه في عالم التجاري الذي يأتي منه ترامب يمكن للقدس ان تصنف كمدينة اخرى لاعادة التقسيم. من الصعب الافتراض انه يفهم النوازع، المشاحنات الحساسة، الجنون والدماء المشاركة في هذه المدينة، التي هي القلب النابض ليس فقط لشعب واحد. فهو يعرف فقط انه يجب عمل ما لم يتجرأ اوباما على عمله.