Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jul-2018

طـاقـة الـفـرج - د. محمود عبابنة

 الراي - على مدى سنوات العقد الحالي والناس تأمل بالفرج، ولا يكف المصلون في المساجد والكنائس عن الدعاء للوطن بالأمن والأمان والإزدهار والإستقرار، وأن يخفف عن العباد، وأن يطيل عمر ملك البلاد، وأن يرزقه البطانة الصالحة، حتى أن أحد خطباء الجمعة وفي أعقاب رفع الأسعار وفرض الضرائب من احدى الحكومات السابقة، قال: يا االله أنصرنا وثبت أقدامنا...فنحن إلى الوراء سائرون ونحن فقراء وبائسون...وسع علينا فقد وصل السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر، صاحب تلك الوزارة السابقة كان قادرا على تسويق ما يقوم به بحجة حماية اقتصاد البلاد من الإنهيار، وتجرع الشعب الدواء المر والوصفة المعقدة راضياً وقانعاً لعل االله وبعد الصبر الحرج أن يأتي بالفرج، إلا أن عمر هذه الحكومة انقضى دونما بارقة أمل، وبقيت طاقة الفرج مغلقة، تحمّل الناس الطيبون ذلك لمصلحة الوطن وحتى يبقى الوطن مرفوع الرأس لا تبتزه دولة أو يحط من قدره في اي مناظرة و جولة.

استبشر الناس بالحكومة التالية، وقالوا لابد في هذه المرة أن تفتح طاقة الفرج، لكن لكل شيخ في الحكومات طريقة بالوصول إلى نهاية الدرب وازالة الكرب، الذي كتب االله على شعبنا أن يعيشه في السنوات الاخيرة، وتقاسمت الحكومات المسؤولية الواحدة تلو الاخرى لتنفيذ جزء من مقاولة افقار الناس وترويضهم من قلة الحيلة بعد ان ساهمت الظروف السياسية الخارجية بالتمسك بمقولة الامن والامان، وتخلى الأشقاء والأصدقاء عن الأردن وإنتهى عمر صندوق الدعم الخليجي، كل هذه الظروف أهلت الحكومة السابقة لوضع الشعب بين خيارين، إما الدولة والأمن أو الإفلاس والفوضى، ولسان حالها يقول:- العالم تخلى عنا وليس لنا إلا جيوبكم، ألم تسمعوا أن ميزانية الدولة جيوب رعاياها، هل ترغبون أن يذل الأردن؟! هل ترغبون أن نستجدي دول الخليج ولا تجيب ،الم تسمعوا ترمب يزمجر، و يهدد بقطع المساعدات...أذن دعونا نرفع اسعار الخبز والمواد الغذائية ونعدكم بأستثناء البلابيف او البولبيف، ثم بعد ذلك صدر قانون ضريبة الدخل سيء الصيت والسمعة وكان القشة التي قسمت ظهر الجمل.
اليوم وقد تشكلت حكومة جديدة وحظي رئيسها بتوافق استثنائي لنظافته وتهذيبه وتجربته وحصل على ثقة مجلس النواب فأن بعض المؤشرات تدفعنا للتفأول ونكاد نتفاءل بمستوى الشفافية الحكومية الهادفة لتفاعل الناس مع الحدث ووضع حد للإشاعات عند اندلاق بعض القضايا الساخنة، رائع ان تبدأ معالجة مأساة بركة البيبسي ورائع ايضاً ان يتم التعامل بحزم واهتمام مع قضية مصنع الدخان المضروب والذي دخل البلاد من بوابة الشرف!! ومع كل هذا لا نستطيع ان نعطي شهادة حسن سير وسلوك وكفاءة لهذه الحكومة خلال هذه المدة الوجيزة، ولكننا ندعوها الى اجتراح حلول غير تقليدية لمحاربة الفقر والبطالة والفساد، وعلى الحكومة تشكيل خلية ازمة يكون على راس اجندتها معالجة سريعة تهدف الى اصلاح الجهاز الاداري للدولة المترهل والمتخم بالكسل والعناد وتسهيل الاستثمار المكبل واعطاء ملف السياحة المهملة اولوية قصوى لعل وعسى ان يستطيع الرئيس الجديد وفريقه فتح طاقة الفرج المسدودة منذ زمن.
mababneh2012@yahoo.com