Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2017

مستقبل المنطقة وغياب الحل - غازي خالد الزعبي

 الراي - كثر اللاعبون من دول العالم في منطقة الشرق الاوسط بشكل لم يسبق له مثيل لاسباب مختلفة, فبعضها له مصالح استراتيجية واقتصادية, والاخر يستغل الاحداث الجارية للظهور بقوة على المسرح العالمي من جديد, وغيرها يقوم بهجوم استباقي لاسكات بعض الاصوات الراديكالية وجميعها تتبارى في سباق محموم لتغيير المحصلة النهائية لمجريات الاحداث لصالحها.

 
ودول الاقليم التي دأبت على تصدير ازماتها الداخلية الى دول الجوار, وتعيش هاجس اطماع تاريخية مزمنة واحلام شوفينية عفا عليها الزمن, واخرى تجد نفسها منساقة الى وسط الحلبة تحت وطأة وهج جذوة الصراع التي تفرض نفسها على الجميع دون هوادة, وتنتشر كالنار في الهشيم لتفسح المجال امام حركات الانفصال, وتغري الدول المحتلة بمزيد من التشبث بمواقفها الاستباقية المتشددة.
 
وفي الحروب ونتائجها عادة ما تتغير بنية الدول تحت وطأة التهجير الديموغرافي القسري نتيجة للتطورات الميدانية العسكرية التي تغري بفرض الامر الواقع مثل ما حدث في الحرب الكونية السابقة مما يعني ان خارطة المنطقة سوف تتغير ولن تعود الى سابق عهدها بسبب تشبت مختلف الاطراف بمواقفها, وبما تعتقد انه مكتسبات مستحقة املتها التطورات والمواقف الجديدة.
 
والمفاوضات الجارية برعاية الدول الكبرى التي تتبنى فيها كل دولة وجه نظر الطرف المقابل لم تصل الى نتيجة حاسمة, بل انها اصبحت تدور في حلقة مفرغة لا نهاية لها لازدواجية المعايير التي تمارس من خلال المؤتمرات واللقاءات التي لم تتمخض الا عن ضياع الوقت والجهد, والتغطية عما يدور ميدانياً من انتهاكات فاضحة بحق المدنيين وحقوق الانسان في ظل صمت المجتمع الدولي, وغياب فاعلية مجلس الامن الذي عطلت دوره لعبة التصويت اللامسؤولة لبعض الدول الاعضاء.
 
والربيع العربي الذي شهد مدا وجزرا في بعض الاماكن سوف يجد طريقة في اماكن اخرى بفعل القوة الذاتية المحركة له المتأثرة بعوامل الزمان والمكان ,كذلك الحركات الاصولية باوضاعها المختلفة التي ما لبثت تبحث عن مخرج , الامر الذي يعني ان عدم الاستقرار وغياب الحل سوف يرافق المجتمعات لعقود قادمة تغذيها المشاكل المعلقة التي لم تجد حلولاً مجدية تمكنها من الوصول الى حالة سلام واستقرار دائمين.
 
والعالم العربي الذي يجد نفسه في بؤرة الصراع الذي يجري فوق ارضه وتحت سمائه لا يستطيع ان يقف موقف المتفرج وتجاهل مسؤولياته القومية والامنية , او النأي بالنفس عما يدور حوله لانه بالمحصلة سيكون الخاسر الوحيد في التسويات النهائية المنتظرة وفي هذا الصدد لابد من تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك , وتعزيز التصنيع التقني , ودعم التبادل الاقتصادي والتجاري البيني , وتحصين الجبهة الداخلية بتعميق النهج الديمقراطي وترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى الفرد مادياً ومعنوياً , وتجاوز الخلافات البينية والازمات المحلية على اساس لا غالب ولا مغلوب , وطي صفحة الماضي المؤلمة وقبول الراي والراي الاخر , وان يكون للجميع مكانه اللائق به تحت شعار المواطنة الصالحة , مما يمهد للطريق للخروج من حالة التلقي للاحداث الى حالة الفعل والمشاركة فيها , وحجز مكان في الصيغة النهائية للنتائج المرتقبة , وضمان دور فاعل في الحل النهائي لمشاكل المنطقة .