Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2019

قمة في غاية الأهمية*صالح القلاب

 الراي-ليس أعتقد وفقط بل أجزم أن قمة أمس الأول الثلاثية، التي جمعت جلالة «سيدنا» وكلاً من الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيا دس ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، من أهم اللقاءات التي احتضنتها العاصمة الأردنية عمان في السنوات الماضية فهاتان الدولتان «المتوسطان» كانتا ودائماً وأبداً مع العرب ومع القضايا العربية ثم وبحكم إقامتي في نيقوسيا في بدايات ثمانينيات القرن الماضي لنحو ثلاثة أعوام وأيضاً بحكم ترددي المستمر على أثينا ولقاءاتي مع مسؤولين كباراً ومع قادة أحزاب رئيسية وصحافيين في هذين البلدين فإنني أعتبر أن هناك قصوراً عربياً بصورة عامة في هذا المجال الذي من المفترض أنه حيويٌّ وضروري سابقاً ولاحقاً.. والآن ونحن بانتظار توقعات خطيرة.

 
لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً ويقيناً أن هذه اللفتة «الاستراتيجية» والهامة لجلالة الملك عبدالله الثاني واستضافة الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني وفي هذه اللحظة تدل على بعد أفق وعلى إدراك بعيد النظر للجوار «الاستراتيجي» فهاتان الدولتان أقرب الدول الأوروبية إلينا، جغرافياً ووجدانياً وسياسياًّ، وكانتا دائماً وباستمرار مع قضايانا الأساسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لها بالنسبة للأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، كل الأولوية.
 
وهنا علي أن أشير إلى أنَّ إبعاد القبارصة واليونانيين والإيطاليين أيضاً عن مصر، وكانت أعدادهم بالألوف بعد ثورة عام 1952 الذين أقاموا فيها لسنوات طويلة، ولعبوا أدواراً رئيسية في الإقتصاد والسياسة والثقافة وكل شيء، كان بمثابة خطأ كبير اعترف به حتى كبار المسؤولين المصريين إن في الفترة الناصرية وإن بعدها وهذا ينطبق على الرأي العام في مصر إنْ سابقاً وإن لاحقاً.. وحتى الآن.
 
عندما اشتد المرض على المطران مكاريوس الثالث الذي كان أول رئيس لقبرص الموحدة التي كان يتآخى على أرضها اليونانيون، الذين هم من أصول يونانية، والأتراك المسلمون طلب أن يكون دفنه في أعلى قمة جبل «ترودوس» الشهير وأن يكون باب ضريحه في اتجاه الغرب أي في اتجاه أوروبا وأن تكون فيه «نافذة» مفتوحة نحو الشرق أي نحو المنطقة العربية ونحو القدس التي تضم كنيسة القيامة وتضم أيضاً المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وهذا على اعتبار أن أهل هذه الجزيرة الجميلة غالبيتهم أرثوذوكس مسيحيون والباقي أتراك مسلمون.
 
ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن المواقع الإسلامية في هذه الجزيرة الجميلة، التي وصفها معاوية بن أبي سفيان للخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لإقناعه بضرورة «غزوها» بأن صياح ديكتها يسمع في الفجر من بانياس السورية، ومن هذه المواقع مسجد «أم حرام» قبالة مطار لارنكا من الجهة الغربية وأم حرام هذه هي شقيقة مرضعة الرسول، كما يقال، وأنها جاءته صلوات الله عليه وقالت له أنها رأت في منامها أن الجيوش الإسلامية تعبر «اليم» وهي معها وأنه قال لها: ابشر بالفتح يا أم حرام..وأن أبا سفيان عندما أرسل جيشه لفتح هذه الجزيرة أرسل أم حرام معه..وأنها بمجرد الوصول إلى شواطئ لارنكا قد فارقت الحياة.. فدفنت هناك وبنى العثمانيون لاحقاً هذا المسجد الجميل القائم الآن فوق قبرها والذي يضم أيضاً ضريح سيدة وطفلة من آل البيت وضريحي جنديين عثمانيين أستشهدا في أثينا ونقلا إلى هذا المكان القبرصي ليُدفنا فيه.