Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2017

جرادات تقود فرقة ‘‘نايا‘‘ الموسيقية للشهرة وتحلم بالعالمية

 

منى أبو صبح
عمان-الغد-  على مدار ستة أعوام متتالية، استطاعت فرقة "نايا" الموسيقية، تأكيد وجودها والحفاظ على هدفها بإحياء التراث الموسيقي العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص، بحيث تعيد الاعتبار للتخت الموسيقي الشرقي الأصيل.
فرقة "نايا" الموسيقية مؤلفة من اثنتي عشرة فتاة، وهي أول فرقة موسيقية نسائية في الأردن، ومن الفرق النسائية الموسيقية النادرة في العالم العربي، وتضم كلا من؛ ندين قبعين (ايقاع)، آلاء تكروري (فلوت)، مي حجارة (كونتراباص)، ديما سويدان ومروة السيد (عود)، دانة صبيح (تشيلو)، لانا صبيح (فيولا)، زينت السامرائي (فيولين)، رولى جرادات (عود)، واختص بالغناء: لينا صالح، لارا عليان، دينا هيلات.
وحرصت "نايا"، منذ الـتأسيس، على وضع بصمة خاصة، وفق رئيستها الدكتورة رولى جرادات، بدون محاولة للتقليد في الأداء أو الشكل لفرق موسيقية أخرى، بعيدا عن التكلف وبإعادة تقديم الفن الأصيل.
وتبين جرادات، خلال حديثها لـ"الغد"، أن الفرقة انطلقت من على مسرح المركز الثقافي الملكي بالتعاون مع وزارة الثقافة، مؤكدة أنه لن تستطيع أي من فتيات الفرقة نسيان ذلك اليوم؛ حيث أبدى الجمهور استمتاعه وتفاعله مع المواهب والأصوات الفنية للفرقة.
وتابعت الفرقة مسيرتها بقيادة جرادات فيما بعد للمشاركة في الحفلات والمناسبات الوطنية وغيرها، وعليه أصبحت للفرقة مشاركات كل عام في المهرجانات المحلية والعالمية.
وتوضح جرادات، قائلة "شاركنا بمهرجاني الفحيص والكرك على مدار ثلاث سنوات من تأسيس الفرقة، كما تمت دعوتنا للمشاركة في حفلات في كل من؛ الكويت، والجزائر، وقبرص، والمشاركة في مهرجان الأوبرا المصرية، وهو من أهم المهرجانات في الوطن العربي".
وتشير جرادات، إلى أنه ومن منطلق الاعتزازا بفرقة "نايا"، "نقيم كل عام حفلين؛ حفل سنوي لانطلاقتنا ببداية شهر تشرين الأول (أكتوبر)، والحفل الآخر في شهر آذار (مارس)".
وعن اختيارهن لهذا الشهر بالذات، توضح جرادات، أن هذا الشهر يشهد احتفالا بيوم المرأة والأم والأرض وجميعها أنثى، وفرقة "نايا" هي أنثى الناي، وفي لغات عدة هي الغزالة الجديدة والرئيسة القائدة.
وتحرص "نايا" على تمكين المرأة موسيقيا، لأن المرأة متمكنة سياسيا واقتصاديا، وفق جرادات، فلديها دور واضح في مجالات عديدة من الحياة، لديها مهامها في القضاء، البرلمان، الوزارات.. وغيرها.
وتؤكد فرقة "نايا"، في جميع حفلاتها، أن الفتاة ليست مستضعفة في التشكيلات الموسيقية، فالسائد لدى الجميع أن الآلات الموسيقية تحتاج إلى القوة وأن المرأة أضعف من الرجل، لكن الفرقة خالفت هذه القاعدة بتأكيدها أن الفتاة لديها براعة ورقة خاصة في العزف.
شغف واهتمام جرادات بالموسيقى والفرق النسائية، دفعاها لأن تخصص رسالتها في الدكتواره لمناقشة بحث "مقارنة بين الفرق النسائية في الأردن ومصر"، خصوصا أن أول فرقة نسائية تأسست في مصر العام 1972، والآن لدينا في العام 2011 فرقة "نايا" الموسيقية، وهو الإنجاز والتحدي الذي حققته.
