Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

عن الجزائر بصراحة !!*محمد كعوش

 الراي-شاهدته على المنصة في لحظة تاريخية صعبة، عندما قرر البرلمان الجزائري تكليفه القيام بمهام رئيس الدولة.

 
لم أكن أعلم أن الكاتب الصحافي عبد القادر بن صالح سيقود بلاده في أخطر مرحلة منذ حرب الاستقلال، ولم اعتقد انه حلم أو فكّر بمثل هذا المنصب في ذلك الوقت من نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، عندما كنت التقيه في المكتب الصحفي الجزائري في بيروت، أو في مقهى «الهورس شو» ملتقى الصحافيين والسياسيين والمثقفين اللبنانيين والعرب عندما كانت بيروت عاصمة للثقافة والصحافة..
 
عرفت بن صالح، الذي درس الحقوق في دمشق، صحافياً وسياسياً وطنياً جزائرياً بامتياز، لأنه من ابناء جبهة التحرير. أراه اليوم في عين العاصفة بسبب سلبيات واخفاقات يتحمل مسؤوليتها قادة الجزائر، لأنهم تجاهلوا الوعد، وأعني الوعد الذي ورد في النشيد الوطني الجزائري: «جبهة التحرير أعطيناك عهداً.. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر»، فلماذا وصلت جبهة التحرير إلى طريق مسدود؟
 
الحقيقة أن السلطة الجزائرية التي حكمت باسم الشرعية الثورية لم تمارس النقد الذاتي، ولم تنتقل الى الديمقراطية، والمحافظة على الدستور، وتحديد ولاية الرئيس بولايتين عبر صناديق الاقتراع. كان على جبهة التحرير أن تقوم بمراجعة شاملة منذ منتصف السبعينيات، عندما فشل مشروع الاصلاح الزراعي الاستراتيجي، وفشل بناء الهيكل الاقتصادي الصحيح لبلد غني بالنفط والغاز، انتشرت فيه المحسوبية والبيروقراطية والفساد والبطالة.
 
هذا الواقع قاد إلى انطلاق الحراك الشعبي المطالب بالاصلاح، والداعي إلى رفض تجديد ولاية الرئيس بوتفليقة، الذي لم يشفع له تاريخه فاشبعوه شتما وهم يعرفون انه مريض وغير قادر على اتخاذ القرارالفصل، بوجود المؤسسة الحاكمة التي كانت تريده في المنصب لأنه من جيل الثورة.
 
لم تتوقف الامور عند استقالة بوتفليقة وتفعيل المادة 102 من الدستور، بل دخلت ألأحزاب المعارضة على خط الحراك لتحقيق أهدافها، وبدأت تظهر الشعارات والهتافات الانقلابية التي طالبت بتغيير النظام، وفي مقدمة هؤلاء قادة الاحزاب السياسية الاسلامية ومنهم رئيس جبهة العدالة والتنمية عبدالله جاب الله، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ومحسن بلعباس المتشدد حول قضية البربر.
 
والملاحظ أن بعض قادة المعارضة من خارج التيار السياسي الاسلامي، هم من المنشقين عن جبهة التحرير، وشغلوا مناصب عليا ووصلوا الى رئاسة الحكومة عدة مرات مثل علي بن فليس وأحمد أو يحيى، اعتقد انهما من المشكلة وليسا من الحل، وكلهم يريدون اختطاف الحراك أو جر الجيش الى الشارع، ولكن الشعب الجزائري الواعي يهتف للجيش حامي الامن والدستور.. وحمى الله الجزائر.