Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Sep-2018

منتدون بـ«شومان» يؤكدون أهمية المكتبات في النهوض بالمجتمعات
الدستور  -  ياسر علاوين
أكد مكتبيون أهمية دور المكتبات في النهوض بالمجتمعات، وانخراطها في العملية التعليمية؛ عن طريق توظيف التقنية الرقمية في المكتبات العصرية.
وفي الندوة التي حملت عنوان «المكتبة كمحرك للتغيير 3»، نظمتها مؤسسة عبد الحميد شومان، الأربعاء الماضي، في قاعة المنتدى لديها، وأدارها مدير «مكتبة شومان»، غالب مسعود، بحضور عدد من المكتبيين من الأردن وفلسطين، شدد مدير خدمات مكتبة هلسنكي المركزية الجديدة، الفنلندي كاري لامسا، الذي استهل الندوة، على حاجة الافراد لمكتبات توفر محتوى تعليميا ومعرفيا يحقق اضافة نوعية على حياتهم.
وقال لامسا «نحن بحاجة إلى المكتبات؛ لأننا بحاجة إلى أماكن دافئة نحتمي بظلالها ونقضي جل اوقاتنا فيها»، مبيناً أن فنلندا يتواجد فيها نحو 36 مكتبة، متوزعة بين العاصمة والقرى ومراكز التسويق.
وأضاف «لدينا مساحات معينة تناقش من خلالها قضايا كثيرة ومهمة، مثل العولمة والتنوير والحداثة، إضافة إلى إقامة الحفلات الموسيقية، ونشاطات للأطفال، والكبار أيضا».
وبحسبه، فإن أهم مميزات المكتبة العصرية بتوفيرها المساحة المريحة للقراء، بالإضافة إلى تأمين كافة المعدات لروادها، والتعاون معهم من أجل تطوير فعاليات مناسبة لهم.
وتسعى مكتبات فنلندا منذ سنوات عدة، إلى التحول من مكتبات فرعية صغيرة إلى مكتبات كبيرة في أماكن نشطة مليئة بالأحداث، مع جعل الناس يتمتعون بخدمات مرئية ضمن أجواء صوتية مختلفة، وفقاً للامسا.
وضرب لامسا أمثلة عدة عن استخدامات المكتبات في فنلندا للأدوات حديثة، وهي تساعد القراء في تلبية احتياجاتهم ورغباتهم، منها: «الطابعات ثلاثية الأبعاد، الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، القاطع ثلاثي الأبعاد، محطة الرسومات، آلات الخياطة - المحطات الرقمية».
أما مستشار المكتبات العامة الهندية، د. بشير شادراك، فتحدث عن أهمية القراءة في المجتمعات وعن كيفية استخلاص تجربة وطنية مثيلة هدفها التشجيع على القراءة.
وقال «فكرة المكتبات بالنسبة للأحياء الفقيرة تكاد تكون مفقودة، وهي بحاجة إلى إعادة تفعيل وتلمس مواضع النقص هناك، ومحاولة الوصول إلى شعب قارئ»، مضيفا أن «علينا إيصال مفهومي القراءة والكتاب إلى الذين لا يستطيعون الحصول عليه».
وأكد أن المكتبات بات لها تأثيرها على نمط حياة الافراد، بصرف النظر عن مستوى ثقافاتهم ودراساتهم، إلا أن 60% من مستخدمي المكتبات، بحسب شادراك، يريدون أن تكون المعلومة آنية وفورية.
وأوضح أن كثيرا من المكتبات تقوم بدورها الريادي على أكمل وجه، لكنها تفتقد المستوى المناسب بالتفاعل مع المستفيدين؛ وهو من شأنه أن يحافظ على أهمية المكتبيين وأهمية المكتبة للمجتمع المحيط بها.
لكن المديرة التنفيذية لخدمات المكتبة وتجربة العميل في مكتبة جيلونج، الأسترالية كاثرين فيرينز، أكدت أن الأهمية تقتضي التواصل المستمر مع رواد المكتبات؛ ليكون صوتهم مسموعا، وتكون رحلة العميل والعمليات اليومية في المكتبات تصب، في نهاية الأمر، لأجل مصلحته.
ورأت ضرورة تطوير القطاعات والعاملين على المنصة الرقمية من جامعات ومؤسسات حكومية وغيرها، وتطوير المكتبات الخاصة بها وتدريب الكوادر على كيفية إدارتها.
وبحسبها، فإن على المكتبات السعي والتركيز على توفير أفضل خدمة ممكنة للعملاء، وأن تكون ذات استعداد في تغير نمط سلوكياتها لخدمة المستفيدين، وإعادة تعريف وتحديد المستفيدين من الخدمات المكتبية؛ للوصول إلى حالة من التحسين المتواصل. الرئيسة التنفيذية لـ «مؤسسة شومان»، فالنتينا قسيسية، قالت في كلمة لها، «اليوم، وللعام الثالث على التوالي، نقيم هذه الندوة تحت عنوان «المكتبة كمحرك للتغيير»، لنستشرف الدور المحوري للمكتبة في تنمية الفرد والمجتمع، وتعميم الثقافة والفكر، كونها لم تعد، فقط، مكانا للقراءة واستعارة الكتب، بل تعدته لتكون محورا مهما في التغيير المجتمعي».
وأضافت، «نضع اليوم في حساباتنا أن للمكتبة القفزة الكبيرة التي حققتها الحياة المعاصرة من تقدم وحداثة فهي تمثل مكانا مهما للالتقاء، والذي يتيح مساحات كبيرة للنقاش وتبادل الأفكار، وتوفير مصادر المعرفة، والتعرف على أفكار الآخرين واتجاهاتهم وطرائق تعاملهم مع مجمل القضايا».
ولفتت إلى أن وجودنا في عصر الرقمية واللجوء إلى المكتبات الإلكترونية، دفع كثيرين إلى الاعتقاد بـ «موت الكتاب الورقي»، و»موت المكتبة العامة»، مبينة أن «المكتبات ظلت على الدوام، قادرة على توفير عوامل الجذب لروادها، والتأثير فيهم بواسطة آليات تقديمها للمعرفة».