الراي - بمناسبة يوم المرأة العالمي, أود أن أكتب ...عن المرأة ...

 

أنا لا أؤمن بالجلسات الحوارية في الفنادق, ولا أؤمن بالمايكريفونات...ولا بالورشات التي تمولها السفارات, أنا أؤمن (بفريال) ..هل تعرفون فريال؟.

 

حسنا هي عريف في السير, تقف على دوار الداخلية...وتعطينا إشارة الإنطلاق وإشارة التوقف, وحتى تعرف معنى الأردني...وتعرف قلب الأردني, تعال وشاهده على دوار الداخلية, وهو يمتثل لكل حركة وكل قرار تطلقه (فريال).

 

فريال تجيد أداء التحية العسكرية, وتجيد إطلاق النارعلى أنواع كثيرة من المسدسات وتجيد فك البندقية المحسنة (م 16), وثمة طابور صباحي وتفتيش وضبط وربط عسكري.

 

قبل أسبوعين, كان المطر غزيرا..والأزمة على الدوار في أوجها, وبين مفرق شعرها والحاجب, كانت حبات المطر تسيل رويدا رويدا...والبرد ربما سرق من الأنف نظارته وجعله أحمر, ونحن كنا في السيارات نلتحف الدفء والإنتظار..وهي لم تأبه لا للبرد ولا للمشهد...وقامت بواجبها دون تردد أو خجل.

 

هي لا تضع العطر الفرنسي, ذاك أن رائحة (الفوتيك) أعذب, وهي لا تشارك بورشات (الجندر) الممولة في الفنادق الفارهة, فبعد شهر سترسل إلى دورة تأسيسية في حماية الشخصيات, وهي أيضا لا تحضر احتفالات بيوم المرأه يتخللها وجبات (سموك سلمون) ..بل ستحضر إيجازا بعد غد يتعلق بمناطق الغلق, والشوارع التي ستسير عليها المواكب في القمة العربية...وثمة قرار سري ومكتوب صدر مؤخرا يطالب جميع من يعملون في الميدان حمل (المسدس), وفريال لا تخشى من حمل المسدس وثمة فارق بين احتفالات يحملون فيها الورد وبين سيدة تحمل المسدس.

 

وتفيق كل يوم في الصباح, لا تدري أين سيكون واجبها, لكنها تفيق والرضى على المحيا أشهى من وطن يصحو على انتصار, وثمة تفتيش على الهندام ستخضع له وبعد ذلك..ثمة توزيع للمهام, وتحية عسكرية تؤدى للمرؤسين...وثمة تعليمات صارمة توجه لكل من يعملون في الميدان, تتعلق بحسن التعامل مع المواطن, وعليها أن تنفذها بصرامة...وفريال ليست مثل كل النساء, فحين ترتكب سيدة بعض الأخطاء المتعلقة بلون المناكير, أو أحمر الشفاه ..فمن الممكن استدراك الأمر, ولكن في العسكرية الخطأ يعني المحاكمة والعقاب..والصرامة في تنفيذ الأمر مطلوبة...بناتنا في الأمن العام, لايعرفن المكياج بل يعرفن الواجب والتضحية فقط.

 

فريال جاءت من قرية وادعة وبيت ريفي, ولم تأت من تحت (الكرميد) في عمان الغربية...ولهذا مهما كتبت عنها, تبقى الكلمات في عرف البلاغة والتفسير والتأويل أدنى درجة من أن تصل حد كبرياء العيون, وحد (الجدولة) المعقودة خلف الرأس وحد تعب اليدين, وحد ...هيبة الزي الذي ترتديه.

 

في يوم المرأة العالمي...سأكسر كل بروتوكولات, الإحتفالات الفخمة..والكلمات الناعمة, سأعود إلى زمن تأسيس الدولة..حين كانوا ينادون علينا:- اخوات خضرة أو خوات صبحة ....أو غيرها, حين كان اسم الأنثى نخوة العشيرة ونخوة الوطن ...وحين كان يمثل الحمية في النفوس.

 

في يوم المرأة العالمي...لنا الشرف بأن نكون (اخوات فريال) وليس بغيرها تستقيم حمية الرجال, وصلابتهم.

 

ملاحظة :- فريال مجرد إسم ابتكرته لغايات إيصال الفكرة ..

 

Hadi.ejjbed@hotmail.com