Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2017

صهيوني عرف من أين تؤكل الكتف العربية - يوسف عبدالله محمود
 
الراي - غازي السعدي الذي ارتبط اسمه بِـ «دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية» والذي يرقد حالياً على سرير الشفاء في احد مستشفيات العاصمة عمان، كاتب ومحلل سياسي ومترجم من طراز رفيع، له العديد من المؤلفات منها المترجم وغير المترجم، وجميعها تتناول ابعاد القضية الفلسطينية الى جانب القضايا العربية الأخرى.
 
باحث ضليع في الشأن الأميركي. خصّ بترجماته بعض مذكرات «شخصيات صهيونية، لعبت دوراً كبيراً في الحياة السياسية الأسرائيلية الى جانب دورها في الحروب العربية /الأسرائيلية.
 
سأتناول هنا كتابه المترجم: «أنا وكامب ديفيد» لمؤلفه موشيه دايان وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق، والذي أحسن الاستاذ غازي السعدي – شفاه الله–حيث وصفه قائلاً: « إنه خبير حرب قرأ تاريخ المستقبل ببصيرة نافذة، عبر قنوات صهيونية، حيث عرف من أين تؤكل الكتف العربية « المرجع السابق ص 5.
 
أليس هو الذي قال ذات مرة: لا أعبأ بالعرب إلاّ اذا رأيتهم صفاً واحداً!
 
دايان الغارقة يداه في دماء الفلسطينيين يفاجئنا بين عشية وضحاها انه غدا داعية الى السلام مع مصر والفلسطينيين ، وقد اصبح فيما بعد «مهندس سلام «كامب ديفيد» ! مخادع من الطراز الأول كان.
 
ففي الوقت الذي كان يتظاهر في أواخر حياته السياسية انه داعية سلام في الصراع العربي/ الاسرائيلي، يقول بالحرف: «علينا ان نجد تسوية رسمية تضمن بأن لا يشكل العرب في «دولة إسرائيل» عنصراً يسلبها طابعها اليهودي المحض ومن جهتنا يجب ان نضمن عدم قيام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن وان يكون من حقنا ان نقيم في هذه المناطق منشآت ووحدات عسكرية». الى ان يصل بعنجهيته الى القول: «إن الضفة الغربية هي «وطننا الأم» وكلما كان الأمر يأيدينا فيجب الامتناع عن تسوية نصبح بموجبها غرباء في هذه المنطقة». المرجع السابق ص 8.
 
وبخبث ما بعده خبث يضيف قائلاً: «لقد عارضت انا ايضاً إقامة الدولة الفلسطينية، ولكنني اعتقد بأن الطريق الوحيد والسليم للتفاوض مع العرب الفلسطينيين هي ان نقول لهم: إن دولة فلسطينية لن تقام ولكننا لن نضم المناطق المحتلة الى اسرائيل بدون موافقتكم» ص 9.
 
إنها المراوغة بعينها. ثعلب يرتدي ثوب الوعاظ والحكماء!
 
في كامب ديفيد في الولايات المتحدة شارك دايان وكان يومها وزيراً للخارجية في هندسة المؤتمر لعقد معاهدة صلح بين اسرائيل ومصر، وذلك في عهد الرئيس الامريكي كارتر، وكان بيغن رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك والسادات رئيساً لمصر.
 
أمام كارتر قال دايان بعنصرية «اذا منعت القدس من كونها عاصمة لإسرائيل، فإن على المانع ان يمسح ثلاثة آلاف سنة من تاريخ الشعب اليهودي المتعاقبة في الفترة التي كانت فيها القدس عاصمة لهم». كان دايان كبيغن يرفضان اي حديث عن إقامة «دولة فلسطينية» عاصمتها القدس الشرقية. ما يريدانه هو «ادارة حكم ذاتي للعرب في المناطق» ص 179.
 
كان الرئيس الأميركي كارتر غاضباً من مراوغة بيغن ودايان من استحقاقات السلام بالنسبة للقضية الفلسطينية.
 
وفي اشارته الى هذا الموقف الثابت يقول دايان في كتابه: قال لنا الرئيس كارتر: «هناك ثلاثة عناصر لا يمكن لأي زعيم عربي تجاهلها او ان يتنازل عنها حتى بما فيهم السادات، اولها الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة، ثانياً عودة القدس الشرقية للسيادة العربية بما فيها الجامعة العبرية والأماكن اليهودية المقدسة –حائط المبكى-، ثالثاً حل القضية الفلسطينية بكل بنودها. وهذه العناصر التي تصر كل من الاردن وسوريا والسعودية ومصر على تحقيقها، وانا لا اعتقد ان بامكانهم ان يتخلوا عن هذه الامور». ص 189.
 
في الختام استحضر كلمات المترجم غازي السعدي حول اتفاقيات «كامب ديفيد» «اننا نرى فيها اليوم ملامح ماضٍ اندثر فأصبحت مجرد اوراق، يجدر بها ان تحتل ركناً في زاوية متحف يُعنى بمخلفات الأزمنة الغابرة» ص 6.
 
إن اتفاقيات كامب ديفيد كانت فعلاً مجرد اوراق لا قيمة لها لانها لم ترس سلاماً حقيقياً بين اسرائيل والعرب. ويكفي ان نستمع بعدها لديان وهو يوضح موقف اسرائيل من القدس امام الجمعية العمومية: «القدس بالنسبة لنا هي عاصمة اسرائيل الابدية، ولن نقبل بغير ذلك سواء اعترف الآخرون او رفضوا الاعتراف بها كعاصمة لنا». ص 197.
 
أتساءل اليوم والعرب مختلفون فيما بينهم: اين قضية فلسطين منكم؟ هل تخليتم عنها؟ القدس امانة في اعناقكم. سَتُسألون عن المسجد الأقصى المأسور حين تقفون بين يديه سبحانه وتعالى. خلافاتكم هدية تقدمونها لإسرائيل! تجاوزوها إكراماً لفلسطين ولعروبتكم.