Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2018

ردح - عبدالهادي راجي المجالي

 الراي - زمان لم يكن هنالك , ما يسمى بالملوخية الجاهزة...كان لابد من اجتماع نساء الحارة , على كومة هائلة , ومن ثم تمضية وقت طويل في تقطيع الورق والنميمة... جلسات الملوخية , كانت تشهد حوارات صاخبة , ومتعبة..وثمة وشوشات تؤدي فيما بعد لخراب متعمد لبعض البيوت..ومن ضمن ما يحدث عمليات استراحة تشبه استراحة ما بين الشوطين...وهنالك تغير للأماكن , وانحياز خاص إلى أم العبد كونها تحمل أخبارا مهمة متعلقة بالحارة , فهي حين تتحدث تصمت النساء بما فيهن بعض الأرامل... اللواتي واجهن موقف وفاة الزوج برضى تام.

من أسس ما يسمى: علم بالدبلوماسية والعلاقات الدولية , أظنه كان يكذب علينا..فحين أشاهد منحى العلاقة الروسية البريطانية , اشعر بأن خلافا جرى بين أرملة , وأخرى تزوج عليها زوجها (ابو محمد) بفتاة شابة وتركها في حزنها...تماما هذا ما يحدث ,فالمشهد مطابق لجلسة (تلقيط) ملوخية في مساء حار , تطلب من (أم العبد) أن تقوم بخلع الإشار ووضع (بشكير) على رأسها من قبيل ستر العورة...ومحاولة تطويق الخلاف بي أرملة ومطلقة.
حين اشاهد تبادل الكلمات في مجلس الأمن بين مندوب روسيا وبريطانيا أو فرنسا , أشعر بأن ما يحدث هو ليس بحثا للملف السوري بقدر ما هو ( ردح)..نسائي , ومناكفات متعلقة بمن ترتدي ذهبا أكثر , وبمن تملك فائضا اكثر من (الطناجر)...
حتى الحلول المقترحة , في مؤتمرات (أستانه وجنيف) هي أشبه بقراءة فتحية لفنجان أم تهاني , اثناء (تلقيط) الملوخية..فالقصة معروفة أول كلمة حين تنظر النساء في الفنجان تنثرها على مسامع الجالسات هي: (في طريق قدامك ).. وهذه المؤتمرات هي أشبه بقراءة الفنجان فالكل يؤكد على الإتفاق على طريق للحل..لكن أحدا منهم لم يعبر هذا الطريق , بقي مرسوما في الفناجين فقط...
والمشكلة أن مئات الألوف من الشباب , يقبلون على دراسة ما يسمى بالعلاقات الدولية والدبلوماسية , علما بأن الأمر لايتعدى سلوك مجموعة من الأرامل والمطلقات في جلسة (تلقيط ملوخية)...
عالم كل ما ينتجه هو الردح وبعض الكذب .