Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2020

تونس: الخلافات تعصف بحزب القروي ورئيس كتلته البرلمانية يقاضي حزبي التيار الديمقراطي والدستوري الحر بتهمة «التهديد بالقتل»

 حسن سلمان

تونس – « القدس العربي»: تتواصل تداعيات تجديد البرلمان التونسي ثقته برئيسه راشد الغنوشي داخل الطبقة السياسية، حيث بدأت الخلافات والانقسامات تعصف بحزب قلب تونس الذي فضل أغلب نوابه التصويت ضد لائحة سحب الثقة من الغنوشي، فيما قام بعضهم بالتصويت لصالحها، في حين اتهم رئيس كتلته البرلمانية حزبي التيار الديمقراطي والدستوري الحر بشن حملة “تخوين” وتهديد واسعة ضد نواب حزبه، متوعداً باللجوء للقضاء في وقت تعرض فيه رجل الأعمال المصري القريب من نظام السيسي، نجيب ساويرس، إلى موجة انتقادات بعد محاولته التدخل في الشأن التونسي، عبر مهاجمة حزب قلب تونس وتخوينه.
وكان البرلمان التونسي جدد ثقته برئيسه راشد الغنّوشي، حيث سقطت اللائحة المقدمة من بعض الكتل البرلمانية لسحب الثقة منه، بعد فشل الموقعين عليها في جمع الإمضاءات اللازمة لهذا الأمر.
وعقب قرار تجديد الثقة، أعلنت البرلمانية ليليا بالليل استقالتها من حزب قلب تونس، مبررة ذلك بتعرّضها لضغوط من قبل قيادة الحزب كي تصوت ضد لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان. وأكدت أنها صوتت لصالح اللائحة “وفقاً لقناعاتي وواجبي الوطني، وحفظاً لأمانة الناخبين الذين منحوني الثقة”.
فيما كشفت البرلمانية آمال الورتتاني عن خلافات كبيرة داخل الحزب بسبب لائحة سحب الثقة، حيث دونت على صفحتها في موقع “فيسبوك”، وخاطبت مقدمي اللائحة: “لم أمضِ معكم العريضة، ولا أتحمل مسؤولية فشلها. سألتكم من اليوم الأول: إلى أين أنتم ذاهبون؟ على من اتفقتم (كخليفة للغنوشي)؟ فأجبتم: نسحب الثقة منه أولاً، ومن ثم نتفاهم على خليفته! ليس لدي ثقة بكم، جربتكم في حكومة الجملي، حيث اتفقنا على حكومة بلا نهضة، ولكنكم تحالفتم معها. أنتم ترغبون أن يعمل قلب تونس كخادم لديكم، تستعملونه وقت الحاجة ومن ثم ترمونه!”.
ونعتت الورتتاني جلسة سحب الثقة بـ”مهرجان صور وكرنفال خدع”، مشيرة إلى أن من التقطوا صوراً مع بعضهم (نواب من الطرفين) لا يثق بعضم ببعض، مضيفة: “صوتت بضميري وإرادتي الحرة وبسرية مثلما تقتضي الإجراءات. رئيس الحزب (نبيل القروي) قال لنا صراحة: من يرغب بالتصويت لصالح اللائحة، أرجو أن يخبرنا موقفه ولا يقوم بغدرنا. المحافظة عل كتلتي أهم من الجميع. (…) أقبل بكل شيء إلا أن تتهموني بأني أخذت نقوداً وبعت ذمتي. من غدروا الباجي قائد السبسي بعدما جاء بهم من العدم، ليسوا مؤهلين لإعطائي دروساً. ليس لدي ولاء أعمى لنبيل القروي، وأختلف معه في مواقف كثيراً، لكن من المستحيل أن أغدر أحداً”.
من جانب آخر، نشر رئيس كتل قلب تونس، أسامة الخليفي، تدوينات تتضمن تهديدات بالقتل قال إنها تعود لقياديين في حزبي التيار الديمقراطي والدستوري الحر (من مقدمي لائحة سحب الثقة)، وعلّق بقوله: “تهديد بالقتل، تخوين، تشويه، والتعليمات واضحة: اهجموا عليهم شر هجمة الآن وبسرعة، واستهدفوا عائلاتهم. وخونوهم!”.
وأضاف في تدوينة أخرى: “بعد رصد كل حملات التشويه والتهديد بالقتل ومعاينتها إثر التصريحات غير المسؤولة والمتشنجة، والتي كان فيها التخوين هو العنوان الواضح والموثق والتي تلتها ترويج لقائمة اسمية لنوابنا على صفحات التواصل الإجتماعي القريبة والمنتمية إلى الأشخاص التالي ذكرهم، أحمل أنا أسامة الخليفي رئيس كتلة قلب تونس مسؤولية السلامة الجسدية لنواب ورئيس الحزب وقيادات قلب تونس، للسيدة عبير موسي والسيد نبيل حجي عن التيار الديمقراطي، وأدعو النيابة العمومية للتدخل فوراً”.
