Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2017

اللعب على حافة الهاوية !! - محمد كعوش

 

الراي - الحكومات الغربية تخدع شعوبها في خطابها السياسي الموجه ، عندما تعلن انها ارسلت طائراتها وبوارجها وجيوشها لقتال التنظيمات المسلحة الأرهابية في سوريا واليمن والعراق وليبيا ، حتى في مصر التي تقاتل وحدها ، لا نرى لهذه الدول أي دور عسكري او سياسي او اعلامي مساند في الحرب على الأرهاب.

 
هذا الخطاب السياسي الغربي المنافق لم يتغير حتى الآن رغم وصول الأرهاب المتوحش الى مدن أميركا واوروبا ، حيث ضرب الأرهاب الجوال معظم العواصم الغربية عبر التفجيرات أواشعال الحرائق او عمليات الدهس والطعن ، وهي العمليات المدانة التي تستفز الشعوب وتحض على الكراهية ، وتقود الى احياء مشاعر التمييز العنصري في اوساط المجتمعات الغربية التي تتحرك نحو اليمين المتعصب ، بشكل يهدد بنشوب الصراع الديني أوصدام الحضارات.
 
الذين يدعمون التنظيمات المتطرفة المسلحة على الصعيدين الأقليمي والدولي نجحوا في تشويه العقيدة الدينية الأسلامية وضرب الهوية العربية واثارة مشاعر الكراهية ضد العرب والمسلمين في بلاد الغرب. كلنا نعرف أن الدول الداعمة والراعية للارهاب بمختلف اسمائها وعناوينها تحشد جيوشها وتستخدم أموالها وتجيّش وسائل اعلامها تحت عنوان ضرب تنظيم داعش ومحاربة الأرهاب في كل مكان ، ولكنها في الحقيقة تسعى الى تغيير الأنظمة في بعض الدول العربية المستهدفة بهدف تقسيمها الى دويلات عرقية وطائفية.
 
من يتابع او يرصد البرامج ونشرات الأخبار يلاحظ الازدواجية الإعلامية التي تمارسها الفضائيات المدعومة والموجهة ، وهي كثيرة ، فهي تحرّض على التطرف الفكري الديني وتعزز التعصب المذهبي والطائفي وتنشر ثقافة « الجهاد « ضد الأنظمة ، وتروّج للانتصارات الوهمية التي تحققها التنظيمات عبر عملياتها الأرهابية، وفي الوقت ذاته نسمعها تتحدث باعتزاز عن محاربة الارهاب.
 
وعندما نتابع ما يحدث في بر سوريا وسمائها نكتشف حقيقة التوجه الأميركي والغربي الحقيقي ، فالصواريخ المتطورة لم تدخل الى سوريا لضرب داعش ، والطائرات الأميركية باعتراضها الطائرة السورية واسقاطها أخيراً، باتت تشكل غطاء جويا للتنظيمات المسلحة لحمايتها ، كما أن قصفها لأهداف عشوائية في الرقة ودير الزور قتل من المدنيين اضعاف ما قتل من التنظيمات الأرهابية، كل ذلك يحدث بهدف حماية التنظيمات المتطرفة، عرقلة تقدم الجيش السوري في مناطق محددة.
 
يبدو ان التطورات التصعيدية المتسارعة الاخيرة في المشهد السوري ، وعلى الصعيد الاقليمي عقّدت الأمور اكثر ، لأن الاعتداءات الأميركية المتكررة ، وقصف ايران لأهداف داخل سوريا بالصواريخ متوسطة المدى ، وتجميد التنسيق بين موسكو وواشطن بشأن العمليات الجوية ، والعتب والغضب التركي من الدعم الأميركي للفصائل الكردية ، وتفاقم ازمة الخليج ، كل هذه التطورات توسع دائرة الخلافات وتحدث تغييرات دوارة في التحالفات وقد تقود المنطقة كلها الى الى حافة الهاوية.
 
رغم كل هذه التطورات ، من الصعب أن تصل الأمور بين موسكو وواشنطن الى حد الأشتباك ، كما من الصعب نشوب صدام عسكري بين ايران وواشنطن في المدى المنظور ، رغم الرسائل التي قالت طهران ان صواريخها حملتها الى كل الجهات. ولكن أمام التسارع في تغيير التحالفات والمصالح ، كل شيء يتغير قابل للتغيير ، وتبقى الابواب مفتوحة امام احتمالات قد لا نتوقعها.. فجأة.
 
في النهاية نستطيع القول ان النظام السوري خرج من عنق الزجاجة ، وان الجيش السوري أخذ زمام المبادرة بدعم روسي مطلق ، وبدأ يتقدم بسرعة اكثر في كثير من المناطق ، وان الأزمة السورية بدأت تتفكك خصوصا بعد نجاح المصالحات ، الا أن الطريق أمام الحل السياسي الشامل ما زالت غير سالكة لا في استانا ولا في جنيف ، وما يقلق كل الأطراف تلك التطورات في المشهد الأقليمي وليس في سوريا فقط ، كما أن الموقف الأميركي المندفع الى الأمام بقوة يثير محاوف الجميع من افشال الجهود السياسية وعرقلة الحل وتسخين كل الجبهات ، وخلط ألأوراق من جديد من خلال الأصرار على حماية التنظيمات المتطرفة واقامة اقليم كردي في الشمال السوري ، وهي ضربة قاسية موجهة لسوريا وتركيا وروسيا وايران معا.