Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Oct-2018

َ في انتظار «قرارات»المركزي الفلسطیني..أو حكایة ابریق الزیت التي لا تنتھي - محمد خروب

الراي - في انتظار «قرارات»المركزي الفلسطيني..أو حكاية ابريق الزيت التي لا تَنتهي عادت «الحرارة» الى تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بعد صمت لافت لاذ به هؤلاء،إثر الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمود عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة،والذي كان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات قد قال في اكثر من مقابلة صحفية ولقاء تلفزيوني:إن عباس بصدد»بقّ البحصة» والإعلان عن قرارات حاسمة،واصفا اياها كـ»تسليم مفاتيح السلطة...لإسرائيل».

شيء من هذا القبيل المتكرِّر لم يحدث،بل ان عباس بادر الى نشر الانقسام الفلسطيني في المنظمة الدولية،صاباً جام غضبه على حركة حماس،مُسهِبا في الشرح حول خطايا ومقارفات تلك الحركة,لتبرير العقوبات غير القانونية على قطاع غزة,حيث يعلم عباس قبل غيره,ان من يدفَع ثمن هذه العقوبات غير المبررة،هم ابناء القطاع،وليس مسؤولو حماس او كوادرها الذين لديهم ما يكفيهم من الاموال والعوائد،التي تَقيهِم شر المجاعة والعوَز وتوفِّر لهم أسباب الحياة المقبولَة نسبيّاً.
«الحرارة الكلامية»الفلسطينية العائدة،جاءت من خلال تصريحات اخذ عباس ونائِبه في حركة فتح محمود العالول، كذلك عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صالح رأفت..على عاتقهم،مهمة الترويج لسلسلة اجتماعات عكفت وتعكِف عليها «القيادة الفلسطينية»!! بادئة باجتماع لحركة فتح ثم التئام اللجنة التنفيذية (كان مُقرَّرا يوم امس)،يليه اجتماع المجلس «الثوري»لحركة فتح.كل ذلك بهدف الوصول الى الاجتماع»الحاسِم»للمجلس المركزي لمنظمة التحرير يوم 26 الجاري.استبقَه عباس بتصريح قال فيه: اننا «سنكون (مُضطّرين) لتنفيذ كل ما يُؤكِّد عليه المجلس المركزي.
ثمة مؤشرات على ان كل ما يجري،لا يزيد عن كونه استمرارا لشراء الوقت،التي استمرأت مؤسسات السلطة والمنظمة وحركة فتح اللجوء اليه عند كل منعطف,بم ا في ذلك المنعطف الاخطر الذي بات يواجه القضية الفلسطينية الآن وهو التصفية النهائية، المتمثلة في الهجمة الصهيواميركية المُنسّقة والعاتية،التي تتم ترجمتها على الارض،سواء في ما خص»إزالة»مسألة القدس عن طاولة المفاوضات،بعد الاعتراف بها عاصمة لكيان العدو الغاصب،ام لجهة تجفيف تمويل وكالة الغوث (الاونروا) وإعادة تعريف من هو»اللاجئ»,ودائما في شطب»حق العودة»بما هو العنوان الأبرز والرئيس في المواجهة الدائرة مع الحركة الصهيونية ومشروعها الإحلالي الكولينالي الإستيطاني في فلسطين,منذ اكثر من مئة عام.
ما صدر من تصريحات وتعقيبات بعد اجتماع مركزية فتح وعشية اجتماع تنفيذية منظمة التحرير,لا يبعث على التفاؤل في شأن اتخاذ خطوات ملموسة،ذات بعد»استراتيجي»تترجم بالفعل ما كان اتّخذه المجلس المركزي نفسه من قرارات قبل اشهر،عندما «كلّف»اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير»تعليق»الاعتراف باسرائيل،رداً على قرار ادارة ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة العدو.كذلك كان دعا الى وقف التنسيق الامني مع اسرائيل،ووقف العلاقات الاقتصادية معها.. دون صرف النظر عن دلالات تصريح امين سر الحركة جبريل الرجوب الذي جاء فيه: «...نحن قريبون من إعلان انفكاكنا عن كل الإلتزامات الناتجة عن اوسلو»..
تهديدات وتلويحات باتخاذ اجراء ما،لكن شيئا من ذلك»الكلام»لم يتم تنفيذه.فيما تقرب الذكرى»الاولى»لقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو وتتواصل عملية خنق الاونروا (الغاء حق العودة بالمعنى الاجرائي) ولمّا تجد سلطة اوسلو والمنظمة وفتح،صيغة ملائمة للرد على الخطر المتدحرِج الذي يواجِهه الشعب الفلسطيني وقضيته،التي باتت رهينة لعبة اقليمية دولية،بقيادة صيهونية ومشاركة من رهط المُتصهينين العرب الذين ضاقوا ذرعا بفلسطين والقدس.. ولم يعد يقلقهم مصيرهما.
فيما – وهنا المفارقة – تجد مركزية فتح في اجتماعها الاخير،الوقت الكافي لِـ»تأكيد دعمها الكامل لما جاء في خطاب عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة (رغم عدم احتوائه على أي جديد)في الوقت ذاته الذي سارعت فيه الى «إدانة الحملة المسعورة (كما وصَفَتها) التي تشنها حماس للإساءة لحركة فتح ورموزها (..) وعلى رأسها الرئيس محمود عباس»،كما جاء حرفياً في بيانها،متجاهلة الإجابة على سؤال الانقسام الذي يفتك بالنسيج الوطني الفلسطيني،مُعيدة اسطوانتها المشروخة التي تقول:ان (فتح) ملتزمة بالكامل,تنفيذ بنود اتفاق القاهرة الذي تم توقيعه قبل عام (2017/10/12..( نصاً وروحاً».
ليس ثمة ما يمكن الرهان عليه او التفاؤل بشأنِه،كون جداول اعمال سلسلة الاجتماعات التي بدأتها»القيادة الفلسطينية»، رتيبة وعادية وليس ثمة ما يُؤشر بجديد او يبعث التفاؤل والامل في صفوف الشعب الفلسطيني،لان نهج التسويف والمماطلة والتلكؤ المقصود عن اتخاذ قرارات ذات صدى وأثر سياسي في توقيت صحيح،قد أسهَمَ في بث التشاؤم وبخاصة ان عامل»الوقت»يترك اثره الميداني على الأراضي الفلسطينية،أَسرَلَة وتهويدا واستيطانا وتمزيقا للنسيج الوطني الفلسطيني،وبخاصة بعد اقرار العدو،وبدء تطبيق قانون القومية اليهودي. وما يزال هؤلاء «يِعدونَنا» بالقرارات «الحاسِمة» للمجلس المركزي.
kharroub@jpf.com.jo