Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2017

سياسيون: إعلان ترامب انقلاب أميركي خطير وإنهاء لعملية السلام

 

زايد الدخيل
عمان -الغد-   في الوقت الذي شكل فيه إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده اليها، فعلا لم يجرؤ عليه سابقوه منذ قيام اسرائيل، اعتبر سياسيون هذا الاعلان "نهاية للعملية السياسية والتسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين".
وتحدثوا لــ"الغد"، محذرين من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على السلام وأمن واستقرار المنطقة والعالم، مشددين على التمسك بالموقف الثابت والراسخ، بألا دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية عاصمة لها، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وبينوا ان الاعلان الاميركي الذي يجعل أميركا أول دولة في العالم، تعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، يمس أساس التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مؤكدين ان أي قرار بهذا الشأن، يجب أن يأتي في إطار مفاوضات بين الطرفين.
واعتبر استاذ العلاقات الدولية الدكتور محمد مصالحة، ان ما يعلنه ترامب "خروج سافر عن تقاليد الادارات الاميركية المتعاقبة، التي التزمت بتأجيل تنفيذ نقل السفارة للقدس منذ عام 1995، لتفادي حدوث ردود فعل حادة في فلسطين، والدفع بالمنطقة والعالم العربي والاسلامي للتوتر وعدم الاستقرار، وافشال العملية السلمية والتسوية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائليين".
وقال مصالحة، ان أميركا قد تتخذ القرار برغم جهود الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني مع الادارة الاميركية ولجان الكونجرس، ومواقف زعماء عرب ودول اسلامية، عارضوه، لما يمثله من خرق للقانون الدولي، في ظل بقاء القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي.
وبين مصالحة انه "لا يجوز اجراء اي تعديل على وضع القدس الطبيعي والقانوني، او في ارثها الاسلامي والمسيحي"، مشيرا الى ان ادارة ترامب تفتقر في قرارها للحكمة، جراء اندفاعها وخطأ حساباتها السياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية، بخاصة محور مركزية القدس في الصراع العربي- الاسرائيلي.
واشار المصالحة الى ان القرار، مخالفة صريحة لاعلان واشنطن عام 94 عند توقيع معاهدة السلام الاردنية - الاسرائلية، والذي اعطى الاردن حق الوصاية على الاماكن المقدسة في القدس، حتى معالجة قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها القدس. 
بدوره؛ اشار وزير الخارجية الاسبق كامل ابو جابر، الى ان القرار ينسف العملية السياسية، وينهي مبادئ اتفاق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
واعتبر ابو جابر ان الاعلان أيضا، ينهي دور اميركا، كوسيط رئيس للسلام والتسوية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائليين، لتصبح اميركا طرفا منحازا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبين ابو جابر ان الفلسطينيين طوال ربع القرن الماضي تقريبا من عمر العملية السياسية مع الإسرائيليين، رفعوا شعار دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية. واستندوا في شعارهم ومطلبهم للقرارات الدولية، وراع أميركي للسلام، مبينا ان هذا الراعي والمشرف المباشر للتسوية السياسية بين الجانبين، غيّر توجهاته واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل فقط.
واعتبر ابو جابر الاعلان، مزعزعا للأمن والاستقرار في المنطقة، وسيجر العالم لمزيد من التوتر والفتنة.
وكان الكونغرس الأميركي أصدر عام 1995 قانونا يطالب الرئيس بنقل سفارة البلاد للقدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي، ولكن القانون نفسه، فسح مجالًا للرئيس بتأجيله، مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأميركية، في إقرار ضمني من الكونغرس، يفيد بأن تطبيق مثل ذلك، سيعرض مصالح أميركا للخطر، بالنظر لحساسية القدس للعرب والمسلمين في العالم.
ودأب رؤساء أميركا على التوقيع على مذكرة، تقضي بتأجيل تنفيذ القانون لستة شهور لتتكرر لازمة التأجيل، لكن ترامب ركز على موضوع نقل السفارة في حملته الانتخابية.
من جهته؛ وصف السفير السابق احمد علي مبيضين، الاعلان بـ"الانقلاب" على المواقف الأميركية والدولية الخاصة بمكانة القدس، باعتبارها مدينة محتلة ومتنازعا عليها، بخاصة وأن مكانتها النهائية الرسمية، ستقرر عبر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واعتبر مبيضين ان الاعلان الاميركي، يحمل مؤشرات ودلالات خطرة، نظرا للأهمية الكبيرة للموقف الأميركي، وما يمثله من وزن وتأثير على المستوى الدولي، وانتصارا للموقف الإسرائيلي، وتنكرا لكل الاتفاقيات والتفاهمات الدولية.
واضاف مبيضين ان القرار خطر على استقرار وامن المنطقة والعالم، وسينهي جهود استئناف العملية السلمية، مشددا على أن القدس، يجب تسوية موضوعها في إطار حل شامل، يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وحرصت الإدارات الأميركية المتعاقبة على الظهور بصورة الداعم للسلام بين العرب وإسرائيل، في ظل رفض معظمها التوسع في الاستيطان بعد حرب 1967، فمنذ عهد الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون، كان حل الدولتين أساسا مرجعيا للتسوية بين الجانبين.
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment