Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2018

اثنان وسبعون عاماً من الاستقلال - المقدم المتقاعد عدنان مفضي الحدادين

الراي-  الاســتقلال درة اعيادنا الوطنية، نقطة البداية لنهوض الأردن وتطوره، واطلاق طاقاته، والمتتبع للمسيرة الأردنية يجد ثمة معالم وأرقاما تتحدث عن مشروع النهوض الأردني الذي بدأ واستمر عبر عقود من الزمن ماراً بمراحل متعددة من التحديث والتطوير وفق رؤية مستقبلية لها اطار تنظيمي يحدد الخطط والبرامج والأهداف التي يتطلع لها الأردن.

وما الاســتقلال إلا محطة نتوقف عندها لتقييم مسيرتنا، ونحن ننظر إلى الماضي والشوط الذي قطعناه، نعرف مدى الأنجاز الذي تحقق من الأماني والطموحات التي تفاعلت في صدور أولئك الذين ناضلوا في سبيل الحصول عليه وصاغوا ملحمة، وإن هذا الاستقلال الذي نحتفل به ما كان ليكون لولا التضحيات الجسام إذ أنه لم يكن بالأمر السهل الهين، ولا كانت طريقه مفروشة بالرياحين والورود، وانما جاء ميلاده وسط دروب تكاثرت فيها الصعاب وكان الثمن غالياً.
وكما كانت مسيرة الأردن قبل الاستقلال كفاحا وعملا وتخطي عقبات، كانت بعده مواجهة تحديات وجد واجتهاد وتجاوز محن، حتى كتب قصة مجد الأردن واستقلاله بكلمات حروفها بذل وفداء وتضحية، وسطورها كفاح ونضال ومقاومة، شعارها أغلى الآماني وانبل الطموحات، جاءت أرقامها زاخرة بالأعمال والعطاء والبناء وفرسانها هم من النشامى حماة العز وفتيان المجد.
وسط هذه الدروب الصعبة الشاقة، شق الأردن طريقه ومضى يبني مستقبله بعزم انتمائه الوطني، ووفائه القومي، سائراً على هدى فمن رسالته النهضوية العربية، سلاحه الأيمان باالله، وثقته بنفسه، وقدرة ابنائه المخلصين، عدته إلى ذلك الصبر والفداء والصمود مستمداً من أصالته وموروثه قدرته على النهوض، وهو يحمل عبئه الأكبر دفاعاً عن الأمة وقضاياها، يواجه الصعب بصدق الألتزام، وضريبة الدم المعمد بالتضحية، المعطر بأريج الشهادة... وعبر سنوات الكفاح هذه ظل صفه مرصوصا، يشد بعضه بعضاً وهو يعلي اركان بنائه بوعي وإدراك، ويصون ومنجزاته بمضاء وعزيمة وقوة شكيمه، دعوته وصوته الأكثر نقاء وصدقا، يحرص على وحدة الصف والعمل المشترك والهدف والمصير، تزيده المصاعب والعقبات صلابة، وتقوي صموده، وتغنى بالعزم والتصميم ثقته بنفسه، وإيمانه بالحياة الكريمة، وفي سعيه الى الغد الأفضل المشرق، والمستقبل الموعود.
وإذا كان الأستقلال أول ما يعني الحرية الوطنية، وتأكيد الهوية، وامتلاك الأرادة والحياة الحرة المنتجة، فإننا نقف اليوم على فواصل وشواهد أثرت مسيرة الوطن، حيث توحدت قلوب النشامى، وتعاضدت طاقاتهم، شعباً وجيشا ًبصادق الأنتماء والولاء والعطاء المبدع، بشكل جعل الوطن يفيض أمناً وحرية وديمقراطية، وعلماً ورفاها وازدهاراً وتنمية، وتحقيق نقلة نوعية جديدة تجلو وجه الوطن ليكون مشرقاً عزيزاً في سماء الكون، وتحت بصر الدنيا، وهو يحظى بالاحترام والتقدير والسمعة الطيبة والمكانة المرموقة، وقد كان العزم الأردني في محطات الأستقلال وساعد الوعد فوق الأرض الأردنية لا يعرف الوهن أو يلين فأرتفعت الصروح، وتعززت قيم البناء وعلت المنارات، وجرت تحويلات اتسع نطاقها وتعددت مجالاتها الداخلية والخارجية، وامتلك الأردن عناصر قوة كثيرة متميزة آخذاً باسباب التقدم، وهو يبني ويشيد، كما حفلت مسيرته الطويلة بالمعارك والانعطافات والمفاجآت والتطورات، وبالكثير من المستجدات التي واجهها بالتصميم والأصرار على بلوغ الأهداف.
فالأستقلال يبعث فينا مشاعر الكبرياء والأعتزاز بما قام به البناة الأوائل رحمهم االله الذين اسسوا كيان هذا الوطن وصاغوا هويته الأردنية العربية الهاشمية.
