Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Apr-2017

الرعب النووي و كوريا الشمالية من ترومان إلى ترامب ! - محمد كعوش
 
الراي - في عيد الفصح يحتفل المسيحيون العرب ويمارسون طقوسهم وعاداتهم وفرحهم ، لهم أطيب التهنئة وأجمل المحبة. وبهذه المناسبة يضيء المسيحيون الشموع في معابدهم ، أو يكتفون باضاءة شمعة كبيرة ترمز الى قيامة المسيح عليه السلام.
 
وبهذه المناسبة ايضا ، أعتقد ان الرئيس دونالد ترامب اضاء شمعته الكبرى ضمن احتفالات البيت الأبيض بالعيد المقدس ، بحيث ينطبق عليه القول: « اول دخوله شمعة على طوله «. فهو ، أي الرئيس ترامب ، يشكل حالة مركبة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الأميركية ، لأنه الرئيس العلماني القادم من عالم البزنس والفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف ، ودخل الى البيت الأبيض محمولا على اكتاف اليمين المحافظ المتطرف ومن خلال اصوات الولايات الجنوبية المتعصبة.
 
لذلك تحدث هذه « الدربكة الدولية « اليوم حيث يعيش العالم حالة من التوتر المتصاعد. فقد قاد الرئيس الأميركي الجديد المزاج الدولي المرعوب الى حافة الهاوية النووية ، كل ذلك حدث قبل أن يمضي الرئيس 100يوم من عهده في البيت الأبيض !!ٍ
 
الغريب في الأمر أن الرئيس الأميركي اعطى اوامره بالقاء اكبر قنبلة غير نووية « ام القنابل « والتي تزن 11 طنا على منطقة في افغانستان في ذكرى تسليم الرئاسة الأميركية لهاري ترومان بعد وفاة الرئيس روزفلت ، وصاحب الأنفجار الكبير رسائل تهديد وتصريحات استفزازية أميركية موجهة للقيادة في كوريا الشمالية عشية الأحتفال بميلاد الزعيم الكوري الراحل كيم ايل سونغ. اعتقد ان الرئيس ترامب معجب بالرئيس ترومان واذا كان هناك من لا يعرف الرئيس ترومان ، فهو صاحب قرار قصف مدينتي هيروشيما وناكازاكي بقنبلتين نوويتين ( الولد الصغير والرجل السمين ) في شهر آب من العام 1945 وهو ، أي الرئيس ترومان ، الذي خاض الحرب ضد كوريا الشمالية. لذلك نقول: ما اشبه اليوم بالبارحة !!
 
وقبل أن يرمي الرئيس ترامب قفازه بوجه القيادة الكورية الشمالية ، وافق على قصف القاعدة الجوية السورية ( الشعيرات ) بالصواريخ البعيدة والمتطورة ، وكانت الضربة بمثابة الأختبار للوجود الروسي في سوريا ، وابلاغ المعنيين بان الولايات المتحدة لا تزال موجودة كقوة عسكرية كبرى لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها ، ولكن القيادة الروسية نجحت في احتواء الأزمة ونزع فتيل الأنجار الكبير بحكمة وعقلانية وضبط النفس.
 
في ظل هذه التطورات ارى ان التوتر الأقليمي والدولي في تصاعد ، لأن الجهود السياسية والدبلوماسية لم تنجح في انهاء اي من مسلسل الأزمات الأقليمية والدولية بل زادتها تعقيدا. واذا كانت القيادة في موسكو نجحت في تجاوزالأزمة الطارئة مع واشنطن ، الا ان تداعيات العملية العسكرية الأميركية أنعشت التنظيمات المتطرفة ، وزادت من منسوب العنف والفوضى والعمليات والأرهاب في المشهد السوري على حساب الحل السياسي والجهود الدبلوماسية. أما بالنسبة للمواجهة الأخطر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ، والتي قادت العالم الى حافة الهاوية ، أو « وضعت العالم على كف عفريت « هي في تصاعد ، لأن الرئيس الأميركي هدد بعمل احادي ومنفرد ضد بيونغ يانغ ، اذا لم تستجب للمطالب الأميركية التي ابلغها ترامب للرئيس الصيني في زيارته لواشنطن قبل ايام قليلة ، كما ارسل ترامب نائبه مايك بينس الى سيؤول لدراسة الموقف. ولكن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون ، رغم التصعيد في حدة التوتر بين البلدين ، هدد بالرد على اي عمل عسكري اميركي ضد بلاده ، وان « كوريا الشمالية لن تقف مكتوفة الايدي « ، وقام باستعراض عضلاته وصواريخه واسلحته الأستراتيجية في العيد الوطني والاحتفال بذكرى ميلاد كيم ايل سونغ ، وهي بمثابة رسالة الى واشنطن.
 
وما بين تهديدات الرئيس ترامب ، الذي لا أحد يستطيع التنبؤ بردود افعاله ، ورد الزعيم الكوري الذي لا أحد يستطيع التكهن بافعاله أو ردوده أيضا ، أرى ان العالم بلغ ذروة القلق وحبس انفاسه خشية صدور أي قرار متهور او تصرف احمق من أي جهة من الطرفين.. والله يستر !!