Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2017

قصر سيدنا - طارق مصاروة
 
الراي - بعد نكسة تربه وخسارته معركة حذّر جلالة والده منها, جاء سمو الامير عبدالله الى العقبة وكانت العقبة ومعان جزءاً من الحجاز, ثم انتقل الى معان.. المدينة المحافظة باسوار بيوتها العالية, الطينية, فنزل رحمه الله في بناء سكة الحديد, الذي بناه الالمان بطريقة موحدة من طابقين. فأسماه المعانيون بقصر سيدنا, فقد كان معه من عشائر عتيبة مئات المقاتلين وعمال الخدمات, وكانت سكة الحديد الى المدينة المنورة مدمرة تقريباً, منذ مطالع الثورة.
 
ولأن الامير لا ينزل بيتاً عادياً حتى لو كان بناء محطة سكة الحديد, فقد اسموه – وما زالوا- « قصر سيدنا – وجعلت الدولة منه شبه متحف وصار معلماً في المدينة التي تكبر وتنمو.. لكنها بقيت مدينة محافظة.
 
وفي قرائتنا لتاريخ بلدنا, فقد منح جلالة الملك علي اخاه عبدالله هذا الجزء الحجازي – العقبة ومعان – ليكون جزءاً من الاردن. وحين سأله احد «الاذكياء» عن القصر من مينا العقبة البعيد 230 كيلومتراً عن عمان, في حين أن ميناء حيفا لا يبعد عنها سبعين كيلومتراً, اجاب صاحب النظر البعيد: ستكون للعقبة حاجاتها, فهي الاقرب الى افريقيا والى الشرق الاقصى.
 
كثير من ابناء الاردن يسمي معان العاصمة الاولى, وقد لا يعرف الكثيرون أن الشهيد المؤسس نزل السلط, ولكنه عاد واختار عقدة سكة الحديد.. عمان ليبني بيته على احد جبالها, وكان هذه المرّة قصراً حقيقياً يليق بأمير نذر نفسه لهذا الجزء من سوريا، وقد كانت حلمه القومي فعاجلته الاحداث، وخسر المعركة، لانه لم يتوقع ان تشتعل المعركة في فلسطين، وان يكون له الدور العظيم في انقاذ القدس، ومدن فلسطينية عظيمة كنابلس والخليل وطولكرم وجنين واغوار فلسطين، وشواطئ البحر الميت.
 
ليس هناك ما هو اعظم من تاريخ الاردن، فهو مبني على حقائق ثابتة، وموثق بالعقل والخلق ودم الشهداء، واولهم الشهيد المؤسس صريع المسجد الاقصى.
 
على الاردنيين ان يعودوا الى كل حرف من تاريخ بلدهم، وتاريخ قيادتهم، فقد عاشوا طويلا على اكاذيب القاهر والظافر، والاعيب الساسة المدفوع لهم سلفا والسلاح المكذوب في ايد لم تحسن ولو مرة استعماله في مواجهة العدو.
 
«قصر سيدنا» هو بناء روحي تجده في كل مدينة وقرية اردنية، فهناك قصور اسمها بيوت الاسر العفيفة، وهناك قصور اسمها حدائق الملك عبدالله، وحدائق عمان الغربية وعمان الشرقية، فليس في بلدنا غير القصور من قصر عمرة الى قصر سيدة تنعم ببيت رضيّ بناه لها الحريص على كل قرش من مال الدولة.