Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

الأردن - عبدالهادي راجي المجالي
 
الراي - حين تسلم أوباما رئاسة الولايات المتحدة, أطلق خطابا مشهورا من القاهرة تحدث فيه عن رؤيته, وعن الصراع.. وعن الدولتين, وفيما بعد تبين أن كل ما قاله (أوباما) مجرد حديث عابر, أو احتفالي لا أكثر ولا أقل.
 
أمس أطلق (ترمب) حديثا, من الرياض.. ولكنه ليس رؤية, ولا احتفالية هو فقط أعاد إنتاج العلاقة الأمريكية السعودية القائمة على قاعدة مهمة وهي أن السعودية هي مطبخ القرار في العالم العربي الإسلامي, وهي الدولة الأقوى... وبالتالي, لن يكون هناك قرارات أميركية في المنطقة دون الرجوع إلى الرياض والتنسيق معها...
 
الفرق بين أوباما وترمب, أشبه بالفرق.. بين شيخ قبيلة انتاجه القصائد واخر انتاجه الغزو, فالرئيس المنصرم أوباما.. انتج في المنطقة خطابات رنانة, وذهب إلى إيران.. فقد نظر إليها على أنها مفتاح الحل والربط..
 
بالمقابل الرئيس (ترمب) ترك كل إرث (أوباما ) خلفه, واتخذ خطوات واقعية على الأرض, وربما ستحمل الأيام القادمة مفاجأة.. تحرك عسكري أمريكي أكبر وأقوى في المنطقة, وربما ستكون إيران وملحقاتها هي الهدف.
 
في ظل هذا المشهد, وفي ظل كل هذه الاتفاقات على محاربة الإرهاب وعلى تحجيم الدور الإيراني, وعلى إعادة ترسيخ الرياض كمطبخ للقرار العربي يعنينا في الأردن أمر واحد, وهو أن الملك في خطابه.. عرض أمرا مهما وهو: أن القضية الفلسطينية والقدس هي محور الصراع والقضية الأهم ولا يجوز القفز عنها, أو تركها... وفي النهاية, إسرائيل لا تختلف عن داعش في إنتاج الخراب, وتدمير الإحلام, ومصادرة إرادة الشعوب.
 
كل الدول الصغيرة في المنطقة, ملزمة في النهاية أن تحمل وجهة نظر الراعي الأميركي ورؤيته وتتبناها, الأردن هو الدولة الوحيدة.. في قمة الرياض والتي أعادت إنتاج المشهد, بشكل مختلف.. ورسالة الملك واضحة جدا وهي: نتفق معكم في قضية الإرهاب, ولكن لا يجوز اعتبار القضية الفلسطينية, في سلم الأولويات.. قضية متأخرة أو منسية بل هي الجوهرية والأساس..
 
قمة الرياض مهمة جدا, ولكن ما هو أهم.. بالنسبة لنا, أن الأردن ليس دولة عادية في المنطقة, بل له وجهة نظر وموقف.. ورؤية, والأهم من كل ذلك أنه.. لا يحضر في إطار المجاملة, بل يحضر في إطار الشريك الذي يحترم رأيه..