والأستقلال حالة مستمرة من العمل والبناء وتراكم الإنجازات، وهو التحرر من القوى الخارجية التي تكبل الشعوب، وهو العمل من اجل محاربة الفقر والجهل والبطالة وكل مظاهر الفساد والمحسوبية، وهو تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع تسوده العدالة والمساوة وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الأنسان، فمما قاله سـيد البلاد جلالة الملك عبداالله الثاني حفظه االله ورعاه في هذا الصدد: ( الأستقلال ليس مجردإنجازيرتبط بوقت محدد وإنما هو حالة مستمرة من العمل والبناء وتراكم الإنجازات، والأستقلال لا يعني التحرر من القوى الخارجية التي تكبل الشعوب وحسب، وإنما هو إلى جانب ذلك العمل من أجل محاربة الفقر والجهل والبطالة وكل مظاهر الفساد والمحسوبية، وتحقيق ، التنمية الشاملة في مجتمع تسوده العدالة والمساوة وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الأنسان ).
ان الذي حققه الأردنيون طلية سبعة عقود مضت يستحق التوقف والتبصر، فقد تم انجاز مكاسب تعد ذات قيمة نوعية، على الرغم الصعوبات وقلة الإمكانيات، فاستطاع الأردنيون بقيادة الهاشـميين من وضع دعائم الدولة الأردنية الحديثة وترسيخ معالمها القائمة على المؤسسية والحرية والديمقراطية، فأحرز الأردنيون استقلال بلدهم على يد الملك المؤسس عبداالله الأول بن الحسين، وتوجوه بإصدار الدستور الأردني على يد الملك طلال بن عبد االله الأول طيب االله ثراه وتتواصل المسيرة وتستمر بقيادة الملك الشاب عبداالله الثاني بن الحسين حفظه االله ورعاه.
وغدا الأردن في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني نموذجاً للعمل الجاد نحو حل القضايا التي تواجه الوطن أولاً ثم التي تواجه الأمة العربية، فجلالته يعمل بشكل دؤوب ومستمر لتطوير الأردن في مختلف النواحي السياسية والأقتصادية والثقافية والأمنية وبناء القوات المسلحة على اسس عصرية، وعلى تجذير الديموقراطية والحرية والأمن والآمان لكل المواطنين واضعاً هموم الشعب والوطن في مقدمة أولوياته. فالإنجازات الكبيرة التي تمت في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني والتطلعات نحو المستقبل تعد سمة بارزة وقلعة صامدة وشامخة نحو بلوغ الأماني القومية في تجسيد أعماله، وإن وقفات التضحية الأردنية من اجل فلسطين وشعبها ومقدساتها لنصرة الحق والعدل والسلام، كلها ماثلة على ما قامت الحكومات الأردنية المتعاقبة من أجل نصرة قضايا الأمة.
وإننا، ونحن نحتفل بهذا اليوم الخالد، لنتتطلع بأمل وتفاؤل وثقة بأستمرار هذه النهضة الشامخة في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني الذي أكد على ثوابت الأردن القومية في مختلف مجالات الحياة ليظل الأردن يتبوأ المكانة الدولية المرموقة، ويحظى بالسمعة الكبيرة التي تتسم بالمصداقية والأحترام بين دول العالم بفضل قيادته الحكيمة، وبوعي وإدارك لتأمين دور الهاشــميين التاريخي ومسؤولياتهم تجاه أمتهم وقضاياها العادلة، والتي انعكست على الأردن نهضةً شاملة ودوراً محورياً نشيطاً وفعالاً على الصعيدين: العربي والدولي يفوق كثيراً حجم الإمكانيات والموارد البشرية المتاحة ، ونستذكر أيضاً بكل الأحترام والأجلال شهداء الوطن وتضحياتهم الغالية ووقفات نشامى الوطن الأبطال الذين كانوا الرجال الرجال ، فأنتصر الوطن بشجاعتهم وصمودهم وتضحياتهم.
وأخيراً اقول: يحق لنا أن نفتخر بهذا اليوم الوطني الخالد، ومطلوب منا جميعاً ان نرسخ هذا اليوم في ضمير ووجدان كل فرد في هذا الوطن الغالي.
ونبارك للأردن اســـتقلاله، وهنيئاً للقائد ابي الحسين وابن الحسين بهذا اليوم الخالد، وهنيئاً للأردن هذه الإنجازات في كافة المجالات واالله الموفق وراعي المسيرة المباركة.