Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2019

الثورة الإيرانية.. بعد أربعين عاماً!!*صالح القلاب

 الراي

بقينا نسمع أن «الثورة» كالقطة المتوحشة تأكل أبناءها وحقيقة أن هذا هو ما جرى مع الثورة الفرنسية ومع ثورات لاحقة أخرى من بينها الثورة الإيرانية (الخمينية) عام 1979 التي تحل في هذه الأيام الذكرى الأربعين لانتصارها والتي بقدر ما راهن عليها كثيرون حتى من العرب بالإضافة إلى الإيرانيين بقدر ما خيبت آمالهم وإلى حدّ أن هؤلاء وغيرهم باتوا يتمنون لو أن عرش الطاووس لم يسقط ولو أن الشاه محمد رضا بهلوي بقي على رأس هذه الدولة، التي نعتبرها «شقيقة» لكننا لم نر ولم نلمس منها إلاّ المنغصات، إلى أن سلَّم الحكم لإبنه الذي يعتبر الآن أحد قادة ورموز المعارضة الإيرانية.
 
ربما أن بعض الأنظمة العربية التي كانت تربطها علاقات متينة بالشاه محمد رضا بهلوي، رغم تجاوزاته الكثيرة على العرب المجاورين، كانت تتوجس خيفة من هذا «المعمم» القادم وكانت تتمنى لو أنه تجرع «السم الزعاف» بالفعل بعد هزيمته النكراء أمام العراق بقيادة صدام حسين الذي كانت حربه حرب الثمانية أعوام في جوهرها حربا عربية اللهم باستثناء بعض الدول التي كانت تعتبر أنها «ثورية» كسوريا في عهد حافظ الأسد وكـ «جماهيرية» القذافي.. وغيرهما!!.
 
لقد كنت ضمن الوفد الذي كان على رأسه (أبو عمار) رحمه الله، وكان الرئيس (أبو مازن) الثاني فيه، الذي بادر للذهاب هرولة إلى طهران بعد أيام من انتصار هذه الثورة وكنا نشعر أننا قد إقتربنا من فلسطين كثيراً لكنني شعرت خلال الأيام التي قضيناها هناك أنَّ عرفات ومعه محمود عباس لم يكن مرتاحاً ولقد اكتشفت وهما في مطار «مهرآباد» يستعدان للمغادرة في طائرة الشيخ زايد أن الخميني رفض طلباً بإعادة الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وأنه قد ردَّ على الطلب الفلسطيني بهذا الخصوص بالقول غاضباً: «إن هذه الجزر إيرانية وهي ستبقى إيرانية وإلى الأبد».
 
والآن وبعد أربعين عاماً فإنه عليَّ أنْ أشير إلى أن ذهاب (أبو عمار) وبتلك السرعة إلى طهران كان هدفه كسب شيعة الجنوب اللبناني الذين كان بعضهم تنفيذاً لما كان يريده حافظ الأسد يطالب بإخراج المقاومة من الجنوب خلافاً لموقف الإمام موسى الصدر، رحمه الله، وهذا هو ما حصل بعد نحو ثلاثة أعوام أي في عام 1982 وحيث كان ذلك الإجتياح الإسرائيلي الذي وصل حتى إلى القصر الجمهوري في بعبدا بقيادة ذلك المجرم إرئيل شارون.
 
إن خيبة الأمل بالثورة الخمينية لم تقتصر على الفلسطينيين والقيادة الفلسطينية ولا على بعض العرب الذين راهنوا عليها أكثر كثيراً من اللزوم وإنما أيضاً على معظم أنصارها من الإيرانيين فهي بدأت تأكل أبناءها منذ البدايات وأول هؤلاء حسين منتظري وقبله حركة «مجاهدي خلق» بقيادة مسعود رجوي ثم الرئيس أبو الحسن بني صدر ثم شريعة مداري ومير حسين موسوي ومهدي كروي وقبل هؤلاء جميعاً مهدي بازركان.. وهكذا فقد انتهت الأمور بعد وفاة الخميني إلى ما انتهت إليه وحيث أصبح هذا النظام أسوأ نظام في الكرة الأرضية.
 
إن إيران، التي كان الرهان عليها في البدايات قد وصل إلى غيوم السماء، انتهت إلى كل هذه الأوضاع المأساوية.. والأسوأ هنا هو أنها قد لجأت إلى تصدير أزماتها المتراكمة إلى الخارج.. إلى العراق وسوريا واليمن ولبنان وحيث أصبح هناك احتلال إيراني عسكري في هذه الدول كلها.. وحيث أن الرئيس حسن روحاني قد أعلن في الذكرى الأربعين لهذه الثورة أنَّ جزءاً كبيراً من الوطن العربي يجب أن يعود إلى إيران لأنه جزء من الدولة الإيرانية التاريخية على إدعائه.