Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-May-2019

مواطنون عرضة للانصهار!* مكرم الطراونة

 الغد-درجات حرارة قاسية عاشتها المملكة الأسبوع الماضي، والتي بلغت في عمان الجبلية نحو 40 درجة مئوية، فيما شهدت العقبة حظرا للتجوال خوفا على سلامة المواطنين بعد أن وصلت الحرارة إلى درجات قياسية.

وكما كان فصل الشتاء الماضي شديد البرودة في معظم أوقاته، فمن المتوقع، في ظل التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم ويستسلم أمامها، أن نشهد صيفا شديد الحرارة، وهذه قاعدة لم نخترعها فهي أمر طبيعي لا نقاش فيه أو جدل.
ولن نطالب الحكومة بوضع مكيفات في كل منزل أو مد المواطنين الفقراء بمراوح لإنعاشهم صيفا ومساعدتهم على مواجهة موجات الحر القادمة، فكما نعلم استنادا للتجارب العديدة السابقة فإن الحكومة تأخذ ولا تعطي سوى شعارات وأوهام تسوقها في أرقام تلو أرقام ما أنزل الله بها من سلطان.
ولسنا أيضا نعيش في ظل وكنف حكومة يتسابق المعنيون فيها إلى حل مشاكل الناس والتخفيف عنهم أعباء الحياة بعد ما انهكتهم ضرائب عديدة، بينما لم تتوفر لهم في مقابلها الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ونقل بمواصفات وجودة مرضية ومعقولة.
لا ينتظر المواطنون ذلك، فكل أحلامهم أن يتوقف الزحف نحو جيوبهم إلى هذا الحد فقط، كونهم أكثر عقلانية ويدركون جيدا الأوضاع الاقتصادية التي ترزح المملكة تحت وطأتها، فيما الأزمات السياسية تحيطها من كل مكان.
سكان الأغوار، مجموعة من المواطنين الذين يقبعون قرب أخفض بقعة على وجه الأرض، وتشهد مناطقهم، بحكم موقعها الجغرافي، درجات حرارة عالية جدا، ويعانون في معظمهم من الفقر والعوز، إذ أنهم في غالبيتهم إما مزارعون يعانون الأمرين، أو موظفون حكوميون يقتاتون على القليل.
ورغم كل معاناتهم الظاهرة للقاصي والداني، إلا أن شركة الكهرباء لم ترحمهم في شهر الرحمة، ففوق صبرهم وصيامهم واشتداد الحرارة عليهم يعانون من انقطاعات كهربائية تزعم الشركة أنها كانت لوقت قصير!.
سكان تلك المناطق عبروا عن أنفسهم لوسائل الإعلام بحرقة وألم عندما وصفوا حالتهم بأنهم “انصهروا” جراء الحر وانقطاع الكهرباء، بينما نقول نحن إنهم لم ينصهروا، فمن انصهر هو كل مسؤول يستخف بما حدث ويتعامل معه وكأنه عارض، وليس مصيبة تستوجب إقالته إن لم يقدم هو بنفسه على الاستقالة، كما يستوجب معاقبته بأن يجلس في أحد تلك المنازل التي عانت من انقطاع الكهرباء في ذات درجة الحرارة وفي نهار صوم ليعلم أي مصيبة ارتكبها بحق هؤلاء.
من العار أن نترك أطفال تلك الأسر بلا كهرباء حتى لو كانت لمدة دقيقة واحدة فقط. ومن العار أن نتحدث عن هموم الناس وأننا نتلمسها، فيما الحقيقة هي أننا نحن من يصنعها. هذا هو العار في حد ذاته!.