Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Aug-2018

من يدفع الثمن و من يقبض الثمن* د.فايز الربيع
الرأي - 
يقال في الحروب ان الساسة يشعلون الحرب والشركات تربح، و يدفع البسطاء الثمن وهكذا في معظم ما بجري من اعمال اقتصادية وصفقات يخطط اصحاب رؤوس الأموال ويتعاونون مع السياسيين، ويوضع البسطاء كبش فداء في مصيدات دفع الثمن، بعد ان يكون الكبار قبضوا الثمن. في الأسماء التي يكشف عنها عبر سنوات من واقع اقتصادي توضع شركات بأسماء أشخاص، يأخذون فتات مما يقدمه الكبار، ولأنهم بحاجة يتهافتون غير مبالين بالنتائج، تماماً كما يجري في ساحة الحروب عبر المنطقة العربية، الحروب بالوكالة، لصالح الدول الكبرى و شركات السلاح، و آفة المخدرات التي تفتك بالشباب و المجتمع، نجد المعلم الكبير، مختفٍ وراء قناع أو ستار، و صبيان المعلم هم واجهة الحدث، ما استطاع أن يفك الطوق عنهم يفعل، وإذا لم يستطع يتركهم لمصيرهم غير مبالٍ، صحيح انهم يتحملون المسؤولية لأنهم قبلوا أن يكونوا كبش فداء لما يخطط مقابل الثمن، لكنهم هم من دفع الثمن، وهو قد قبض الثمن مسبقاً بعد ان رتب خروجه الآمن، وأمن نقوده في الخارج.
 
وهذا يقودنا الى الفرق بين موقع السياسي عندنا وموقعه في الغرب، عندنا السياسي يؤهله موقعه ان يطّلع، وان يختار، ويعلم، ويحرك غيره ممن يثق به ان يباشر، وهو ما يسمى لدينا باستثمار الوظيفة الذي تجرمه القوانين نظرياً، ولكنه في الغالب لايجرم، عبر هذه السنوات الطويلة ونحن نسمع صحة او خطأً ما يحدث لكنه واقع، لأن السياسي فرد، و هو لم يخرج من مؤسسة تتحمل مسؤولية مشاركة، أو حزب رشحه، اختير فرداً وشارك فرداً ويخرج فرداً، لم نطور خلال المسيرة التي نسميها ديموقراطية أسلوباً حضارياً وقومياً في عملية المشاركة، لذلك كثر من يحمل اللقب وقل من
يتحمل مسؤوليته والتبريرات جاهزة والدفاع موجود، اما السلطة الرابعة وهي الاعلام، فكثيراً ما يوجد الاعلام في كل مرحلة لتلميع صور نكتشف مع الزمن انها صور باهتة لا تستحق هذا الضخ والزخم الإعلامي الذي صاحبها، أين موقع الشعب والوطن في كل هذا؟ كل شيء يبرر باسم الشعب واسم الوطن، وحمايته ومنعته والدفاع عنه ورقيه وتأمين لقمة عيشه، والعجلة تدور في اتجاهات معاكسة لطبيعة التغيير والتقدم نحو الأفضل،والأرقام والواقع يصدمنا اقتصادياً وسياسياً، إن الثوب إذا كثرت رقعه بان عوره، واصبح لا يسر الناظرين، المسؤولية علينا جميعاً في التغيير، لأن التغيير احد ثوابت الكون سواء كان ذلك على الصعيد السياسي او الاقتصادي.
 
ليس لدينا فقر في الرجال او الامكانات وإنما لدينا سوءا في الادارة، وحسن استغلال للموارد، ووضع الناس الذين يحملون الهم الحقيقي، ونظافة اليد في مواقعهم لأحداث عملية التغيير الإيجابي، الفرد يبقى فرداً في الرؤيا والامكانات، حتى لا يكون واقعنا نجاح فردي و اخفاق جماعي، لا بد ان يكون نجاحنا جماعياً حتى تدور العجلة في
الاتجاه الصحيح وليس العكس، وهنا تظهر الصورة الحقيقية لقدرات المجتمع ومؤسساته، فالتحديات التي نتحدث عنها كثيرة، ولا يمكن مواجهتها الا اذا آمن أفراد المجتمع بأن الوطن لهم جميعاً وليس لأفراد يقبضون الثمن، وهم دائماً يدفعون الثمن ونقول لهم اربطوا الحجر على بطونهم الجائعة، ونخدرهم بالصبر، وبشعارات الانتماء التي تحتاج الى مدلول واقعي يُؤْمِن به هؤلاء الناس.