Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Apr-2017

الوضع العربي.. اللهم لا حسد - م. وائل سامي السماعين
 
الراي - كانت فكرة الوحدة العربية تراود العرب منذ قرون, الا ان فكرة وجود تنظيم عربي موحد بدأت تتبلور معالمه خلال الحرب العالمية الثانية لاسباب عديدة منها نمو الحركات الوطنية ونشاطها ضد وجود الاستعمار والذي ادى الى استقلال العديد منها, والوعي العربي لوجود المخاطر المحدقة بهم.في 24 فبراير 1943 صرح إيدن وزير خارجية بريطانيا في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين «العطف» إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية , وبعد ها بعام في سنة 1944, اجتمعت اللجنة التحضيرية التي تضم كل سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن بصفة مراقب للتداول في انشاء كيان عربي واتفقوا على تسميته جامعة الدول العربية ,واصدروا ميثاها الذي ينص على احترام خصوصية و سيادة واستقلال كل البلاد العربية. وفي 22 مارس 1945 اي قبل تأسيس منظمة الامم المتحدة بشهور, تم تأسيس جامعة الدول العربية التي ضمت سبع دول عربية هي الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر واليمن والسعودية , حيث تم التوقيع على ميثاق الجامعة العربية من قبل هذه الدول.ومن اهم ما جاء في هذا الميثاق ,هو احترام الدول الاعضاء لسيادة واستقلال بعضها البعض, وحل الخلافات فيما بينها بالطرق السلمية بمعنى اللجوء الى المفاوضات او التحكيم. مضى على انشاء الجامعة العربية حوالي 73 عاما, خطا العالم من حولنا خطوات جبارة نحو التقدم الحضاري والانساني والتكنولوجي , وكا ن السر وراء ذلك, هو تبني تلك الدول الغربية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في 10 كانون الاول من عام 1948 من قبل الهيئة العامة للأمم المتحدة ,حيث تبنته في دساتيرها وطبقته الدول الغربية بلا استثناء , بعد حروب شرسة خاضتها في الحربين العالميتين الاولى والثانية, حيث هلك اكثر من ستين مليون انسان من جراء تلك الحروب التي كانت دوافعها الاساسية الكراهية الدينية والعنصرية البغيضة وجنون العضمة لبعض الزعماء. ومن اهم ما جاء في المواد الثلاثين في الاعلان العالمي لحقوق الانسان, هي ان الناس جميعا يولدون أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، ,وان لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي, وان لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة, وان الناس سواسية أمام القانون ،وان لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وان لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل, وإن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة, وان لكل شخص الحرية في التنقل والتملك والتمتع بجنسية ما. جميع دساتير الدول الغربية تحتوي في بنودها مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان و على هذا الاساس تستقبل الدول الغربية اللاجيئين وتعطيهم حق التمتع بالجنسية, بينما ما زالت غالبية الدول العربية تمنع هذا الحق عن مواطنيها الذين عاشوا على اراضيها عشرات السنين. ميثاق الجامعة العربية ينص على معظم ما ورد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ولكن تفعيله في الدول العربية متفاوت من غائب الى تفعيل خجول جدا, وهذا من احد الاسباب الرئيسية التي تعاني منها الشعوب العربية في الحصول على ابسط حقوقها الاساسية كما وردت في الاعلان العالمي لحقوق الانسان , فالقوانين وخصوصا قوانين الاحوال الشخصية في غالبية الدول العربية تميز ضد مواطنيها, ولهذا الحريات بجميع اشكالها والحقوق الاساسية مفقودة. اضف الى هذا كله لم تحترم بعض الدول العربية استقلال وسيادة اعضاء اخرين في الجامعة العربية ولم تلجاء الى التفاوض او التحكيم لحل النزاعات بالطرق السلمية ,فشن البعض الحرب على دول مجاورة له , مما استدعى البعض لطلب النجدة من الغرب , وهكذا غرقنا في صراعات و حروب ضد بعضنا البعض,ناهيك عن الحروب الاهلية التي اساسها يعود الى عدم اعترافنا الحقيقي في مبادىء الاعلان العالمي لحقوق الانسان , وهو ما ادى الى عدم جدية في التطبيق,لان البعض يرى ان لنا خصوصية تختلف عن باقي البشرية ولا يجوز كسر هذه الخصوصية , وان هذا الاعلان هو بمثابة مؤامرة على العرب والمسلمين, فمارسنا ما كانوا يمارسونه في حروبهم القذرة على اسس دينية وطائفية وعنصرية,ولم نتعلم من الدروس والعبر ومن تجارب الاخرين , فوصلنا الحضيض ,واستغل الصديق قبل العدو نقاط ضعفنا لأحاكة المؤامرات فيما بينا , وكنا بجهلنا شركاء من الطراز الاول فيما وصلنا له من تردي اوضاع , فاصبحنا نقتل بعضنا البعض على اساس الهوية الدينية والطائفية. هذا الوضع العربي لا نحسد عليه,فهو يفسر التعنت الاسرائيلي في عدم مد يد السلام ليد السلام العربية الممدودة لهم منذ سنين ,بل و يستغلونه سياسيا , حيث يظهرون للغرب ان هناك صدام فكري وحضاري بين العرب والغرب, ويصورون للعالم ان العرب يريدون ابادة الشعب اليهودي وهو ما يمنع تحقيق السلام , وعليه هاجسهم الامني مبرر, وان اسرائيل هي الاقرب فكريا للغرب.جلالة الملك عبدالله الثاني مدرك لهذه الحقائق ,حيث يبرز ذلك في دوره المحوري نيابة عن العرب في لغة الخطاب الحضاري الذي يتحدث به مع العالم ,وفي سياسة الاردن المعتدلة , مما يجعل الاردن محل تقدير واحترام من العالم والشعوب العربية التي ترى في الاردن ملاذا امنا من ويلات حكوماتها.
 
waelsamain@gmail.com