Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jun-2019

دمٌّ على الأَيادي.. مَن أوصَل السودان إلى مُربّع المَجزَرة؟ (1-2)*محمد خروب

 الراي-اليوم..الأحد، يدخل السودان المُنهَك والجريح, الذي لم يستفق شعبه الطيب والشجاع من هول مجزرة الثالث من حزيران. يدخل مرحلة جديدة بإعلان العصيان المدني والتمسّك بالسلمية في الوقت نفسه، تُنذِر إذا ما واصَل المجلس العسكري التمسّك بخطته المتدحرِجة, الرامِية الى «تنفيس» الإحتجاجات, بعد «حِرمانها» مِن أقوى أَوراقِها, وهو ميدان التجمّع أمام قيادة للجيش، عبر ممارسة أَسوأ انواع القمع والاجراءات الصارمة, التي أتخذت أبعاداً مختلفة من المناورات وحملات التضليل وفبركة الاخبار, المحمولة على موجة اعتقالات وتنكيل ومحاولات لا تنتهي للتملِّص من مسؤولية مجزرة الاثنين الاسود, وخصوصاً في تقّزيمه عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الدعم السريع (إقرأ الجنجويد, وما أدراك ما هم ومقارفاتِهم البشعة في دارفور) ليقول لنا الناطقون باسمه أو وزارة الصحة ان العدد لا يتجاوز 46 ضحية, ثم رفعوا العدد الى 63 رغم ان العدد تجاوز المئة.

 
العصيان المدني الشامل الذي يبدأ اليوم سيكون مُؤشراً على مدى الثقة والدعم اللذين ما يزال الشعب السوداني يقدمه لقوى الحرية والتغيير ومدى نفوره من الهياكل الحزبية والسياسية المُصطنَعة التي يحاول فلول نظام البشير إظهارها عنوة, والايحاء بأن هناك قوى تدعم المجلس العسكري. ويثير الاستغراب هنا موقف حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي, الذي ما يزال حتى اللحظة يُمسِك العصا من منتصفها, ويقول: ان الجيش اسهم في «خلع» نظام البشير, لكنه (المهدي) لم يحسِم امره من مسألة المجزرة, ولم يُطالِب إجراء تحقيق دولي في المذبحة, وبالتالي لم يَدعُ الى محاسبة المتورطين, ولم يسانِد الدعوات الى حلّ قوات الدعم السريع, التي يقودها الجنرال القوِيّ حميدتي, وتسليم أسلحتها للجيش السوداني.
 
دخول رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد على خط الوساطة بين طرفي الازمة المتفاقِمة فصولاً، يُؤشِّر الى فقدان «البُعد العربي» دوره في الأحداث السودانية, وإن كان المتابِع يلمح مدى الإستقطاب والعجز (والذيلِيّة) التي بات عليها الموقف العربي, والذي يعبّر عنه بصلَف امين عام الجامعة العربية ابو الغيط, الذي بات أسير خطّ التبعية, الذي هي عليه الجامعة العربية لمحور عربي مُعيّن, عندما دعا في بيان صحافي هزيل اطراف الازمة السودانية الى «ضبط النفس», وكأني به مستشرق او مجرد سياسي اوروبي يساوي بين الضحِية والجلّاد، فيما على الجانب الاخر من المشهد يقول «الوسيط» الاثيوبي بشجاعة وبُعد نظر نادرين في هذا الزمن العربي الرديء: يجب ان لا يفلَت المجرمون من العقاب, مهما كانت الطروحات المُقدّمة. في الوقت ذاته الذي يدعو فيه «الفاعلين السياسيين» السودانيين, الى اتخاذ قراراتهم بشأن مصيرهم, بعيداً عن أي طرف غير سوداني «مهما كان». لافتاً نظر المؤسسة العسكرية السودانية الى ان مُهمّتها الاساسية, تنحصر في الذود عن حرية الوطن وسيادته وأمن المواطنين وممتلكاتهم, والقيام بدور فعّال وإيجابي في المرحّلة الإنتقالية.
 
.. للحديث صلة.