Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

هل «فَشِلَتْ» قمّة بوتين - أردوغان الأخيرة؟*محمد خروب

 الراي-رغم الأهمية التي أولتها الأوساط السياسية والدبلوماسية وخصوصاً الإعلامية, للأحداث المُتلاحقة على الساحات «العربية» الثلاث في ليبيا والسودان والجزائر، وما قد تؤول إليه الأمور في حال سقوط نظام المشير البشير وسيطرة قوات المشير حفتر على العاصمة طرابلس, كذلك إمكانية نجاح المؤسسة العسكرية الجزائرية في «ضبط» المشهد الجماهيري, وإقناع الجمهور «القبول» بآليات تطبيق مواد الدستور 7، 8 و102 التي أفضت الى استقالة الرئيس بوتفليقة, وعدم السماح للفوضى بقيادة المرحلة الانتقالية, في حال إصرار «المُحتجّين» رفض المسار الدستوري, الذي وصل بموجبه عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الى رئاسة الجمهورية, لمدة «90» يوماً يتم خلالها تنظيم انتخابات رئاسية لا يكون بن صالح مرشحاً فيها.

 
نقول: رغم كل تداعيات الأحداث (العربية) المُشار اليها, فضلاً عن الأنظار المُتّجهة الى الساحة الصهيونية, حيث استعرت المعركة بين الليكود وحزب الجنرالات «أزرق – أبيض», قبل ان تنتهي (ولو مؤقتاً) الى صالح معسكر اليمين بقيادة نتنياهو, الذي عاد من موسكو بورقة جديدة أُضيفت الى سلسلة الهدايا الداعمة لبقائه في موقِعه, قدّمتها أكثر من جهة.. اميركية وروسِية وخصوصاً عربية, هَرولت نحو التطبيع المجاني مع دولة العدو، حظِيت القمة(الثالِثة هذا العام) التي عقدها بوتين مع اردوغان, بمتابعة واهتمام وبخاصة ان سبعة أشهر انقضت على اتفاق سوتشي بين الزعيمين في شأن ادلب, اتفقا فيه على منطقة منزوعة السلاح يتم فيها إخراج المجموعات الارهابية، دون ان يفي اردوغان بالوعود التي بذلها, مُواصِلاً خلالها لعبة شراء الوقت ومحاولة إبعاد الانظار عن هذا الاستحقاق، عبر التلويح باجتياح منبج وشرقي الفرات, ودائماً في التطلُّع نحو واشنطن كي تمنحه الضوء الأخضر لإقامة منطقة آمنة, تُقتطَع من الاراضي السورية على نحو قد تنتهي الحال بها الى مصير لواء اسكندرون, وبخاصة في ظل عملية التتريك المَسعورة التي يُواصِلها المُحتلّ التركي, في المناطق التي سيطر عليها خلال غزوتي درع الفرات وغصن الزيتون.
 
احتمالات انهيار اتفاق سوتشي (17 أيلول 2018) تبدو مُتوفِّرة, لم يستطع الرئيس بوتين في تصريحاته إخفاء حقيقة عدم استطاعته وأردوغان التوصّل الى «معايير» لتطبيق اتفاق سوتشي, وبخاصة قوله المُلتبِس وحمّال الأوجه: «مُشكلة إدلب شائِكة، صحيح-أضاف-اننا لم نتمكّن من تطبيق المعايير التي اتفقنا عليها في سوتشي، لكنني-واصَل بوتين-اعتقد ان حلَّ هذه المشكلة مُمكِن،»..مُعترِفاً ان «عملية التعاون بين البلدين, لا تسير بالسُرّعة المَرجُوّة».
 
رغم كل ما حاوله بوتين للحديث بلغة محمولة على مصطلحات دبلوماسية حَذرِة, الاّ ان «مُعضِلة ادلب» تبقى صاعق التفجير في علاقات موسكو وأنقرة, وبخاصة أن الأخيرة ما تزال تواصِل تنفيذ خطتها بمراوَغة وتحايُّل. أوّلها إعتبار مسألة ادلب مسألة «أمن قومي» تركي, وثانيها ان علاقاتها مع المنظمات الارهابية داخل ادلب.. جيدة بل يتم التنسيق الدائم معها,سواء هيئة تحرير الشام/النصرة سابقاً وحرّاس الدين والحزب التركستاني وأنصار التوحيد. وهذه كلها هي التي ما تزال تهاجِم مواقع الجيش السوري, فضلاً عن ان «حكاية» الدوريات المُشترَكة.. الروسية التركية لم تأتِ بنتيجة تُذكَر.
 
ما الذي ستنتهي اليه الأمور؟.
 
المسألة مُعقّدة, وأنقرة ما تزال تتوفّر على بعض «الأوراق», رغم الصفعة التي وجّهها الجمهور التركي, لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكِم في الانتخابات المَحلِية الأخيرة.