Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2017

الأسرى.. بين الجوع بالإرادة والجوع بالإكراه - د. فايز الربيع

 

الراي - تتفاعل قضية الأسرى محلياً وإقليمياً ودولياً، لأن الأسير له قوانينه التي كفلها القانون الدولي، فإذا قرأت بنود حقوقه وجدت أرقى ما يمكن من حقوق، فخروجه بعد فترة زمنية واجب وعلاجه مكفول، هذا إذا كان هناك دولة تحترم القانون، وتعترف بأن الأسير إنسان يدافع عن الحرية والكرامة.
 
هناك تاريخ لإضراب الاسرى في إيرلندا مثلاً، أضرب أسرى وتوفي عشرة منهم، واتفق على أن يكون هناك يوم عالمي للأسير.
 
أكثر من ألف وخمسمئة أسير والعدد مرشح للزيادة في سجون الإحتلال مضى على إضرابهم حتى تاريخ كتابة هذا المقال حوالي ( 25 ) يوماً، عنوان الإضراب ( الحرية والكرامة ).
 
لو كان المضربون عن الطعام في دولة غير دولة الإحتلال، لوجدنا منظمات حقوق الإنسان، والصحف الأجنبية ومحطات التلفزة العالمية، إنبرت للدفاع عن هؤلاء الناس، أما أن يكونوا فلسطينيين، أو عرباً، أو مسلمين، فذلك شأن آخر، فنحن شعب أصبح مضرب المثل في أكل الحقوق، الأرض تؤكل والإقتصاد يدمر، والحقوق تداس، والقتل بدم بارد، لا أحد يسأل مادام الفاعل هو المحرك لسياسة العالم، والمسيطر على إعلامه واقتصاده حتى الأسرى الذين تحدثت عنهم وسائل الإعلام من جنود اليهود، بعد الحرب على غزة، وعلى غير عادة اليهود، يتم التفريط بهم ولا مفاوضات بشأنهم، ربما هذا وقته، أن يثار هذا الموضوع كمدخل للحديث عن فك أسر هؤلاء الناس.
 
لقد مر في تاريخنا أسرى ونذكر أسرى أول معركة مع المشركين كيف كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، الاسير في كل شرائع العالم عبر التاريخ له حقوق، فهو يتحول من مقاتل يجوز قتله الى انسان يجب الحفاظ عليه. ربما تقول إسرائيل ان هناك أسرى، أو مساجين في سجون بعض الدول العربية، نحن نعلم كيف يعاملون، و ينكّل بهم و قد قرأنا قصصاً تقشعر لها الأبدان، كيف يتم تعذيبهم، و تصفيتهم، ولكن ذلك لا يعتبر مبرراً لما يحدث في سجون الإحتلال.
 
الأسرى في سجون الإحتلال لا يأكلون بإرادتهم، و يرفضون أن يطعموا عنوة، هذا جوع بالارادة، ولهم في ذلك عنوان قضية و دفاع عن حق و أرض، ولفت نظر للعالم، لهذا الإحتلال الطويل البغيض، وبالمقابل هناك جوع بالإكراه، بطون خاوية في ربوع العالم العربي نهبت ثروات بلادهم بالفساد، أو كانت الحروب الأهلية او المذهبية او العرقية او الطائفية، سببا لجوعهم، هناك اطفال يموتون من الجوع نتيجة حصار ذوي القربى لهم، لا ماء و لا طعام و لا دواء، يأكلون العشب أو الميتة، او حتى القطط و الكلاب، أنه الجوع بالأكراه، و شتان بين الجوع بالإرادة، والجوع بالاكراه، الجوع بالارادة، حرية و كرامة، و عنوان مجد و الجوع بالاكراه، عنوان ذل و تراجع، و جشع وإنحطاط دورة تاريخية تحسب علينا، نحن لانشبه في جوعنا، جوع من في السجون، ولكن جوعنا بالاكراه، هو جزء من عدم قدرتنا على المواجهة، لأن مقدرتنا الاقتصادية تم رهنها لصالح أقليات تحكم، و أكثرية تجوع، و هذا سبب كافٍ من بين أسباب كثيرة، تؤدي الى إنهيار اي دولة، و قد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (أيّما أهل عرصة توفى فيهم إمرء وهو جائع فقد برأت منهم ذمة الله و رسوله).
 
Email: drfaiez@hotmail.com