Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2019

الحوار غير الرسمي مع الشباب - د. فايز الربيع

 الراي - كثير من الندوات تعقد في المملكة وعلى وجه الخصوص في عمان، تناقش فيها عشرات القضايا ومن بينها قضايا الشباب، ولعلّ القضايا التي تناقش أيضاً لها انعكاساتها على الشباب، وتتخذ القرارات وهم غائبون، واذا كنا صرحاء، فإن هناك عدم ثقة بين المواطن بشكل عام وبين المسؤول، وبين الشباب والمسؤولين على وجه الخصوص، بالرغم من وجود وزارة للشباب، ومراكز شبابية، وبالرغم من المناداة دائماً بإشراك الشباب في الحوارات، فإن الشكلية في مثل هذه الحوارات تؤدي الى عدم فاعليتها.

الشباب موجودون في الجامعات والمدارس الثانوية ذكوراً وإناثاً يتلقى الشباب تعليماً
معلباً ننقل فيه المعلومات، يحفظها الطلاب ثم يقدمون الامتحانات وتنتهي الرواية.
لقد عملت في التدريس في مراحله المختلفة الثانوية، وكليات المجتمع والجامعات، وكنت أقول ان الطالب في الجامعة يتعلم من الحوار والنشاط وساحات الجامعة، كيف يتقبل الرأي ويقدر الواقع، ويفهم معنى الوطن، أكثر مما يتعلم من الكتب والمحاضرات التي تدرس، فهل مخرجات التعليم تكون في المستوى المطلوب وحسب معطيات الواقع، لابد من وقفة، التعليم عندما لا تكون نتائجه بالمستوى المتوقع، نقول (نحن في خطر)، فلنجرب إذن الحوار غير الرسمي يتصدى لهذا الحوار من هم قريبون من الشباب، من يثق بهم الشباب، وليكن هذا الحوار على شكل مجموعات لا تتعدى خمسة وعشرون شاباً تطرح فيه هموم الوطن والعناوين المتفق عليها، وسبل الإصلاح السياسي والاقتصادي، وما هي امكانات التنفيذ، لان هناك فرقا بين ما يطرح من شعارات شعبوية، أو من أجل لفت لفت النظر، وبين الخطط القابلة للتنفيذ على ارض الواقع، على قاعدة اذا أردت ان تطاع فاسأل المستطاع، ثم ينتقى من هؤلاء الشباب من يرغبون الانخراط في عمل شبابي جماعي على مستوى المحافظة ولديهم عناوين مشتركة واهداف قابلة للتطبيق، وقلبهم على وطنهم ان لا ينجرف نحو المجهول، ليكونوا نواة لمشروع اكبر على مستوى المملكة، وهنا يمكن لهؤلاء الشباب ان يفكروا بمشروع حزبي يقودوا فيه التغيير من خلال الانتخابات المقبلة، ويكونوا قوة فاعلة في مجلس النواب، وهذا واحد من الطرق السلمية والمعقولة لولوج الإصلاح من خلال بوابة معترف بها، ومشجعة على اعلى المستويات.
هذا المشروع تكتنفه معيقات ومثبطات، سيفسر بأنه من أجل تفريخ مشيخات جديدة، تنافس ما هو قائم، أو هو من أجل مكاسب شخصية، أو من اجل مزاحمة الأحزاب القائمة، وكل ذلك وارد في تفكير البعض، ولكنه يجب ان لا يكون وارداً في ذهن من يتصدون لهذا المشروع فليطمئن كل من كسب ميزة اجتماعية اثناء مسيرته الاجتماعية أو الوظيفية، بأنه لا مزاحمة له،وإنما هو وضع حجر في مياه راكدة، كي تتحرك من اجل المصلحة العامة، نحن نعلم اننا هنا في الاردن قلما نحسن الظن في اَي تحرك جديد، ونقر أيضاً ان النقد مقبول، لأن كل من يتصدى للعمل العام أو الشعبي لابد أن تناله، السهام بدءاً بشخصه ومروراً بالفكرة أو المشروع، أختم هذا المقال بتجربه لرسام وضع رسماً في مكان عام وقال كل من لديه نقد يكتبه على الرسم، فامتلأت الرسمه بالانتقادات، في اليوم التالي غير الفكرة وقال كل من لديه إضافة على الرسم فليعملها فلم يجد أحداً قد غيّر في الرسم شيئاً، نحن نحب النقد ولكننا غالباً لا نطرح البديل، واذا طرحناه لا نستطيع أن نسير فيه–فقط نحن ننظّر أكثر مما يستهوينا العمل الجاد البنّاء!!
* التعليم عندما لا تكون نتائجه بالمستوى المتوقع، نقول (نحن في خطر) فلنجرب حواراً يتصدى له من هم ثقة وقريبون من الشباب