Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2019

كسر الصمت الأميركي في فلسطين*عودة عودة

 الراي

قبل نحو 52 عاما انتقد وبشجاعة القس مارتن لوثر كينغ جونيور مشاركة بلاده في حرب فيتنام.. مضيفا.: أما آن الاوان أن نفعل نحن الاميركيين الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بهذا الظلم الخطير في عصرنا.
 
وهنا اتساءل خاصة ظلم الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.. «يجب أن نتحدث بكل تواضع مناسب لرؤيتنا المحدودة، يجب أن نتحدث»..!
 
في الرابع من أبريل عام 1967، أي قبل عام واحد من اغتياله، صعد القس مارتن لوثر كنغ جونيور إلى المنصة في كنيسة ريفرسايد في مانهاتن.بينما كانت الولايات المتحدة منهمكة في قتال شرس في فيتنام مع الثوار ومنذ عامين قتل فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن في ذلك 10 آلاف جندي أميركي.
 
دعمت المؤسسة السياسية الأميركية- من اليسار إلى اليمين–الحرب، وأكثر من 400000 من أعضاء الخدمة الأميركية كانوا في فيتنام، وحياتهم على المحك...
 
حث عديدون كينج التزام الصمت حيال الحرب في فيتنام أو على الأقل توجيه أي نقد...من جملة ما قاله كينج:لقد جئت إلى بيت العبادة الرائع هذه الليلة لأن ضميري لا يترك لي خيارًا آخر»، «لقد حان الوقت عندما يكون الصمت عما يجري في فيتنام خيانة »..!
 
لقد كان موقفًا أخلاقيًا وحيدا. وتكلفته... لكنه وضع مثالاً لما هو مطلو ب منا إذا أردنا أن نحترم قيمنا العميقة في أوقات الأزمات، حتى عندما يكون الصمت أفضل لخدمة مصالحنا الشخصية أو المجتمعات والأسباب التي نعتز بها. هذا ما نفكر فيه عندما نعبر عن الأعذار والمبررات التي أبقتنا صامتين إلى حد كبير على أحد التحديات الأخلاقية العظيمة في عصرنا: الأزمة مع الصهيونيين في فلسطين..!
 
أنا لم أكن وحدي. وحتى وقت قريب، ظل الكونغرس بأكمله صامتا في الغالب على كابوس حقوق الإنسان الذي تكشّف في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن ممثلينا المنتخبين، الذين يعملون في بيئة سياسية يتمتع فيها اللوبي الإسرائيلي السياسي بسلطة موثقة جيداً، قللوا باستمرار من الانتقادات الموجهة لدولة إسرائيل، حتى وإن كانت قد ازدادت جرأة في احتلالها للأراضي الفلسطينية واعتمدت بعض الممارسات التي تذكرنا بها الفصل العنصري في جنوب افريقيا...
 
العديد من نشطاء ومنظمات الحقوق المدنية في اميركا ظلوا صامتين أيضاً، ليس لأنهم يفتقرون إلى القلق أو التعاطف مع الشعب الفلسطيني، بل لأنهم يخشون فقدان التمويل من المؤسسات، والاتهامات الباطلة بمعاداة السامية...وبالمثل، يخشى العديد من الطلاب من الإعراب عن دعمهم لحقوق الفلسطينيين بسبب تكتيكات مكارثية..!
 
لم يبق لدينا أدنى شك في أن تعاليم ورسالة كينج تتطلب منا أن نتحدث بحماس ضد أزمة حقوق الإنسان في فلسطين رغم المخاطر وعلى الرغم من تعقيد القضايا. جادل كينغ، عندما تحدث عن فيتنام، بأنه حتى «عندما تبدو القضايا المطروحة على أنها محيرة كما تفعل في كثير من الأحيان في حالة هذا الصراع المروع»، يجب ألا نفتن من عدم اليقين. «يجب أن نتحدث بكل تواضع مناسب لرؤيتنا المحدودة، لكن يجب أن نتحدث»...!
 
وهنا يجب على الاميركيين إدانة تصرفات إسرائيل: انها انتهاكات صارخة للقانون الدولي، واستمرار احتلالها للضفة الفلسطينية، والقدس الشرقية، ولقطاع غزة، وهدمها للمنازل ومصادرتها للأراضي. يجب أن نبكي على معاملة الفلسطينيين عند نقاط التفتيش، وعمليات التفتيش الروتينية لمنازلهم والقيود المفروضة على تحركاتهم، والوصول المحدود للغاية إلى السكن اللائق والمدارس والغذاء والمستشفيات والمياه التي يواجهها الكثير منهم..!..