Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Oct-2018

الطريق الى المقبرة - د. علي حجازي

 الراي - ها هو حال مقابرنا التي تحولت الى مكاره صحية ومزابل في زمن الوهن الذي نعيشه ليس غريبا أن تحصل اشياء سلبية فنحن كما يقول المثل العامي اشبه ما نكون بالقربة المخزوقة تحيط بنا المصائب والمشاكل فأينما اتجهنا نجد امامنا مشكلة ما صغيرة او كبيرة ولو صرفنا النظرعن مشاكلنا الخارجية التي يحيكها الاعداء لنا ونظرنا الى انفسنا لوجدنا كما كبيرا من الصعوبات في حياتنا اليومية والمؤسف ان معظم هذه الصعوبات هي من صنع ايدينا وناتجة عن تغوّلنا على بعضنا وهذا ليس جلدا للذات ولكنها الحقيقة السافرة التي يعيشها الناس يوميا فالكل يشكو وللأسف الكل يشارك في صنع هذه المشاكل والحديث يطول وسأتوقف هنا للحديث عن حالة مقابرنا التي تحولت الى مكاره صحية واجد نفسي مضطرا لذكر تجربتي الشخصية التي كنت اود ان لا اذكرها.

بعد معاناة مريرة توفيت زوجتي الغالية رحمها االله والوفاة هي قدر الهي مكتوب على جميع الخلق ومع الايمان المطلق بالأجل المحتوم وبما قدّر الخالق عز وجل الا ان الوفاة قد تكون مسببة بفعل فاعل والجلطات القاتلة يكون احيانا سببها حدث خارجي واذى نفسي وقهر شديد وطبياً هذه حقيقة معروفة عند اطباء القلب وهذا ما حصل للمرحومة زوجتي التي اصابها حزن كبير بسبب حدث مؤلم يتعلق بابنتنا الطالبة في كلية الطب فأصابتها الجلطة التي ادت الى وفاتها وهكذا يتضاعف الالم في مثل هذه الاحوال وسأتجنب الدخول في التفاصيل المعقدة التي سببت لنا احتقاناً ونقمة، وساترك المجال للدكتور عزمي محافظة رئيس الجامعة الاسبق ليقوم انطلاقاً من مبدا الحوار الموضوعي مع الاخرين الذي يذكره دولة الرئيس ومنعاً لقراصنة التواصل نرجو ان يخبرنا عن كيفية تعامله مع سبعة من طلاب السنة الخامسة في الكلية الذين تعرضوا للتعسف.
عموماً تم اصلاح الظلم من قبل دولة الرؤساء الذين سارعوا لإصلاح الخلل ولكن بعد ان كانت المصائب قد حلت بنا.ربما اني ابتعدت قليلاً عن موضوع المقابر ولكن ما ذكرته كان حدثاً مؤلماً فرض عليّ الواقع ان اذكره.
عند الوفاة اول ما يتعرض له اهل المتوفى هو التعامل مع مقاولي الجنائز الذين بدون ادنى شك يقدمون خدمة ضرورية ولكن بعضهم يستغل الوضع ويبالغ في المبالغ التي يطلبها وهنا ألفت الأنظار الى ضرورة وضع الضوابط اللازمة لمنع السلبيات.
اما البحث عن مقبرة مناسبة فهو ليس امراً سهلاً في هذه الايام ومع انه لدينا مقبرة عائلية في ام الحيران الا انها تحولت الى بؤرة يتجمع بها الشواذ والمنحرفين والذين لا يتركون الموتى بسلام في قبورهم وحتى الباب الحديدي سرقوه وبعد ان سئمنا من تنظيف مخلفاتهم اضطررنا اخيراً الى هجرها وهذا امر نعرضه على المسؤولين.
بسبب القرب من مكان سكننا قررنا دفن المرحومة في مقبرة وادي السير التي هي في الغالب مقبرة للشراكسة وهذا ما شجعنا ايضاً على دفنها هناك ولكن بعد ان تم الدفن اصابنا اذى واحباط من نوع آخر اذ وجدنا هذه المقبرة مهملة بطريقة غير انسانية وغير مقبولة بيئياً فالقبور فوق بعضها مزدحمة لا يوجد بين القبر والآخر مسافة شبر والمخلفات تملأ المكان وبعض القبور تشققت وانهار بعض اجزائها ولا يستطيع الزائر يصل الى المكان الذي يريده الا بعد ان يطأ على القبور الاخرى وهو امر كريه نهى عنه الدين ولا ابالغ لو قلت ان المقبرة اشبه ما تكون بمزبلة وباقي الوصف سأتركه الى رئيس البلدية اذا اراد ان يكلف نفسه ويذهب للاطلاع بأم عينه والمقبرة تقع على بعد كيلو متر من البلدية.
والمقبرة تقع على سطح جبل يصعب الوصول اليه وهذا ما يتطلب البحث عن موقع اخر لخدمة عمان ( الغربية ) حيث ان الذهاب الى مقبرة سحاب في ازمات المرور أمر ليس سهلاً.وآمل ان يُهتم بهذه الكلمة اذ تم نشرها ان يقوم احد المحررين من الصحف او التلفزيون بزيارة الموقع والاهتمام. الوصول الى المقبرة مشكلة بحد ذاته فكما اسلفت تقع المقبرة على سفح جبل تحتاج الى متسلقي جبال كي يصلوا الى اماكن الدفن والشارع ضيق وتصطف السيارات على جانبيه بشكل عشوائي وكثيرا ما تحصل ملابسات وخناقات واذكر انه قبل مدة ثلاثة اسابيع قام احد المستهترين بإغلاق الشارع تماماً ومنع الناس من الوصول على بعد 150مترا ووضع الحصمة والاسمنت ومعدات البناء لأنه كان يبني طابقاً فوق منزله ولم نجد احدا في البلدية نشكو له الى ان تدخلت الشرطة مشكورة بإجباره على فتح الشارع فالمسألة ليست دائما موضوع الدولة فالناس انفسهم يخلقون المشاكل لبعضهم البعض. منظر مؤلم اثر في نفسي عندما شاهدت زوجة المرحوم العميد الدكتور سعيد حجازي وابنه الدكتور يزن يقومان بعمل عمال النظافة وينظفوا القبور حول قبر والدهم وافادوا بانهم يقومون بهذا العمل اسبوعيا ليجدوا المقبرة على نفس الحال في الزيارات التالية. نقطة اخرى اود ذكرها وهو كثرة المتطفلين الذين احترفوا مهنة مضايقة الزوار وفرض مساعدتهم بطريقة غير لائقة تصل الى الابتزاز.
اخيراً اقترح ان يكون هناك ادارة لشؤون المقابر مع وضع حراس امنيين يمنعون الفوضى ويحافظون على النظافة كما تفعل الامم الغربية المتحدة.
لواء طبيب متقاعد