وعلق القيادي في حركة النهضة، محمد القوماني، على تدوينة الخليفي بقوله: “لست وحدك. كل التضامن مع السيد النائب أسامة الخليفي وكافة نواب حزب قلب تونس. الخزي والعار لأدعياء الديمقراطية والحداثة والتقدمية”.
فيما اتهم هشام العجبوني رئيس الكتلة الديمقراطية، حزب قلب تونس، بمحاولة لعب دور الضحية، حيث دوّن على صفحته في موقع “فيسبوك”: “البعض يحاول لعب دور الضحيّة ويدّعي المظلوميّة ليغطّي على تواطئه وتخاذله وانبطاحه للنهضة وشيخها. نحن لا نحرّض على أحد ولا نهدّد أحداً ومواقفنا واضحة ومعلنة وليس لدينا خطاب مزدوج، وليس من مبادئنا الغدر. كل التضامن مع صديقي النائب نبيل الحجّي ضدّ الاتهامات الباطلة والواهية والكاذبة!”.
وعلّق الحجي على تدوينة الخليفة بقوله: “بلغني أن أسامة الخليفي يتهمني بالتحريض ضده وينسب لي حملات تشويه وتهديد بالقتل. الله تعالى قال “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”. الحقيقة لا تستحق أن أتحداك أن تثبت صحة ما قلته، أنت وجميع الناس تعرفون أخلاقي ومستواي. أقول لك فقط: عيب أن تهبط للمستوى هذا من الادعاء الباطل. على فكرة، يمكنني مقاضاتك على ما نشرته بتهمة “الإيهام بوقوع جريمة”. لكني لن أزيد عليك، لأنه ليس من السهل على السياسي خسارة أنصاره وناخبيه، والاكتفاء فقط بناخبي النهضة وائتلاف الكرامة”. ورد الخليفي بقوله: “بلغني أن الزميل نبيل حجي طلب مده بالبرهان على ما تفوه به من خطاب ممزوج لتشويه قلب تونس ونوابه والتشكيك في مصداقية وتشويههم، وهو ما نتج عنه حملة ممنهجة وصلت إلى التهديد بالقتل والتخوين، وهذا الدليل كما طلب لعله لم يكن في وعيه عندما تفوه بمثل هذا كلام ولعله يعلم ما اقترف من ذنب لا يليق بنائب شعب تجاه زملائه. لن أرد على ما جاء في آخر حواره من حلم صعب المنال ليس هو وحده من يتمناه، بل كثيرون مثله، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه”.
ونشر الخليفة مقتطفات من حوار لحجي، يؤكد فيها أن المتضرر الأكبر من سقوط لائحة سحب الثقة من الغنوشي “ليس الـ97 نائباً الذين صوتوا للائحة، بل هو حزب قلب تونس الذي خسر ما بقي له من المصداقية (…) وسنرى تشكيلاً جديداً لبعض الكتل في العهدة النيابية القادمة”، وهو ما اعتبره الخليفي محاولة للتحريض ضد حزبه واستمالة عدد من نوابه بهدف دفعهم لمغادرة الحزب.
على صعيد آخر، تعرض نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري المقرب من نظام السيسي، لحملة انتقادات واسعة بعد محاولته التدخل في الشأن التونسي، حيث دوّن ساويرس على حسابه في موقع “تويتر”، عقب فشل لائحة سحب الثقة من الغنوشي: “الله يكون مع تونس. باع بعض النواب ضميرهم وباعوا بلدهم للشيطان. على حزب قلب تونس أن يغير اسمه، فتونس الآن بلا قلب وخانها من لا قلب أو ضمير له”.
وخاطب ناشط يُدعى حمزة بن معاوي، ساويرس بقوله: “ما دخلك في تونس، راشد الغنوشي والنهضة لم يأتوا عن طريق انقلاب وعن طريق قتل شعبهم مثل السفاح السيسي الذي تموله، بل أتوا عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة شهدها الجميع ولن يذهبوا إلا بإرادة الشعب التونسي. خليك في مشاكل السيسي، فمن ينطق بأي كلمة في مصر يتم سجنه!”.
وأضاف ناشط آخر يُدعى ضياء صفوان: “نحن فى تونس ندير الخلاف والاختلاف تحت سقف الدستور وفي البرلمان، وهو أمر صحي. عندما يصبح الخصم السياسي عدواً وهزيمته إلغاءه من الوجود مثل الحالة المصرية، فاعلم أننا فشلنا. وصل الغنوشي لرئاسة البرلمان بالانتخاب، وسحب الثقة تم بالانتخاب، وتلك هي الديمقراطية. تحيا الحرية والديمقراطية”.
يُذكر أن ساويرس أثار في وقت سابق جدلاً كبيراً في تونس، عقب استقباله في قصر قرطاج من قبل الرئيس السابق الباجي قائد السبسي، حيث استنكر سياسيون ونشطاء تونسيون هذه الزيارة، مذكّرين بدوره الكبير في دعم الانقلاب العسكري في مصر.