Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2021

«تجليات المرأة في شعر سعيد يعقوب» ندوة للدكتورة إنعام القيسي

 الدستور-نضال برقان

 
نظمت دارة المشرق للفكر والثقافة بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، نهاية الأسبوع الماضي، ندوة نقدية للدكتورة إنعام القيسي، جاءت بعنوان تجليات المرأة في شعر سعيد يعقوب، قالت القيسي: إن سعيد يعقوب صاحب تجربة طويلة في الشعر أسفرت عن ستة وعشرين ديوانا، كان للمرأة فيها حيز كبير، حيث تناول الشاعر المرأة في جوانب عديدة وزوايا مختلفة، إذ تحدث شعره عن المرأة الأم والمرأة الصحابية، كقصيدته في أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، والمرأة الصحابية مثل صفية بنت عبد المطلب، وخولة بنت الأزور، والخنساء، ورفيدة الأسلمية، وتحدث عن النساء المرابطات في المسجد الأقصى، ودورهن الفاعل في إذكاء روح الحماسة في نفوس الشباب المجاهدين.
 
كذلك تناول المرأة المحبوبة وتغزل بها، وصور حالاتها النفسية المختلفة، كالمرأة الشاكية والغاضبة والكاذبة والمغرورة.
 
واستشهدت على ذلك كله بمقاطع شعرية من دواوين الشاعر الكثيرة، ومما قالته الدكتورة القيسي في معرض حديثها عن صورة المرأة في شعر يعقوب: «وبنى الشاعر سعيد يعقوب صورة المرأة في نصوصه الشعرية على عرض لموقف أو لحدث، أو لسلسلة من الأحداث أو المناسبات المرتبطة بشخصية المرأة، واقعية أو خيالية بواسطة لغته الشعرية، ووصف أحوالها وتصوير أمورها الحسية والمعنوية، وهما تقنيتان تتكفلان بتحليل نفسية المرأة، وكشف أبعادها الداخلية، فخاطب في شعره المرأة، وكانت عنده ينبوع الإلهام الشعري، واعترف أنه لَوْلَاها مَا صاغ مِنْ سِحْرِ القَصِيدِ رُؤَىًا، وقصائده فيها يَعْيَا مَنْ يُجَارِيها من فحول شعراء القوم.
 
وهي الأُمُّ التي تمثل سُور مَنْزِلِهَا، فَإِنْ تَهَاوَتْ فَالسُّورُ مُنْهَدُّ، وهي أمة في واحدة فِإِذَا، هَانَتْ فَلَا نَهْضَةٌ وَلَا مَجْدُ، وهي رَبَّةَ الوَشْمِ وأُمُّ الرِّجَالِ وَأخْتهم وَنُوَّارَةَ الدَّارِ، وولاَّدة لحماة الوطن، ولذلك يحثها أن تمد جُذَورَها فِيْ أَرْضٍ الوطن، وأن تعلمنا دُرُوسَ الصَّبْرِ فِيْ وَطَنٍ مُسَوَّرٍ بِرِجَالٍه الأَحْرَارِ.
 
وهي المرأة المتنمر عليها، فقد هاله ما سَمِعَ مِنْ قِصَصٍ تحكي حالات متعددة حول التَّنَمُّرُ عَلَى النِّسَاءِ يَدْمَى لَهَا قَلْبُ الصَّخْرَةِ الصَّلْدُ، ولذلك يصدح الشاعر بالقول شُلَّتْ يَدٌ لِلنِّسَاءِ تَمْتَدُ بِالضَّرْبِ حِينَ الخِلَافُ يَشْتَدُّ، لأن ذلك فعل الوغد من الرجال.
 