وعن الصعوبات التي واجهت الفرقة، توضح جرادات: "الالتزامات العائلية للفتيات متعددة، وأحيانا لا تتاح الفرص للفتيات للتواجد في البروفات بشكل دائم، إلى جانب الدعم المادي، فقد تمت دعوتنا للمشاركة في العديد من المسابقات الموسيقية في الخارج منها: مهرجان فرنسا، كرواتيا، بلغاريا، هنغاريا، لندن، وللأسف، لن نتمكن من المشاركة بسبب قلة الدعم، فهذه المشاركات لا تتكفل بالتذاكر، وهي غالية التكلفة".
وتؤكد أن الفرقة تأثرت في الفترة الأخيرة، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في المملكة؛ حيث لا تلقى الفرقة الدعم المالي الكافي، فهناك العديد من الحفلات تقام بالمجان، موضحة "ولكننا نحرص على إقامتها لإثبات وجودنا وبقائنا على الساحة الفنية، كما نقدم حفلات لمرضى السرطان وفي دور الأيتام لدعم هذه الفئات في المجتمع".
وتذهب جرادات، في حديثها، إلى أن الجمهور الأردني متذوق للفن الأصيل، بدليل تقبل الفرقة، بل وتشجيعها والحرص على متابعتها وحضور حفلاتها، مضيفة "فنحن نحرص على الحفاظ على التراث وأصالته بدون تغيير وتقديم الوصلات الغنائية: الأردنية (الشمال والجنوب) والفلسطينية والعراقية والخليجية واللبنانية والحلبية".
وتشير إلى أن "مجتمعنا منفتح على العالم، أحب ما قدمناه وشجعنا، وزادت مسؤوليتنا، قدمنا حفلات في جميع المحافظات، نسعى للاستمرارية والبقاء ونطمح للعالمية".
وتعمل "نايا" بروح واحدة حرة في توزيع المهام لديها؛ حيث تقوم جرادات بتدوين النوتة الموسيقية للفرقة، إلى جانب التسويق للحفلات والإدارة، بينما تتولى الفتيات المهام الأخرى كالإدارة المالية وتنسيق مواعيد البروفات والإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وغيرها من المهام.
وتمتاز "نايا" الموسيقية، بالزي التراثي الجميل الذي ترتديه عضواتها باللونين "الأبيض والأخضر"، وهما لونا النقاء والسلام، وصممت الأزياء لتلائم استخدام الآلات الموسيقية، كما تزينت أزياؤهن بالخطوط العربية ومنها: "أنشدي يا صبا وارقصي يا غصون"، "لما بدا يتثنى"، "يا وحيد الغيد يا فريد عصرك" وغيرها من الموشحات التي تضفي الروح الشرقية أثناء إطلالتهن على خشبة المسرح.
تؤكد فرقة "نايا" دور المرأة في الحياة، وعلى المجتمع أن يقدر دورها العظيم في مواجهة التهميش الذي تواجهه في العالم العربي، فهي تقف جنبا إلى جنبا لإحياء التراث وتضع على عاتقها الحفاظ عليه.
يذكر أن الدكتورة جرادات، أول عازفة قانون في المملكة، وأول مايسترو فتاة في المملكة قادت فرقة مكونة من 50 عازفا وعازفة، وكورال على مسرح المدرج الروماني في ختام مهرجان الأردن العام 2009.
وهي مؤسسة أول فرقة نسائية في الأردن، والأولى الحاصلة على شهادة في تدريس الغناء العربي في دار الأوبرا المصرية.
وتدرس جرادات الطلبة في جامعة اليرموك على آلة القانون حاليا، وهي حاصلة على شهادة دكتوراه في علوم الموسيقى العربية من المعهد العالي للموسيقى العربية في مصر.