الراي - يحتفل العالم كل عام بيوم المراة العالمي بالثامن من اذار , بالوقت الذي تزداد فيه اعمال العنف والارهاب التي يقع ضحيتها المدنيون وخاصة النساء والاطفال, فيلاحظ بان فئات النساء والاطفال هم الفئات المستهدفة والضحايا في ظروف الحرب والنزاعات المسلحة. ونشير هنا لما اعربت عنه لجنة المراة بالامم المتحدة من قلق لما يتعرضن له النساء والاطفال من عنف في دول العالم , فبالرغم من اصدار القرار 1325 لمجلس الأمن بعام 2000المتعلق بحماية النساء والاطفال في حالات الحرب والسلم وضرورة تمثيل النساء في صنع القرار. لكن دون ان تحظى النساء في مناطق الحروب بالحماية اللازمة ، ودون زيادة تذكر بنسبة تمثيل النساء في صنع القرار وحل النزاعات؛ الأمر الذي استدعى مجلس الأمن ان يصدر قرارا لاحقا يحمل الرقم 1889، والذي اعرب فيه عن قلقه العميق لما تتعرض له نساء العالم من عنف اسري او مجتمعي او عنف ناتج عن النزاعات المسلحة, كما اعرب عن قلقه العميق لعدم التمثيل الكافي للنساء في جميع مراحل عمليات السلام ، حيث سلَّط الضوء على العنف وانعدام الأمن الناتج عن ارتفاع معدلات التطرف والأفكار الـمتعصبة والتي جميعها تعيق مشاركة النساء في حل النزاعات، كما جدَّد القرار الدعوة لجميع الأطراف بوقف كل انتهاكات القانون الدولي والسعي لحماية النساء والاطفال، وأكد مسؤولية كل الدول في إنهاء سياسة الإفلات من العقاب ومعاقبة المسؤولين عن كل أشكال العنف، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء , والالتزام بالمواثيق الدولية بدءا بالاعلان العالمي لحقوق الانسان ومرورا باتفاقيات جنيف الاربع وخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية الاشخاص المدنيين وقت الحرب ووضع الضمانات الاساسية لمعاملة المدنيين , وحظر الافعال غير الانسانية التي ترتكب ضدهم ومنها ممارسة العنف والقتل والتشويه وانتهاك الكرامة الشخصية والمعاملة المهينة والمحطة لكرامة الانسان , وان تكون النساء موضع احترام خاص لاشخاصهم وشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم ,ووجوب معاملتهم في جميع الاوقات معاملة انسانية , ونشير هنا لنظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي اوضح مفهوم الجرائم المرتكبة ضد الانسانية بحق النساء بانها تشمل (الاغتصاب او الاستعباد او الاكراه على البغاء او الحمل القسري ) وبانها تشكل جرائم حرب.., كذلك ذكر تقرير التنمية الانسانية الذي اصدره برنامج الامم المتحدة الانمائي (ان الكثير من النساء والاطفال يتعرضون لأسوأ اشكال العنف والقهر والتهجير وخاصة في ظروف الحرب والنزاعات المسلحة ) مما يؤكد على ضرورة وضع تشريعات دولية مشددة لنبذ العنف والارهاب الذي يقع ضحيته المدنيون وبالذات النساء والاطفال ,فالاحتفال بيوم المراة العالمي يتحقق بضمان حماية المراة وسلامتها هي واطفالها من العنف والارهاب.