والمرأة عند سعيد يعقوب أصل المجتمع لا نصفه، ولما كانت الأَشْيَاءُ لِلْأَصْلِ تَبَع، فَإِذَا مَا صَلُحَتْ لَمْ تَلْقَ فِيْ أَرْضِنَا إلِّا صَلَاحَاً وَوَرَعاً، وَإِذَا مَا فَسَدَتْ لَمْ تَلْقَ فِيْ أَرْضِنَا إِلَّا فَسَادَاً وَهَلَعاً،
 
وأوحت تجربة الشاعر مع المرأة في توليد عدد من الحكم الشعرية القيمة في موضوعات أخلاقية واجتماعية مختلفة».
 
والندوة التي أدارتها الدكتورة بتي الصقرات ختمت بقراءات شعرية ألقاها الشاعر سعيد يعقوب، استحوذت على إعجاب الجمهور، ومن أجواء هذه المقطّعات الشعرية قرأ يعقوب:
 
إِذَا لَكِ لَمْ تَكُنْ فَلِمَنْ تَكُونُ
 
حُرُوفِيْ... وَالقَصَائِدُ... وَالُّلحُونُ
 
وَأَنْتِ الكَوْنُ عِنْدِيْ وَهْوَ عِنْدِيْ
 
بِغَيْرِكِ لَنْ يَكُونَ... وَلا يَكُونُ
 
وَهَلْ لِلعَيْشِ دُونَكِ أَيُّ مَعَنَىً
 
إِذَا نَظَرَتْ وَلَمْ تَرَكِ العُيُونُ
 
وَمَا لِلْعَقْلِ فِيْ الحُبِّ اعْتِبَارٌ
 
إِذَا هُوَ لَمْ يُخَالِطْهُ الجُنُونُ
 
ومما قرأ أيضا:
 
أَيَا حَسْنَاءُ مَهْلًا إِنَّ شِعْرِيْ
 
كَحُسْنِكِ فِيْ الكَمَالِ وَفِيْ البَهَاءِ
 
كَلَانَا عِنْدَهُ مَا يَزْدَهِيهِ
 
وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ
 
فَإِنِّيْ فِيْ الرِّجَالِ يُشَارُ نَحْوِيْ
 
وَإِنَّكِ أَنْتِ سَيِّدَةُ النِّسَاءِ
 
دَعِيْ عَنْكِ الغُرُورَ وَهَاكِ رَقْمِيْ
 
سَأَنْتَظِرُ اتِّصَالَكِ فِيْ المَسَاءِ
 
وفي نهاية الأمسية تحدث الشعراء والأدباء: محمد نصيف، وعلي القيسي، وخشان خشان، وحنا قنصل، وأثنوا على تجربة الشاعر يعقوب باعتبارها تجربة مميزة وطويلة، كانت موضع حفاوة من النقاد والأكاديميين، وكانت في بداية الندوة قد رحبت رئيسة دارة المشرق للفكر والثقافة السيدة زهرية الصعوب بالحضور ويشار أن الدكتورة إنعام القيسي حصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة مؤتة في الأدب والنقد، ولها كتابان هما: صورة المرأة في أدب الرحلات من القرن الرابع الهجري إلى الثامن الهجري، وكتاب جماليات السرد النسوي في أحادث ابن دريد دراسة في الرؤيا والتشكيل الفني.
 
وأما الشاعر يعقوب فهو من مواليد مادبا 1967، عمل في سلك التعليم في الأردن والسعودية والإمارات العربية، أصدر ستة وعشرين ديوانا منها: قسمات عربية، عبير الشهداء، غزة تنتصر، ونسمات أردنية، ومقدسيات، وله مسرحيتان شعريتان هما: ورد وديك الجن، وميشع ملك مؤاب المنقذ، ودخلت قصائده في المناهج الأردنية والفلسطينية، والمساقات الجامعية، ووضعت عنه رسائل جامعية، ومؤلفات نقدية تتناول تجربته الشعرية منها: قسمات عربية في الميزان للدكتور مصطفى خضر الخطيب، والبناء الفني في شعر سعيد يعقوب للباحثة آية البنا، وكتاب سعيد يعقوب شاعرا وإنسانا للباحث فوزي الخطبا.