Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2017

رئيس الموساد السابق يحذر من خطر وجودي على إسرائيل

 

برهوم جرايسي
الناصرة-الغد-  وجه الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد"، تمير باردو أمس، تحذيرا واضحا للحكومة الإسرائيلية، من أن السياسة القائمة تقود إلى دولة ثنائية القومية، وهي "خطر وجودي لإسرائيل". وقال إن كل حكومات إسرائيل دفنت رؤوسها بالرمال، واعتقدت أن العرب قد يختفون أو تحدث أعجوبة سحرية، لتنتهي القضية الفلسطينية. وقال، إن العلاقات مع الدول العربية والتعاون الاقتصادي معها، لن تكون من دون حل القضية الفلسطينية.
ويُعد باردو أحد أكثر رؤساء الموساد مهنية، وقد أنهى منصبه في العام الماضي، بعد خمس سنوات بقي فيها بعيدا عن الاضواء. وشغل قبل ذلك عدة مناصب قيادية داخل الجهاز. والقى أمس محاضرة في مؤتمر الأمن والاستراتيجيات، على اسم رئيس الموساد الاسبق مئير دغان، الذي أكثر في السنوات التي سبقت مماته، من انتقاداته وتحذيراته من مخاطر نهج نتنياهو وسياسته على إسرائيل.
وقال باردو، "إن أمام دولة اليهود خطر وجود واحد. وهو قنبلة موقوتة "تتكتك" طيلة الوقت، ومنذ وقت طويلة، إلا إننا بشكل خارج عن المألوف، قررنا أن ندفن رأسنا بالرمال عميقا عميقا، وأن نقنع أنفسنا بحقائق بديلة، من أجل الهرب من الواقع، من خلال خلق تهديدات خارجية مختلفة ومتنوعة". وأضاف، "إنه ما بين البحر ونهر الأردن، تعيش ديانتان: يهود ومسلمون. وعددهم تقريبا متساويا، ما بين مليونين الى 2.5 مليون في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة). ومليونان في قطاع غزة. وعرب إسرائيل (فلسطينيو 48، حوالي 1.5 مليون)، هم مواطنو الدولة بكل شيء، ويتمتعون بحقوق متساوية. وباقي السكان من غير اليهود في (الضفة)، يعيشون تحت احتلال. بموجب ما وصفته دولة إسرائيل وليس أنا". 
وتابع باردو قائلا، "إن جميع حكومات إسرائيل منذ العام 1967، بعد حرب الايام الستة، وحتى هذه اللحظة، أبقت الوضع على حاله. فالقانون على الأرض (في الضفة)، هو كما حددناه نحن، قانون الحكم العسكري، الخاضع للجيش الإسرائيلي". وأضاف، "إن على إسرائيل أن تختار ماذا تريد، وهو ما جيد بالنسبة لها. ليس ما هو من الآن وحتى عصر اليوم، بل هو ما جيد للسنوات المقبلة. يجب وقف دفن الرأس بالرمال، والتعامل مع الواقع الديمغرافي. والاجابة على سؤال: أي دولة نريد؟".
وأضاف باردو "أن العيش في ظل حقائق بديلة، يعني دس أخطار في قلب المشروع الصهيوني (اسرائيل). إن العنوان ظاهر للعيان، وكل ما هو مطلوب، هو أن نرفع أعيننا ونقرأ. فالمخاطرة التي أقدم عليها دافيد بن غريون، بإعلانه الدولة، هي أصغر بعشرات المرات، من المخاطر الماثلة أمامنا، وفي القرارات التي علينا اتخاذها. إن مفتاح الطريق الآمن والصحيح لدولة إسرائيل،  يلزم قيادة شجاعة، على استعداد لمواجهة الواقع غير السهل، وأن تقود نحو طريق جديدة".
وتساءل باردو، في محاضرته التي وجه خلالها سهاما كثيرة نحو رئيس حكومة الاحتلال بنامين نتنياهو، عن المستقبل الذي تبنيه إسرائيل لأجيالها المقبلة. وقال، "إنني كمن عمل في الأجهزة الأمنية على مدى 45 عاما، يتملكني شعور ليس سهلا، فهل ما نعمله اليوم، ملائم للحلم الصهيوني؟".
وحذر باردو من الأوهام التي تنشرها حكومته، وقال، إن مفتاح التعاون الاقتصادي مع الدول العربية، والاندماج في المنطقة لن يكون من دون حل القضية الفلسطينية. وقال، "إن إسرائيل اختارت أن لا تختار، بدافع أمل بأن يتم بحل الصراع من ذاته. لربما يختفي العرب ذات يوم. أو أن تحل علينا عجيبة سحرية. أو لربما تفرض الولايات المتحدة الأميركية علينا القبول بحل ويكون عادلا. ولكن لربما نصل إلى دولة ثنائية القومية، لأنه لا يمكن بقاء الأمور على حالها، إذا لم نقرر. إن الزمن لا يتوقف، والواقع يتغير ومعه الظروف وبدائل الحل، وكلما مرّ الزمن، فإن البدائل ستتقلص، حتى نصل الى نقطة اللا عودة، الى الخيار الوحيد، وهو دولة ثنائية القومية، يكون لكل المواطنين فيها حقوق متساوية. فهل هذا هو طموحنا؟. وهل هذا هو حلم الصهيونية؟. وهل هذا ما سنورثه لأحفادنا؟".