Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2019

«سوف».. بين الاستراتيجية والوعود! د. يعقوب ناصر الدين

الراي -  أبارك أولاً لكتلة «التاجر» على الفوز الكبير الذي حققته في انتخابات غرفة تجارة عمان، ثمانية مقاعد في المجلس الجديد الذي يضم تسعة أعضاء، والتاسع من كتلة «عهد» ذلك يعني أن كتلة التاجر تقف وجها لوجه أمام كل ما وعدت به في برنامجها الانتخابي، والبرامج الانتخابية في العادة تبدأ بحرف«سوف» وهو حرف استقبال مبني على الفتح، لا محل له  من الإعراب، يخص أفعال المضارعة لاستقبال البعيد، وقد يعني المماطلة والتأخير، أو الوعيد أو الوعد، وفي كل الأحوال لا يعني شيئا إلا إذا نتج عنه فعل قادم.

برنامج الكتلة تضمن العديد من المحاور التي وعد رئيسها وأعضاؤها بالعمل عليها إذا فازوا بالانتخابات، والأهم من ذلك أنهم قاموا بالتوقيع على ميثاق شرف لتنفيذ برنامج عمل من شأنه تطوير أداء الغرفة، وخدمة مصالح التجار، وحل المشاكل التي تعيق التجارة المحلالأعضاء في الأمور التجارية، بالإضافة إلى دورها في تنشيط التعاون التجاري مع الدول والمجموعات الاقتصادية على نطاق عالمي.
لا توجد غرفة تجارة من هذا المستوى إلا وتعمل وفق إستراتيجية وخطط تنفيذية وبرنامج زمني، وجميعها تعتمد معايير الحوكمة في أدائها «التشاركية، الشفافية، المساءلة» وبالطبع فهي تحول برنامجها من سوف نعمل على، إلى نقوم الآن بكذا وكذا، فلا شيء يمنع من أن يعبر البرنامج عن الهموم والقضايا الواجب التصدي لها والعمل على حلها، ولكن الدوران في حلقة الآمال التي يصعب تحقيقها، والاستمرار في الشكوى والتذمر أمر لا تعرفه تلك الغرف أبدا!
في جميع المناسبات التي تحدثت فيها أمام جميع الكتل التي تنافست على انتخابات غرف التجارة، وقبلها غرف الصناعة قلت قول الناصح الأمين: إنه لم يعد ممكنا الاستمرار في الحالة التي نحن عليها اليوم، وأن على مجالس تلك الغرف أن تتعمق في فهم الأولويات، وفي تغيير أساليب العمل التقليدية، وأن تجعل الحوكمة أساسا لتثبيت قواعدها، وضمان جودة أدائها، وأن التفكير والتخطيط والإدارة الإستراتيجية هو السبيل نحو امتلاك عناصر وأدوات المسؤولية الملقاة على عاتقهم، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا واحتمالات الوضع في المنطقة والعالم، وتأثيرها علينا.
والآن حان وقت مواجهة الحقائق، وعلى المجلس الجديد أن يتفحص عملية الانتخاب التي جرت، خاصة في عمان، حيث نسبة المشاركة ضئيلة، وربما تعكس حالة من اليأس أو عدم الثقة، وعليه أن يراجع النقاط التي تضمنها البرنامج الانتخابي للتأكد من أنها تمثل رأي السواد الأعظم من القطاع التجاري، وليس رأي مجموعة الأشخاص الذين صاغوها باجتهاد منهم، وتلك المراجعة التي لا بد منها هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح الذي يبدأ بالخطة وينتهي بالنتائج والانجازات! * لم يعد ممكناً الاستمرار في الحالة التي نحن عليها اليوم، وعلى «الغرف التجارية» أن تتعمق في فهم الأولويات، وفي تغيير أساليب العمل التقليدية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا